بالتأكيد إذا أصبت بأي من أمراض المسالك البولية التي تظهر بأعراضها المتعددة فلن تكون بخير! وخاصة مع هذه النوعية من الأمراض الشائعة لدى البشر، وسط عادات غذائية وحياتية خاطئة.هذه الأعراض تتشابه آلامها عند الكثير، فأمراض المثانة والكلى والبروستات لدى الرجال، كلها تؤثر في عملية التبول، وتُعدّ إصابة بعضها الصامتة في بعض الحالات، أخطر من الأعراض التي تتصاحب مع آلام مستمرة ومتقطعه، فالمثانة جزء من المسالك البولية، وأي التهاب بها يعيق عملية التبول، وقد يؤدي إلى أمراض مزمنة ويكون له أثر سلبي في الخصوبة والإنجاب عند البعض.وقد يتسبب مرض مزمن في إصابة الكلى، كما يمكن أن تصاب الكلى جراء مشكلة أو التهاب في المسالك البولية، ويمكن أن تؤدي إلى مشكلات أكثر تعقيداً للجهاز البولي، ومنها إصابته بالتهاب يمتدّ إلى باقي أعضاء المسالك البولية. كلها أمراض وأعراض تضرب المسالك البولية، ولكن تختلف طرق علاجها وطرق تشخصيها. لذا كان لـ«الصحة والطب» أسئلة طرحتها على مختصين، لمعرفة أسباب تلك الأمراض، وطرق تشخيصها وعلاجها.
أعراض شائعة
يقول الدكتور جمال جميل استشاري المسالك البولية، «المثانة عضو أجوف موجود في أسفل البطن، وهي تقوم بتخزين البول، ويمكن أن تصاب بحالات مرضية عدة، منها التهابات المثانة والعدوى، وسلس البول، والتهاب المثانة الخلالي والمثانة الحساسة، وسرطان المثانة، وحصى المثانة، حيث يتكون الجهاز البولي من الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل، فتقوم الكليتان بتصفية الدم، وتنتج سائلاً اسمه البول يصل المثانة عبر الحالبين، وتقوم المثانة بتخزينه، ثم يغادر البول المثانة أثناء التبول، من خلال الإحليل، وإن أعراض كثير من أمراض المثانة ومشكلاتها، تتشابه. لكن الأعراض الرئيسية لأمراض المثانة، هي الإحساس بالحاجة المتكررة والملحّة إلى التبول، إضافة إلى إحساس بالألم أو بالحرقة أثناء التبول».وأضاف أن هناك أعراضاً شائعة أخرى لأمراض المثانة ومشكلاتها، من بينها الحمّى أو التعب أو الارتعاش والإحساس بالضغط في أسفل البطن، وتغير رائحة البول أو عكر البول، ويمكن أن تسبب أمراض المثانة ومشكلاتها، ألم ظهر وظهور دم في البول، وفقدان القدرة على ضبط المثانة.
معالجة أسهل
وينصح جميل باستشارة الطبيب، إذا لاحظ المريض أي عرض من هذه الأعراض، أو إذا لاحظ أي تغيرات أخرى لاكتشاف المشكلة في وقت مبكر، مما يجعل المعالجة أسهل في معظم الحالات. والتهاب المثانة من أكثر مشكلات المثانة شيوعاً، حيث يُعدّ واحداً من حالات العدوى التي تصيب المسالك البولية، والتهاب المسالك البولية هو ثاني أكثر أنواع العدوى التي تصيب الجسم، وتحدث معظم حالات عدوى المسالك البولية، بفعل جراثيم تعيش في الأمعاء تدعى «إي كولاي». يمكن أن تصيب عدوى المسالك البولية البشر من جميع الأعمار والأجناس، لكن النساء يصبن بها أكثر من الرجال بأربع مرات، لأن إحليل المرأة أقصر من إحليل الرجل، ما يجعل وصول الجراثيم من الوسط الخارجي إلى المثانة أكثر سهولة، وتكون عدوى المسالك البولية شائعة أيضاً لدى مرضى السكري، أو الأشخاص الذين لديهم مشكلات في جهاز المناعة الطبيعي، والأشخاص الذين لديهم مشكلات في المسالك البولية الذين لديهم إصابات في الحبل الشوكي، أو غير ذلك من الإصابات العصبية.ويكمل الدكتور جميل «نسبة الإصابة تزداد لدى المرضى الذين يحتاجون إلى استخدام أنبوب من أجل إفراغ البول من المثانة، ويوضح أن معظم حالات عدوى المسالك البولية غير خطرة، لكن بعض الإصابات بهذه العدوى يمكن أن تؤدي إلى مشكلات أكثر خطورة».
الطرق العلاجية
وعن طرق العلاج يقول جميل: تتعدد طرق العلاج حسب الحالة ودرجة الإصابة، فتستخدم المضادات الحيوية التي تعمل على قتل الجراثيم التي تسبب العدوى. لكن يجب الحرص على التقيد بتعليمات الطبيب، فيما يخصّ تناول هذه الأدوية، وإن تناول المصاب الكثير من السوائل، وتُعدّ كثرة التبول بسبب ذلك أمراً مفيداً لتسريع الشفاء. ويستطيع المريض عند الحاجة أن يتناول أدوية لتخفيف الألم الناتج عن التهاب المثانة. وعصير التوت مفيد في الوقاية من عدوى المسالك البولية، نظراً لأنه يجعل البول أكثر ميلاً إلى الحامضية، ما يمنع الجراثيم من النموّ فيه، وإهمال علاج التهاب المثانة من الأمور التي تؤدي إلى حالة مرضية مزمنة، وتثخن بجدار المثانة وأن علاجات أمراض المثانة تكون في الأغلب دوائية، ولكن وفق تعليمات الطبيب، من حيث استعمال الدواء وكمياته والأوقات، ومدّة العلاج والمتابعة الدورية، للتأكد من خلوّ المثانة من الجرثومة.
لماذا المنظار؟
وفي بعض الأحيان يحتاج المريض لإجراء عملية منظار المثانة، إما تحت التخدير الموضعي، أو التخدير العام وإجراء التشخيص، والعلاج اللازم بالمنظار، ونادراً مع تطور الأدوية والعلاجات الحديثة، ما يحتاج المصاب إلى إجراء عملية جراحية مفتوحة لعلاج أمراض المثانة. كما يمكن علاج بعض أورام المثانة بالإشعاع. وتقول الدكتورة منى الرخيمي استشارية أمراض الباطنية والكلى ورئيسة الجمعية الإمارتية لأمراض الكلى، إن الكلى جزء من المسالك البولية، وهي مسؤولة عن تنقية الدم وإزالة الفضلات والماء الزائد، وإخراجها في صورة البول، ولا تؤثر الكلى في وظائف المسالك، ولكن على العكس، تتأثر الكلى بأمراض المسالك البولية، فتضخّم البروستات أو الحصى، يسبب انسداداً وعسراً في التبول الذي يؤدي إلى مشكلات تؤثر في عمل الكلى.وعن أعراض أمراض الكلى، تقول الرخيمي، إن أمراض الكلى صامتة وليس لها أعراض في الأغلب، باستثناء الإصابة بحصى الكلى التي تظهر أعراضها بشكل ألم في منطقة الخاصرة، وهو ألم شديد في العادة ويأتي على شكل نوبات، وقد يمتد إلى أعلى الفخذ، وتحدث تلك الآلام عندما تعلق الحصاة في أحد الحالبين خلال مرورها مع البول إلى المثانة، كما أن وجود دم في البول، عرض آخر من أعراض حصوات الكلى.
فحوص مهمة
وعن الفحوص التي تجرى للتأكد من سلامة الكل،ى توضح الرخيمي أن هناك فحوصاً مهمة يجب إجراؤها عند بلوغ سن الخمسين، أو المصابين بأمراض مزمنة، مثل السكري وضغط الدم، وهي تحاليل بسيطة للدم والبول، تدل على الإصابة أو سلامة الكلى، وهي تحاليل غير مكلفة توضح درجة الإصابة ومستوى عملها.
والوقاية من الإصابة بأمراض الكلى خير من العلاج بطبيعة الحال. وتقول إن هناك بضعة أمور يجب الاستمرار بها للحفاظ على عمل الكلى، وعدم إصابتها، وفي مقدمتها شرب الماء باستمرار، ما لا يقل عن ثلاثة لترات يومياً، وتجنب الأدوية التي تصرف بدون وصفات طبية، وغيرها من الأدوية المسكنة التي يكون لها أثر سلبي في وظائف الكلى، والحفاظ على الوزن وممارسة الرياضة، والابتعاد عن التدخين، وتقليل الأملاح في الأطعمة. وعن طرق علاج الكلى تقول الرخيمي، إن العلاجات تتعدد وتتطور بشكل كبير، وتختلف حسب تقدير الطبيب، ففي حالة حصى الكلى يمكن أن ينصح الطبيب بأخذ بعض الأدوية، والانتظار لبعض الوقت، حتى تخرج الحصى مع البول، أو أن يصف أدوية تعمل على تغيير التركيب الكيميائي للبول، تساعد على ذوبان الحصوات، أو تفتت بالموجات الصوتية، أو العلاج عن طريق المنظار.
أنواع أمراض الكلى
ويكمل الدكتور أمين الصيرفي مختص جراحة المسالك البولية، أن أمراض الكلى نوعان، الأول يكون نتيجة لتضرر الكلى من أمراض عامة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، أو مصاحباً لمرض النقرس أو الأنيميا، وفي هذه الحالات يكون العلاج موجهاً بصورة أساسية للمرض المسبّب، مع متخصص في أمراض الكلى الباطنية، لتلافي قصور وظائف الكلى، أما القسم الآخر فهو أمراض تصيب الكلى نفسها، وهي أمراض المسالك البولية، وتشمل التهابات الكلى بأنواعها المتعددة، وتكوين الحصوات والأورام وانسداد مخرج الكلى وتكيّسات الكلى والعيوب الخلقية، وجميعها تحتاج لمتخصص في المسالك البولية، ويصاحب أمراض الكلى الكثير من الأعراض، مثل آلام ودم في البول أو ارتفاع في درجة الحرارة. ولكن في كثير من الحالات لا توجد أي أعراض، ويكون المرض صامتاً، ويكتشف بالمصادفة عند المتابعة الدورية أو عند التصوير بالأشعة لفحص أي مرض أخر.
كيفية اكتشاف المرض
ويقول الصيرفي للأسف معظم أورام الكلى تكتشف بالمصادفة في مراحلها الأولى. ولهذا السبب ينصح بالكشف الدوري لاكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة التي يكون الشفاء التام منها ممكناً، بإرادة الله، ويؤكد ضرورة حفاظ أصحاب الأمراض المزمنة على المتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج، خاصة مرضى السكرى والضغط، لتجنب المضاعفات التي تصيب الكلى، حتى تكون أكثر أمناً مادامت تحت السيطرة. وينصح بعمل فحص دوري لكل مرحلة عمرية على حدة، من خلال برامج محددة تبعاً للقواعد الطبية بدون إسراف أو فتح أبواب للمتاجرة بهذا الأمر، وتختلف الفحوص الدورية من شخص إلى آخر، حسب العمر والحالة الصحية والتاريخ المرضي والعائلي. ولكن الجميع يشتركون في المؤشرات العامة، مثل تحليل البول، والأشعة التلفزيونية ووظائف الكلى.
الوقاية والسيطرة التامة
وللوقاية من أمراض الكلى يجب فحص الصحة العامة بصورة دورية، والسيطرة التامة على الأمراض المزمنة كالسكري والضغط، واستشارة طبيب المسالك البولية عند حدوث أي أعراض، من آلام أو تغير في البول أو عادات التبول، وعلاجها في مراحلها الأولى، تجنباً للمضاعفات، وزيادة شرب السوائل خاصة الماء الذي يُعدّ أهم الإجراءات الحامية من الحصوات، وأخيراً عدم تناول الأدوية، خاصة المسكنات والمضادات الحيوية، إلا بوصفة طبيب متخصص.
تأثير البروستات
وعن تأثير غدة البروستات في المسالك البولية، تحدث الدكتور ماجد صلاح الدين مختص الأمراض الجلدية والتناسلية، عن أسباب تضخم البروستات وعلاجها وتأثيرها في عملية التبول، وأوضح أن غدة البروستات هي غدة تناسلية موجودة لدى الرجال فقط. وتقع في قاعدة المثانة البولية، حيث تلتف حول عنقها، وغدة البروستات كمثرية الشكل إسفنجية الملمس، وعند البلوغ، ونتيجة لإفراز هرمون الأندروجين الذكري، تنضج هذه الغدة، حيث تبدأ في النمو تدريجاً حتى تصل إلى الحجم الطبيعي بين 30 و 40 عاماً من عمر الرجل.وأعراض التهاب البروستات ألم أسفل السرة وعند الشرج، وكذلك بالقضيب والخصيتين، ويحدث هذا بعد التبول والإثارة الجنسية، أو بعد خروج السائل المنوي، وقد يكون هذا الالتهاب ناتجاً عن وجود التهاب جرثومي أو غير جرثومي، وذلك نتيجة وجود بؤرة صديدية بالجسم أو نتيجة ضيق في مجرى البول ناتج من التهابات سابقة، ما يؤدى إلى ارتجاع البول في القنوات المنوية، وقد يصاحب الأعراض السابقة أيضاً آلام في منطقة الظهر وكذلك في أعلى الفخذ، مع حدوث انقباض شرجي وثقل في منطقة العانة (أسفل البطن).
طرق التشخيص
وعنطرق تشخيص التهاب غدة البروستات يقول صلاح الدين إن هناك طرقاً وخطوات عدة لمعرفة نوع ذلك الالتهاب، منها زراعة سائل البروستات لمعرفة نوع الجرثومة المسببة للمشكلة، وأنسب المضادات الحيوية مع تحليل بولي بعد تدليم البروستات وفحص البروستات بالموجات فوق الصوتية، لمعرفة حجمها، مع إجراء فحص الدم لمعرفة الـ(PSA) بنوعية وتحليل دم للسكري وتحديد وجود التهابات.
الوقاية
عن طرق العلاج يقول صلاح الدين إنه يختلف حسب نوع الإصابة، فيمكن أن يستخدم علاج موضعي للبروستات، إضافة إلى استخدام أجهزة الموجات القصيرة المدى، أو استخدام المضادات الحيوية المناسبة ومضادات الاحتقان، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن الإثارة والزواج المبكر. ويذكر أن هناك أدوية ظهرت حديثاً، منها أدوية تعمل على سرعة اختفاء الأعراض وتصغير حجم البروستات (الديودارت).