Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

البرلمان.. اختلافات تحت القبة افضل من خلافات خارجها

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:25 - 31/05/2016 - عدد القراء : 1989

ان الجلسة التي عقدت يوم الاحد الماضي 29/5/2016 تضمنت كلمات ومواقف ايجابية من مختلف الاطراف. فغياب السلطة التشريعية يترك البلاد في فراغ كامل. ونداءات الاصلاح لا يمكن تطبيقها دون عودة مجلس النواب لمزاولة عمله.. كذلك حسم موضوع التشكيلة الحكومية والعلاقة بين المكونات وادارة الحرب ضد “داعش”، الخ. لكن نجاح هذه الخطوة يعتمد على الانطلاق منها، لا لاحراج المجتمعين من جهة، او لكسر الاخرين او لحصرهم في الزاوية من جهة اخرى، بل لاستثمار هذه الخطوة لتجسير المواقف، خصوصاً هناك اليوم مشتركات كثيرة لا يختلف عليها اثنان.
فلا يوجد اي نائب او كتلة نيابية تختلف في موضوعة الفلوجة والحرب ضد “داعش”، والوقوف مع السكان المدنيين وتقديم كل اشكال المساعدات لهم.. كما لا يختلف اثنان على الاصلاحات ولو كان الامر كمبدأ، دون تعريف المضامين الحقيقية لهذا الاصلاح.. هل هو البقاء عند الشكليات؟ ام الذهاب عميقاً لاصلاح تركيبة الدولة العراقية وفلسفتها وانماط عملها ومواردها ونفقاتها وانتاجيتها ومهامها؟ كما لا يختلف اثنان على محاربة الفساد، ولو كان الامر كمبدأ، دون تعريف ماذا يعني الفساد.. فهل هو اساساً فساد مؤسسات ومنظومات وتشريعات، ام هو مجرد فساد افراد واشخاص وسراق للمال العام؟ وامور كثيرة يتفق عليها الجميع وان كان من زوايا مختلفة.
المهم ان لا يشعر احد بانه منتصر او رابح، ولا خاسر او مهزوم.. بل الاهم ان يستثمر الجميع هذه الخطوة للالتقاء في كل مشترك مع بقية اخوانه.. فالمبدأ القائل “نعمل فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه”، يترك للجميع مساحة واسعة للعمل مع غيره فيما هو متفق عليه.. وستكون المواقف والنقاشات، بل الاحداث نفسها كفيلة في تقليص هوة ما يُختلف عليه. فالكل يدرك ان انهيار المؤسسة التشريعية سيعني تعطيل كامل النظام السياسي في البلاد.. ولا نعتقد ان ايا من الاطراف يتمنى حصول ذلك، لان ذلك سيعني تعطيل وانهيار شامل في كل شيء. عكسه سيعني ان الخلافات، التي هي حقيقة لا يمكن الهروب منها، يمكن حلها في اطر مؤسساتية ودستورية وقانونية يقر بها الجميع، وهذا امر مهم لنجاح البلاد والجميع.
ان الكثير ممن حضر الجلسة له ايضاً ملاحظات وتحفظات.. لكن مساومة هذه التحفظات مع تعطيل عمل السلطة التشريعية هو ليس بالقرار الصائب.. ونعتقد ان الكثير ممن تغيب عن الجلسة سيحضر الجلسات القادمة، ان طرحت موضوعات الخلاف بما يطمئن الفرقاء، بان رؤاهم ومطالبهم ستعالج في اطار السياقات التنظيمية والدستورية المتفق عليها، وليس عبر اية وسيلة اخرى. فالجميع ابدى احترامه للشرعية. ودليلنا على ذلك ان الجميع قال انه سيحترم قرار المحكمة الاتحادية.. بل ان كل طرف في الخلاف، حرص -بشكل ناجح او غير ناجح- على التغطي بالشرعية وبالسياقات والاجراءات القانونية لتوفير النصاب والتصويت على القضايا او المطالب التي يطرحها. فان لم تكن الشرعية امر مهم لكافة الاطراف لما اتعب احد نفسه بالتدليل عليها. ويجب ان لا تكون بعض المظاهر والممارسات السلبية سواء من هذا الطرف او ذاك الامر الوحيد الذي تقع عليه انظارنا. وهذا امر مهم، لان الخلاف في امر الشرعية كان سيبني سوراً صينياً بين الاطراف المختلفة، بينما الاتفاق على الشرعية وتفسيرات ممارستها له الف باب وباب للاجتماع والوحدة. فالقرار الصائب هو تفعيل دور المؤسسة التشريعية اكثر فاكثر، والتي من خلالها يمكن دراسة كافة المطالب، لتقرر الاغلبية وفق السياقات الشرعية والدستورية ان كانت ستجري تغييرات في المؤسسة التشريعية ذاتها، او في الحكومة، او تغييرات تشريعية كاملة تعتمد عليها البلاد، او حتى الوصول الى قرار بحل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة. فمع وجود البرلمان سيكون كل امر ممكن.. اما بغياب البرلمان، فكل شيء مجمد،  ولا مسار اخر سوى الفوضى ولي الاذرع وتعميق العداوات وخسارة الجميع.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
23°
26°
الجمعة
27°
السبت

استبيان

الافتتاحية