مقالات ودراسات -
د علي خليف - 5:36 - 28/10/2024
-
عدد القراء : 324
يسمع المواطن بين الحين والآخر الكثير من التصريحات بأهمية استقلالية مؤسسات الدولة ، وان تكون مستقلة في توجهاتها وعملها ويقودها مستقلون لايخضعون لتوجهات حزبية على حساب المهنية ، ولكن في الاطار العام هل هناك مسار مستقل في ادارة بعض الوزارات او المؤسسات ؟ بغض النظر عن من تسنم ادارة هذه المؤسسة أو الوزارة أو تلك ، فمن حق من يحقق مساحات كبيرة في الانتخابات ان يعكس ذلك في ادارة الدولة ويأخذ استحقاقه الانتخابي ، ولكن هناك فرق بين المحاصصة والاستحقاق الانتخابي الذي يتطلب اختيار الأكفأ من القاعدة الجماهيرية التي ينتمي لها وبلاشك ان تضم هذه القاعدة الكثير من الكفاءات التي تتمتع بالخيرة الطويلة في مجال عملها ، ولكن ان يتم تجاوز كل ذلك والتركيز على اختيار مغلق ، فهذا سيخلق ردات فعل سلبية من القواعد الجماهيرية من حيث ان كانت تنتظر اختيار من يحقق المصلحة العامة التي بلاشك تندرج تحتها رغبات وطموحات الناس ، ولعل الغريب في الأمر انه طوال هذه السنوات لازال هناك من هو منغلق على نفسه ، وينظر للأمور من منظاره او من منظار اصحاب المصلحة الشخصية ، لانه له أجرينا استبيانا حول الاداء لكانت هناك مؤشرات سلبية كبيرة وكثيرة ، ولاتنفع عبارات الإطراء من النفعيين ان تزيل صفة السلبية في عيون الناس ، لاسيما ان موسم الانتخابات على مقربة من الناس وان المواطن سيقول كلمته ، فهل هناك مؤشرات ايجابية يحتفظ بها المرشح ليطرحها للناس او انه سيقوم بتسطير أعمال يجهد نفسه بتجميعها من هنا وهناك لايعبأ بها الناس لانه اما يخاطب أفراداً اً بعيدة عن محور اهتمامهم ، اذ ان المرحلة المقبلة مرحلة مهمة ومفصلية تتطلب عملا كبيرا واستحضار ارشيف الأعمال والمشاريع الحقيقية ، وفي التقابل فإنّ الذاكرة الشعبية تحتفظ بأرشيف من سوء الاداء وعدم تحقيق الوعود .
ان هناك من يتشبث بظاهر الكلام ولاينظر إلى الواقع التطبيقي وانعكاس ذلك على حياة الناس ، الذين تزداد قناعتهم يوما بعد آخر بأن طموحاتهم ومطالبهم تم ادراجها في خانة المستقبل تنتظر من ينزلها الى واقع التنفيذ .
فالجميع رأى كيف تبخّرت الامال العريضة لجيل واع متعلم رسم معالم مستقبله بالجهد والالام والصبر بسبب عدم قراءة واقعية لمدركات الامال التي كانت تختلج في نفوس هذه الطبقة الواعية التي تعد من مرتكزات بناء المجتمع ورسم معالم المستقبل، ومن الأفضل وضع سياسة عامة لحماية رغباتهم وطموحاتهم والعمل على تحقيقها وفتح مجالات ومنافذ متعددة لهذا الغرض ، وتكون بشفافية عالية ، ومن هنا لابد من قراءة مطالب الناس بعيون الناس وليس بتقارير وكلام المسؤولين الذين بعضهم لم يفلحوا في تقديم الخدمة المرجوة منهم للناس ، وظلوا في اطار الفلك الترويجي والإعلامي الذي لم يلامس حقيقة مطالب الناس .ومن هنا لابد من اعادة قراءة ماتم تقديمه للمواطن والوقوف على ذلك ومن خلال الناس وليس المسؤول ، فلازال هناك متسع من الوقت حتى لو جاء الفعل والتصحيح متأخراً