بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
ساعة القشلة
لقد عرفت بغداد بساعاتها الكبيرة ذات الأبراج العالية مثل (ساعة الامامين الكاظمين(ع) ،والأعظمية ، والمحطة ، وبغداد ) ، لكن ساعتنا التي تناولناها في هذا التقرير تحاكي نهر دجلة ، ورافقت بغداد أكثر من قرن ونصف القرن فكانت شاهداً على كل الأحداث التأريخية والسياسية التي شهدتها البلاد ،انها ساعة القشلة إحدى أبرز معالم مدينة بغداد اذ اعتادت العوائل البغدادية على سماع أصوات اجراسها التي تعبر عن الزمن الجميل. الباحث محسن عبد المجيد ذكر ان المصادر التاريخية تروي أن أول من بنى القشلة كان والي بغداد محمد نامق باشا سنة 1850 ميلادية وأكمل البناء بعده الوالي مدحت باشا، الذي شيد ساعة القشلة ذات الأوجه الأربعة وبنى لها برجا يبلغ ارتفاعه قرابة 23 مترا لإيقاظ الجنود وإعلامهم بأوقات التدريب العسكري.وقد شهدت ساحة القشلة تتويج أول ملك للعراق في العصر الحديث، وهو الملك فيصل الأول بن الحسين، وذلك في (23 آب) سنة 1921 ميلادية.وارتبط تاريخ الساعة الأثرية ببناء القشلة (الثكنة العسكرية وسراي الحكومة فيما بعد) وجاءت الكلمة من(القشلاغ)، وهي كلمة عثمانية تعني (المكان الذي يسكنه الجنود العثمانيون ) .وقامت محافظة بغداد بإعادة تاهيل القشلة والبرج والساعة ، وكذلك بناية المحاكم القديمة وتحويلها الى المركز الثقافي البغدادي الذي يستقطب عدداً كبيراً من الفنانين، والإعلاميين، والمؤرخين، والباحثين، والمؤلفين، والرسامين ، ومنظمات المجتمع المدني، والاتحادات والنقابات .و العملية بدأت بتأهيل البرج , إذ انه تعرض لعملية ترميم سابقة تمثلت باستخدام السمنت في تغطية الجزء الأسفل منه فتقرر إزالة طبقة السمنت واستبدالها بالطابوق والجص وبالمواد نفسها التي بني بها البرج أصلاً ، بعد ذلك تم تجديد واجهات البرج وإزالة الأوساخ ، كما تم ترميم شباك الساعة، واستبدال الزجاج المكسور، وتنظيف الاطار، وعندما أردنا تشغيل الساعة وجدنا ان بعض اجزائها مفقودة ما اضطرنا الى صنع مسننات باستخدام سبائك جديدة .بعدها تم ترميم السلم الداخلي وإنارته وترميم قاعدة البرج ايضا واستخدام الطابوق الفرشي الذي جلبناه من محافظة كربلاء لعدم توافره في بغداد فضلا عن قلع النباتات والحشائش الميتة، وزراعة الحدائق بالعشب (الثيل) والزهور ، ونباتات الزينة، و نصب منظومة سقي تحت العشب، فضلاً عن نصب النافورات والإنارة ، كما تم ترميم المنصة وأعمدتها ووضع العربة الملكية ، وتأهيل المماشي باستخدام الطابوق المفروش والمباشرة بنصب البوابة الحديدية المشابهة لبوابة قصر. المحامي حسن علي قال نرجو ان تستثمر القشلة سياحيا لاسيما تأمين بعض الخدمات للسائح , فضلاً عن ان هناك بعض الملاحظات الفنية التي نأمل ان تأخذ بنظر الاعتبار كالأعمدة الخشبية التي كان الأجدر ان تمتلك صفة تراثية قديمة بدلا من اشكالها شبه الحديثة ، علاوة على ذلك كان من المهم ايضا ترميم العربة الملكية الموجودة بشكل أفضل مما هي عليه الآن ، داعيا السادة المسؤولين ان يهتموا بالمعالم التأريخية الموجودة في العراق؛ لأن السياحة في الدول الأخرى هي مورد مادي وفير لتلك الدول .واوضح محسن العامري ان العوائل تتوافد وبشكل كبير خصوصاً في أيام العطل الى هذا الموقع الجميل ويتمتعون بالمناظر التي تذكرهم في امجاد مدينتهم وخصوصاً عندما ينظرون الى ساعة القشلة وهي تحيهم بدقات اجراسها ، مشدداً على ضرورة الحفاظ على هذا الموقع الأثري من المسؤولين والمواطنين .وسط الاقبال المتنوع ومن مختلف الشرائح داخل ساحة القشلة كانت لنا وقفة استطلاعية شملت أراء بعض الحاضرين ، فكانت وقفتنا الأولى مع احمد النائل الذي قال : أشعر براحة النفس، وصفاء الذهن عندما أزور هذا المنتجع الذي يجمع بين التاريخ والثقافة ، فموقع القشلة جدار حر لابد من زيارته من اجل التعبير عن أراء الناس البسطاء .اما المواطنة ام عمر من منطقة السيدية قالت: انني آتي مع عائلتي الى ساعة القشلة لتتنعم في معالم هذه الساعة الأثرية التي اصبحت متنزه للعوائل البغدادية ، داعية الى ضرورة الاهتمام بهذا المعلم الجميل الذي يعبر عن أصالة مدينة بغداد .
