أصداء..تعدد العيون الراصدة

ظهور مشاكل وقضايا مختلفة الأوصاف تمس اساس البنيان المؤسساتي وتعكس صورة سلبية تختزن في ذهن المواطن انما هو في حقيقته امر يدعو إلى التأمل والتوقف عنده طويلا واجراء مسح شامل لهيكلية ادارة  هذه المؤسسات من اجل حفظها وابعادها عن المؤثرات السلبية التي تقوض أسسها .

فأمراض الفساد المالي والإداري التي اخذت تنتشر في مفاصل مهمّة بلاشك هي أمراض خطيرة شجّع على تمددها  غياب  الارادة  القوية  التي تقف بوجهها ،  ليس من باب التواطؤ، بل لضعف الاجراءات المتخذة وضعف الرادع والتساهل في كثير من الجوانب وربما الحماية التي يظن مرتكبها انها تحميه من عواقب ذلك . وقد وقف المواطن على الكثير من القضايا التي ظهرت وفي مفاصل مهمّة ، وعلى الرغم من اتخاذ اجراءات ضدها  وإحالتها إلى الجهات المختصة ، فإن تكرار مثل هكذا حالات تضعف الدولة وتضعف ثقة المواطن في مؤسسات الدولة لاسيما إذا كانت مثل هذه القضايا اقتربت من جهات من المفترض انها بعيدة عن هذه الأمراض ، ومهما يكن من امر فإن انتشار مظاهر فساد وتمددها من دون رادع قوي يضعف ادوات العمل في الدولة، ويجعل هذا المرض يستفحل وينتشر بشكل كبير .

وبغض النظر عن غايات ظهور ملفات الفساد او إظهارها فإن تتابعها بشكل سريع يدعو الى القلق فخلال شهرين ظهرت قضايا مهمة وشبكات ومظاهر ابتزاز وغيرها وهذا امر لأول مرة يظهر بهذا الشكل مع انه مرصود  ولكنه مستبطن ومخفي ، في حين انه في الاونة الأخيرة لم يعد هناك غطاء يحميه لتعدد العيون الراصدة ، التي اخذت تستجمع قواها لرصد مثل هذه التحركات مهما كانت غاياتها المهم ان مظاهر الفساد اصبحت مرصودة او في اقل تقدير لم يعد بالامكان إخفاء تلك المظاهر مهما تلونت وتعدد .

وعلى الرغم من ان هناك من يحاول ان يعطي بعضها صبغة سياسية فإنّ ذلك ربما يحاول  ان يبعد التهمة عن الشخوص ويرميها في متاهات ساحة تخضع لكثير من التأويلات لخلط الأوراق على الناس وحماية الفاسد الحقيقي ، فالفساد لا احد يحميه او يوفر له الحماية اللازمة بل هو عمل  منكر  ويهدد كيان الدولة التي يسعى المخلصون إلى تشييد أركان الدولة الكريمة.

ومن هذا المنطلق لابد من تفعيل جميع المؤسسات العاملة والتي تختص بمحاربة الفساد بجميع اشكاله من اجل مجتمع خال من الفساد والمفسدين