الببغاوات تغزو العاصمة الإسبانية

باتت أعداد كبيرة من الببغاوات من نوع «كويكر» أو «الراهب»، تغزو العاصمة مدريد، وعدداً من المدن الإسبانية الأخرى مثل برشلونة وملقا. وأصبحت هذه الطيور الأليفة الذكية، القادرة على تعلم الكلام، مصدر غضب سكان العاصمة، بسبب صوتها الحاد وتأثيرها السلبي في النظام البيئي، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.وقالت الوكالة إن هذا النوع من الببغاوات تم جلبه في وقت سابق من دول أمريكا الجنوبية، حيث موطنها، وانتشرت في جميع أنحاء إسبانيا، بشكل هائل في غضون أعوام، بعد هروب بعضها من أقفاصها أو إطلاق سراحها إلى البرية.وقالت مارينا مورينو، التي تعيش في إحدى الضواحي التي تغزوها الببغاوات، في جنوب غربي العاصمة، إنها لاحظت منذ أعوام عشرات من هذه الببغاوات، وإن عدداً كبيراً منها استوطن أشجار الأزقة والحارات، وأصبحت تزاحم أنواع الطيور الأخرى للحصول على الطعام. وأضافت ماريا عن غزو هذه الطيور، التي تبدو لطيفة بألوانها الزاهية، للعاصمة: «الفوضى والضجيج الذي تسببه هذه الطيور فظيع، كما أنها تتسبب باتساخ السيارات بشكل مزعج».وبحسب جمعية «سيوبيرد لايف» لدراسة وحماية الطيور في إسبانيا، هناك نحو 20 ألف ببغاء «كويكر»، تنتشر في جميع أنحاء إسبانيا، يوجد منها في العاصمة وحدها نحو 5000.وأوضح بلاس مولينا، أحد خبراء الجمعية، أنه وبسبب اعتماد الببغاوات على بناء أعشاشها بكسر أغصان الأشجار، وخصوصاً أشجار الأرز، فإن ذلك يؤثر بالسلب في سلامة هذه الأشجار وصحتها حتى إنه بعضها يجف ويموت.وأضاف مولينا أن السلطات حاولت السيطرة على انتشار هذه الطيور في السابق، بقطع أغصان الأشجار وتحطيم أعشاشها في المناطق التي كانت تستوطنها، إلا أن هذه العملية أتاحت للببغاوات المجال للهجرة إلى مناطق أخرى داخل إسبانيا، ولم تحل المشكلة.وصرح سلفادور فلوريدا، رئيس هيئة الرقابة البيئية في بلدية مدينة ملقا، بالقول: «بسبب انتشار هذه الببغاوات في المدينة، انخفض تنوع الطيور».من جانبه أكد خوسيه لويس الباحث المختص بهذا النوع من الببغاوات في جامعة ملقا، أن «كويكر» يتكيف بسرعة مع البيئة التي يعيش فيها، مهما كانت الظروف. ووصف هذا النوع من الببغاوات بالطيور «الغازية» التي تنتشر بسرعة كبيرة.

blog comments powered by Disqus