بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
تختلف الاقتصادات فيما بينها من حيث حجومها وطبيعة النظريات التي تديرها وخصوصية البيئة الجغرافية والسياسية التي تعمل فيها . فالملف الذي يديره السياسيون يكون اداءه معقدٵ ومرتبكٵ ونتيجته الفشل واتجاهه الى المؤشر السالب في الناتج المحلي الاجمالي وفي النمو . اما الملف الاقتصادي التي تديره عقليات اقتصادية مجربة وحكيمة فان النجاح يكون حليفه حتى ولو واجهته العديد من الظروف الصعبة والمفاجئة مثل الحروب والكوارث وانخفاض اسعار المنتج الوحيد الذي يعتمد عليه الايراد القومي مثل النفط او الغاز وغيرها . لان السياسات الاقتصادية التي يضعها الاقتصاديون هي طويلة الاجل وتعمل في ظروف سياسية واقتصادية متنوعة الاحوال . اما المتغيرات الوقتية فيتم معالجتها بستراتيجيات مؤقتة ولحين انتهاء الازمة وهذا ما فعلته امريكا عند الازمة المالية العالمية عام 2008 عندما تدخلت لانقاذ عملاق التأميم الامريكي AIG لان الشركات والمصارف الامريكية مؤمنة على اموالها وقروضها عند هذه الشركة فانهيارها يعني انهيار الاقتصاد الامريكي برمته . ان بناء الاقتصادات على اسس صحيحة وطموحة يشارك في وضع خططها وتنفيذ برامجها كلا القطاعين العام والخاص وبتمويل من كلا الجانبين يخلق اقتصاد قوي ومتعدد النشاطات في قطاعات الانتاج الزراعي والصناعي والخدمي والتكنولوجي وغيرها . وهنا سيتجه مؤشر النمو الى الموجب والسنين طويلة ينعكس اثره على رفاهية المواطن . وهناك نوع اخر من الاقتصادات وهو ما اسميه اقتصادات الديون او اقتصادات الصحون الفارغة والتي اعتاد اصحابها على الاصطفاف بطوابير على ابواب الدول الكبرى او ابواب صندوق النقد والبنك الدوليين لعدة مرات في السنة الواحدة وبيدهم صحونهم الفارغة وهذه الاقتصادات تعاني اما من نقص الموارد او سوء الادارة او الفساد المالي والاداري معٵ وعاهتها مزمنة واصبحت بعد الازمة المالية العالمية وكذلك بعد انخفاض اسعار النفط عام 2014 تلاقي صعوبة في ملأ صحونها لان الازمتين ضربت الجميع ولم يعد من لديه فائض يوزعه على شكل هبات او ﴿ ثوابات شرعية ﴾ . فهذه الدول عليها اعادة هيكلة اقتصاداتها قبل فوات الاوان ﴿﴿ لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾﴾ لان الحال اذا ما بقى على ما هو عليه فلن ينفع عندها الاستعانة بجهابذة وول ستريت او حتى الحائزين على جائزة نوبل في الاقتصاد .
عبد الحسين علي المنذري
مدير عام مصرف النهرين الاسلامي
