بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
السوق العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
أصداء..نور الأحرار
مقالات ودراسات -
د علي خليف - 5:46 - 21/07/2024
-
عدد القراء : 440
التضحية والتفاني والإخلاص في سبيل قضية او لترسيخ مشروع إنساني لايقوم بذلك إلا العظماء الذين يسترخصون النفس في سبيل تحقيق ذلك الهدف السامي ، من حيث ان أغلى غاية الجود هو التضحية في النفس ، وكان الامام الحسين عليه السلام ذلك الامتداد الرسالي والبطولي لبيت النبوة ، هذا البيت الذي كان مختلف الملائكة ومهبط الوحي والرسالة ، فقد حمل الامام الحسين مشروع الرسالة المحمدية في وقت اراد فيه الاعداء طمس الهوية الإسلامية وإعادة الجاهلية بجميع عناوينها ، بعد ان تسلطوا على رقاب الناس ، فكان العرق الإنساني والمحمدي والعلوي الأصيل ينبض روحا انسانيا وإسلامية فلبّى النداء للنهوض بأعباء المسؤولية لحماية الإسلام ، فتصدى لنهج الانحراف بأعلى مرتب التضحية ، فكان الحسين عنوانا للتضحية ونبراسا يضيء درب السائرين نحو إعلاء كلمة الاسلام ، ونهجا يقتدي به الاحرار ، في حين أرتكن اعداؤه في زاوية الانحدار مثالا للجريمة والطغيان المتجرّد من الإنسانيّة والانحراف الذي يوسم به كلّ خارج عن قيم الإسلام الأصيل .
ان المعادلة الكبيرة التي جاءت بها الثورة الحسينية صنّفت مسار النهج الإنساني إلى مسارين مختلفين ، مسار الحرية ، ومسار العبودية بكل اشكالها ، فانتصر النهج الحسيني ، نهج الحرية والعدالة ، النهج الذي سيبقى خالدا وراسخا في وجدان الإنسانيّة ، يحمل عنوانا وروحا حسينية تمتد إلى تلك الروح المحمدية والعلوية الأصيلة .
لذلك ان من يتمسك بالروح والنهج الحسيني عليه ان يستحضر المبادئ التي سار عليها وتمسك بها الامام الحسين عليه السلام وبذل الغالي والنفيس في سبيلها ، فالتمسك بها ليس شعارا يُرفع من اجل الشعار انه عمل وتطبيق صادق لمضامين تلك المبادئ بالاستناد إلى الروحية التي كان اهل البيت عليهم السلام يسيرون بها وينطلقون منها ، انها نفحات إنسانية اختزلت كل العناوين ، والمضامين ، في مضمون التضحية الحسينية التي ستبقى منارا للأحرار يهتدون بها ويقتبسون من ضيائها نورا يعبّد لهم درب الحرية .