تساؤل كبير ذلك الذي يطلقه المواطن وهو يعايش سنوات طويلة من الضعف ونقص الخدمات والسجال المتناقض في المشهد السياسي مع برلمان لم يكن بمستوى الطموح ، إلى متى يبقى الحال على هذا المنوال من الإرباك وضياع حق المواطن الذي اصبح موقنا ان كل مايريده يبقى رهين استقرار الوضع العام في البلاد ، ومادامت الأمور تسير في نمطية جدلية لم يقطف المواطن منها ثمارا ايجابيا تبقى حياة المواطن في دوامة ليس من السهل ان توصله لغاياته .
فهناك اضطراب وارباك وتشابك مواقف وضبابية في اداء مجلس النواب بالرغم من المحاولات الفردية وبعضها جماعية لتحقيق مطلب هنا واخر هناك وسط تلاطم القضايا .
اما الحهاز التنفيذي فلازال يعيش في خضم ضخ اعلامي يلتقط كل زاوية ويصفها بالعمل ويصدره للمواطن بوصفه منجزاً ، وبغض النظر عن نجاح مثل هذه الخطوات في تصدير إعلامي يصل إلى المواطن فإن الأمر المهم هو مدى تأثر المواطن به ، وقناعته بالذي يجري من حوله ، فممكن لاي شخص ان يتمزق بما يشاء ويجيّر لنفسه اعمالاً خارقة ولكن العبرة بالواقع المنتج الذي يحقق مايطمح اليه المواطن الذي كان يعوّل كثيرا على الوعود التي انطلقت من ارضية صلبة لتنفيذها ، ولكن ضجيج الاعلام حلّق بالثانويات وابتعد عن الأساسيات ، كون المرحلة تتطلب جهدا كبيرا يبذله القائمون على الأمر والمكلفون بالخدمة العامة ، وهذا الجهد لايتوقف عند التوجيه وانما المتابعة التي تأتي بعد الشروع بالعمل ،
ان ضروريات الاعمال تنبع من حاجتها الملحة ، فهي التي تفرض نفسها وتكون عنصرا ضاغطا على الجميع لكي يباشروا بوضع الخطط وتنفيذها ومتابعة التنفيذ ، ولكن الذي يثير النفس ان كل الخطاب الذي يروّج لاعمال جبارة يختفي عندما تطفو على السطح مطالب ملحة للمواطن ،او تواجه الجهات المعنية موجة انتقاد حادة لعدم توفير مطالب الناس .
فلا يظن من تقع على عاتقه تقديم الخدمات للناس ان المواطن لاينتقد او يسائل، بل ان ذلك لايمنع من انه راصد جيد لمجمل مايحيط به ولكن السير في اطار منهجي اصيل سوف يحقق الامال.