مقالات ودراسات -
د علي خليف - 4:15 - 30/07/2024
-
عدد القراء : 292
إنّ التعاون والتنسيق يؤديان إلى نتائج ايجابية، اما التغريب والعمل المنفرد فهما لايحققان الطموح في عمل ذي بعد جماعي ، فالوزارات والمؤسسات الحكومية لها برامج وواجبات وتعمل في ضوء تكليفها الوظيفي ، فلايمكن لاي وزارة ان تعمل من دون ان يكون هناك تعاون مع الجهات المعنية، فكل وزارة تكمل عمل الاخرى وهذا ديدن العمل المشترك الذي يستهدف تحقيق منفعة عامة ، ولكن الملاحظ ان هناك بعض الوزارات والمؤسسات تعمل من دون تنسيق او لا تضع برنامج عمل مشترك مع غيرها من الوزارات والمؤسسات، بل هناك من لايعرف ماذا تعمل غيرها ، مع ان البرنامج الحكومي يستند إلى آليّة تعاون بين الجميع لان الاهداف مشتركة وتسعى لتحقيق التكامل العملي بين المؤسسات المختلفة فضلا عن مد جسور التعاون مع القطاع الخاص ، فهناك فجوة كبيرة بين وزارات الدولة ولم نلحظ نوعا من التواصل المعرفي او المدارسة والمشاورة وتبادل المعلومات والخبرات بين مؤسسات الدولة إلا ماندر ، فاذا كان العمل الحكومي يكمل بعضه بعضا فإنه بلاشك سيحقق المزيدمن النتائج الايجابية.
ان هناك انزواء كبيرا لدى بعض المؤسسات والوزارات ، فاذا كان هذا الابتعاد والانزواء بين الوزارات فهو بينها وبين المواطن ابعد واكثر ، فقد تكون هناك أعمال قدمتها بعض الوزارات للمواطن ولكن هناك من لم يقدم اعمالاً لها اثرها في الواقع ، وهذا إذا كان يشكل خيبة امل للمواطن فإنّه في الوقت نفسه يسجل حالة سلبية في الاداء ستمتد إلى باقي التشكيل التنفيذي ، فليس من المعقول ان لايتم فرز من الذي يعمل عن الذي لم يعمل ، في حين ان المواطن قد شخص الاداء الضعيف ، ووقف على مواطن الضعف ولكن المشكلة في عدم تلافيها او التراخي في معالجتها ، اذ ان هناك ضعفا كبيرا في المعالجة ، وهذا ترك اثره في الواقع التنفيذي الذي كثير من آلياته لم تصل إلى مستوى طموح المواطن في التنفيذ ، فقد يكون ذلك سببه نقص الخبرة او الضعف وعدم المتابعة ولكن كلّ ذلك ينبغي ان تكون نهايته تصب في صالح العمل الايجابي الذي ينشده المواطن ، وهذه الايجابية تأتي من العمل المشترك وتبادل المعلومات والأدوار من اجل تنفيذ الخطط والبرامج وتنفيذ الوعود ،فهل تحقق هذا النهج في العمل التنفيذي ؟ وهل هناك مقومات عمل ينطلق على اساسها الاداء في جميع مؤسسات الدولة؟ واذا كان بالايجاب فآثاره غير واضحة، واذا كان بالسلب فيجب معالجة ذلك وان لايترك الامر لمجريات الأمور، بل تطبيق الخطط الموضوعة على وفق المراحل الزمنية وليس باطار كيفي حماسي ، وكل عمل يسير على وفق مسار زمني محدد يأتي بنتائج ايجابية تصب في صالح البلاد ،