في الوقت الذي أعرب فيه عن اطمئنانه بنهاية داعش كمشروع خبيث أريد له تمزيق العراق وان نهاية هذه العصابة باتت مسالة وقت ليس الا، مستشهدا بانتصارات الرمادي وبيجي، أشاد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بتعامل الحكومة مع خرق السيادة العراقية من قبل قوات مدرعة تركية للأراضي العراقية، واصفا تعاملها بالواضح والحكيم والمتدرج ويسير وفق خارطة طريق واضحة تبدأ بالدبلوماسية والتصعيد الشعبي والعقوبات الاقتصادية، مبينا ان الحكومة تعاملت بتدرج حيث استقبلت الوفد التركي وسلمت مجلس الأمن رسالة رفض للموقف التركي الأخير وللامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لافتا الى ان التوغل التركي في الأراضي العراقية ووجه بشبه إجماع من القوى السياسية وإدانة له وتعبير عن الرفض، مستشهدا بموقف اغلب القوى الكردية الصريح وباقي مكونات الشعب العراقي من هذا الخرق، داعيا تركيا الى سحب قواتها والمحافظة على رابط حسن الجوار والمصالح المشتركة بين البلدين.
السيد الحكيم رأى في كلمته في ديوان بغداد بحضور جمع من النخب السياسية بمكتبه في بغداد امس الاول السبت، ان تناسبا طرديا بين الفرص والتحديات فكما زادت التحديات زادت معها فرص الوصول الى تسوية تاريخية تنقذ البلد وتعيد الثقة وتكسر حالة الجمود السياسي، موضحا ان هناك خلط بين التسوية والتنازل فالتسوية تعني الوقوف تحت سقف الدستور على نقطة التقاء تجمع الجميع، مشيرا الى ان السنوات الاثنى عشر الماضية أثبتت دون لبس ان الجميع بحاجة الى الجميع وان كل مكون عليه ان يحمي ويحتمي بباقي المكونات، مبينا ان الأزمة التركية الأخيرة مع العراق بينت ضمنا حاجة المكونات لبعضها وادانتها لأي خرق للسيادية الوطنية .
وفي معرض رده على مداخلات الحضور حول دخول قوات تركية دون علم او موافقة الحكومة الى الموصل بين السيد عمار الحكيم ان ماطلبه العراق من تركيا لم يكن استثناءا عن ما طلبه من دول العالم والعراق وضح لتركيا ما وضحه للعالم من ان ما يحتاجه من دول المنطقة والعالم لمحاربة داعش باعتبارها تهديدا للسلم العالمي هو التدريب والتسليح والغطاء الجوي والمعلومة الاستخبارية ومكافحة مصادر تمويل الإرهاب وهذه المساعدات قدمتها وفهمتها الولايات المتحدة الأمريكية في دعمها للعراق وقدمت المدربين والسلاح مثلما فهتمها ايران وسارعت بتقديم المدربين والسلاح وما شابه، عادا تبريرات تركيا متناقضة ومجافية للحقيقة .
وفصل رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي حديثه عن الأزمة السيادية مع تركيا بالقول ان تركيا ادعت في البداية انها جاءت للمساهمة في تحرير الموصل ثم غيرت رأيها للتدريب ودعم القوات العراقية بعد موجة الغضب التي قابلت الخطوة التركية، مشيرا الى ان حماية المدربين لا تتطلب إدخال قوات مدرعة من دون علم الحكومة أنما تتطلب نقل مركز التدريب الى مكان أكثر أمنا على سبيل المثال لتلافي ما يدعى انه خطر امني يهدد المدربين، متسائلا “اي مركز تدريب هذا الذي يقع في مرمى نيران داعش”، معربا عن عتبه الشديد لاعتماد البعض سياسة الكيل بمكيالين حيث تتعالى الأصوات رفضا لدخول الحشد الشعبي للموصل فيما ترحب ذات الأصوات بدخول قوات تابعة لدولة أخرى، داعيا الى التمعن بالقراءة التاريخية التركية للموصل والتي تضع للموصل الى الان موازنة رمزية لها ” ليرة واحدة “، مبينا ان حدود الموصل كما يراها الأتراك لا تشمل المدينة المعروفة وحدها أنما هي تعبير عن منطقة اوسع تشمل الموصل واقليم كردستان.
وأعرب عن استغرابه لازدواجية الفهم التركي للسيادة ففي الوقت الذي أسقطت طائرة روسية دخلت أجواءها حسب روايتها ١٧ ثانية تشتر التبريرات لدخول قواتها للعراق، مبينا ان ما من دولة أعلنت تأييدها للخطوة التركية وتركيا بهذه الفعلة اتخذت موقفا فرديا جعلها معزولة عن العالم، مبينا ان البعض يقارن بين الموقف التركي والعراقي في التعامل مع الأزمة الأخيرة متناسيا ان الأطراف التركية التي تتصدر الدفاع عن الخطوة التركية من لون واحد وحزب واحد ومن حكومة مكونة من نصف زائد واحد.
وعن تحليل البعض من ان العراق اخفق في أدارة سياسة المحاور التي تحكم العالم والمنطقة أوضح السيد عمار الحكيم ان عدم الدخول في المحاور لا يعني عدم الخوض في التحالفات التي تتوافق مع مصالح العراق، مؤكدا حاجة العراق لأي صوت في العالم يشجب ويستنكر الأفعال الإرهابية لعصابات داعش، مبينا ان العراقيين اليوم اقرب من اي وقت مضى للتقارب والتفاهم والجلوس على طاولة حوار، رافضا كل التصريحات التي تقول بتعمد المكونات الكبيرة في العراق بتهميش المكونات الاخرى، موضحا ان التهميش قد يكون بسبب حالة التركيز على قتال داعش، مستشهدا بتعاطي العراقيين مع المختطفات وتركيزه على المختطفات الايزيديات مع ان هناك مختطفات تركمانيات تعرضن الى ذات ما تعرضن له الايزيديات انما اشد فالمختطفة الشيعية تسبى ومن ثم تحرق وهذه الصور نقلتها المختطفات الايزيديات الناجيات من بطش الإرهاب.