Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

اعدام الشيخ النمر.. “قتل ظالم وقتل الحكمة والاعتدال واغتيال غادر لكل الطرق السلمية”

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:59 - 04/01/2016 - عدد القراء : 1722

لن يساهم اعدام الشيخ النمر رحمه الله -مع ثلاثة اخرين من اخوانه- في تهدئة الاوضاع الداخلية في المملكة، ابعد الله عن اهلها كل شر، ولن يساعد في اطفاء نار الفتنة الطائفية في المنطقة والمملكة التي قيل انها كانت التهمة التي اعدم من اجلها، اضافة لتهمة “الخروج على ولي الامر”.فلم تنجح جهود الدول والمؤسسات والمنظمات والشخصيات لايقاف التنفيذ، بما في ذلك من قيادات كبيرة ومنها الشيخ مهدي الصميدعي رئيس هيئة افتاء اهل السنة والجماعة في العراق.. بل على العكس نُفذ الحكم مع مجموعة من ارهابيي “القاعدة” او المتهمين بجرائم اخرى، للتغطية وايهام الرأي العام، بان الشيخ النمر قام باعمال قتل وعنف وتفجيرات.. فالشيخ النمر لم يرفع سلاحاً بوجه السلطات، ولم يدعُ للعنف ولم يمارسه، كوسيلة لانتقاد الاوضاع او للدعوة لحقوق مدنية وحريات عامة.
لسنا من انصار التصعيد مع من نختلف معه.. على العكس نعتقد ان بلداننا وشعوبنا هي في اشد الحاجة الى التهدئة ومد الجسور والمصالحة، وقبول الاخر بما هو عليه وليس بما نريده له، ما دام الامر في اطار الشرعة العامة التي يقبلها الدين، بدون تفسيرات مغالية كتفسيرات “البغدادي” و”داعش”، وما يقبله ميثاق الامم المتحدة ومواثيق حقوق الانسان العالمية والاسلامية التي وقعتها الدول الاسلامية وصارت شرطاً عليها. لكن اعمالاً كاعدام عالم جليل وشيخ كبير لانه يطالب بحقوقه وحقوق الملايين من سكان المملكة، محرومة تماماً من حقوقها السياسية والاجتماعية والعبادية والثقافية، واعتبار ذلك خروجاً على النظام وتهديداً للامن، هو ما سيهدد الامن ويخل بالنظام ويشجع اعمال العنف، التي ستتخذ لاحقاً ذريعة للمزيد من اعمال القمع، ثم المزيد من اعمال العنف. فلقد جربت انظمة كثيرة هذا النهج، ومنها الانظمة العربية ومن بينها العراق، فلم يسفر عن نتيجة.. بل قاد الى نتائج عكسية تماماً بما في ذلك على من يستخدم هذه المناهج. فهذا اجراء غير حكيم ومنفعل وقصير النظر وظالم، لن ينفع في ايجاد حل للاوضاع في المملكة ولا للقضية البحرينية ولا اليمنية ولا في سوريا ولا في العراق ولا بين ايران والسعودية، ولا في المنطقة عموماً، ولا بين الشيعة والسنة، وهو ابعد ما يجب ان نقوم به ونعمل عليه.
لا نجد كلاماً في هذا الموضوع ابلغ من الكلام الذي كتبه محمد النمر شقيق المرحوم النمر في اعدام اخيه في تغريدات حسابه في “التويتر”، ننقلها كما هي وبالفاظها وتسلسلها:
“مجلس عزاء الشهداء سيبدأ من الاحد ليلاً الساعة 7:30 الاثنين عصراً 3:30 وليالً 7:30.. الثلاثاء عصراً وليلاً.. الاربعاء عصراً وليلاً. جامع الحسين”.
“عاجل: اتصال من السلطات الامنية وأبلغونا ان جثث الشهداء قد دفنت في مقابر المسلمين ولن تسلم لذويهم.. لا حول ولا قوة الا بالله.. الشيخ النمر شهيداً”
“بيان عاجل من عائلة النمر بالعوامية بعد استشهاد الفقيه الشهيد الشيخ نمر: ببيان وزارة الداخلية السعودية إعدام 42 مواطناً سعودياً وصفهم البيان بالارهابيين! وكان من بين من نفذ بحقهم القتل سماحة الفقيه الشهيد الشيخ نمر باقر النمر رحمه الله الذي كان عالماً فقيها مجتهداً تفخر به الحوزات العلمية ومثالاً ونموذجاً للحركة المطلبية والسلمية ودعا الى تحمل المسؤولية وطالب بشجاعة بالحقوق المشروعة ورفض الطائفية لأكثر من اربعة عقود من الزمن. اننا اذ ندين ونستنكر هذا القتل الظالم ونعتبر مثالاً لقتل الحكمة والاعتدال واغتيال غادر لكل الطرق السلمية التي كان ينهجها الشيخ بادانته ورفضه لاستخدام السلاح والعنف كما تشهد كلماته وبياناته”
“الشيخ النمر-شهيداً.. تبقى ايدينا ممدودة لمن يريد المصافحة والسلام. حاملين باقات الورود للقاتل والسجان معاً. هكذا تعلمنا وتربينا. القطيف”
“الشيخ النمر-شهيداً.. لاشك انه حدث عصيب ولكن من رحم الألم يشرق الأمل.. الشيخ النمر هذا اشراقة وشمعة تضيء درب الجميع للمطالبة السلمية بالحقوق”
“الشيخ النمر شهيداً. فخورون به ولسنا منكسرين. سنوزع الحلوى في مراسم العزاء. الشيخ النمر فداء لحقوقنا المشروعة. ذاك هو جوابي على الرسالة الغاشمة.
“يوماً سيلتقي الشيخ النمر شهيداً وسجانه وقاضيه وخصمه امام الله الذي عنده تجتمع الخصوم. ويومها سيكون عنوان اخر انه يوم المظلوم على الظالم”
“الشيخ النمر-شهيداً.. وقد جرى ما جرى وسيجري ما يجري ومن كانت لديه محبة وتعاطفاً فندائي بيّن مختصرٌ واضح لا نُجر للعنف. تلك وصية الشهيد الشيخ نمر”
“الشيخ النمر شهيداً. سنبقى راضين مقتنعين فخورين مسّلمين إستسلاماً بما كتبه الله نعمة وكرامة خصنا الرحمن الرحيم بها وكل ذوي لشهيد في الكون”.
{انا لله وانا اليه راجعون}

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
36°
32°
Sun
32°
Mon
الافتتاحية