مقالات ودراسات -
د علي خليف - 5:46 - 21/07/2024
-
عدد القراء : 258
التضحية والتفاني والإخلاص في سبيل قضية او لترسيخ مشروع إنساني لايقوم بذلك إلا العظماء الذين يسترخصون النفس في سبيل تحقيق ذلك الهدف السامي ، من حيث ان أغلى غاية الجود هو التضحية في النفس ، وكان الامام الحسين عليه السلام ذلك الامتداد الرسالي والبطولي لبيت النبوة ، هذا البيت الذي كان مختلف الملائكة ومهبط الوحي والرسالة ، فقد حمل الامام الحسين مشروع الرسالة المحمدية في وقت اراد فيه الاعداء طمس الهوية الإسلامية وإعادة الجاهلية بجميع عناوينها ، بعد ان تسلطوا على رقاب الناس ، فكان العرق الإنساني والمحمدي والعلوي الأصيل ينبض روحا انسانيا وإسلامية فلبّى النداء للنهوض بأعباء المسؤولية لحماية الإسلام ، فتصدى لنهج الانحراف بأعلى مرتب التضحية ، فكان الحسين عنوانا للتضحية ونبراسا يضيء درب السائرين نحو إعلاء كلمة الاسلام ، ونهجا يقتدي به الاحرار ، في حين أرتكن اعداؤه في زاوية الانحدار مثالا للجريمة والطغيان المتجرّد من الإنسانيّة والانحراف الذي يوسم به كلّ خارج عن قيم الإسلام الأصيل .
ان المعادلة الكبيرة التي جاءت بها الثورة الحسينية صنّفت مسار النهج الإنساني إلى مسارين مختلفين ، مسار الحرية ، ومسار العبودية بكل اشكالها ، فانتصر النهج الحسيني ، نهج الحرية والعدالة ، النهج الذي سيبقى خالدا وراسخا في وجدان الإنسانيّة ، يحمل عنوانا وروحا حسينية تمتد إلى تلك الروح المحمدية والعلوية الأصيلة .
لذلك ان من يتمسك بالروح والنهج الحسيني عليه ان يستحضر المبادئ التي سار عليها وتمسك بها الامام الحسين عليه السلام وبذل الغالي والنفيس في سبيلها ، فالتمسك بها ليس شعارا يُرفع من اجل الشعار انه عمل وتطبيق صادق لمضامين تلك المبادئ بالاستناد إلى الروحية التي كان اهل البيت عليهم السلام يسيرون بها وينطلقون منها ، انها نفحات إنسانية اختزلت كل العناوين ، والمضامين ، في مضمون التضحية الحسينية التي ستبقى منارا للأحرار يهتدون بها ويقتبسون من ضيائها نورا يعبّد لهم درب الحرية .