Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

بر الوالدين وتأثير الثقافات الوافدة على الأبناء

بر الوالدين وتأثير الثقافات الوافدة على الأبناء
الأخيرة - بغداد / شبكة النبأ - 0:32 - 22/09/2016 - عدد القراء : 2029

لقد حدثت الكثير من التغيرات والتطورات في علاقة الأبناء بالوالدين، بمرور الأزمان والأجيال، ففي الماضي كانت الأجواء العائلية أكثر ألفة حيث كان الأولاد يجلسون مع أبويهم بكثرة، وخاصة وقت المساء ليتبادلوا الأحاديث والكلام الجميل ليستفيدوا من خبرة وحكمة آبائهم والاستفادة منها في كيفية التعامل مع الظروف التي يواجهونها في الحياة، وكذلك تعلم الأخلاق والفضائل من خلال ما يرويه الأبوان من قصص وأحاديث تنم عن الحكمة والمعرفة التي من شأنها ان تؤثر كثيرا في شخصية الأبناء بشكل ايجابي.      أما في الوقت الحاضر فقلما نلاحظ هذا الأمر لأن كل شخص أصبح منعزلا عن الآخر بسبب كثرة الساعات الطويلة التي يقضيها أمام التلفاز أو جهاز الحاسوب وخصوصا بعد ظهور الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من المستجدات حيث ساهمت بشكل أو بآخر في ابتعاد وانشغال الأبناء عن الإباء، فلم يعد لديهم الوقت الكافي للجلوس والتحدث مع أبويهم أو سماعهم وتلبية احتياجاتهم. ولأهمية الموضوع وتشعبه أجرينا عددا من الحوارات مع أشخاص مختلفين في الأعمار والبيئات الاجتماعية لنتعرف على آرائهم حول موضوع بر الوالدين وما عبروا عنه، ليشكل رسالة الى جميع القراء والأبناء بشكل خاص، وكان سؤالنا: ماذا يعني لك بر الوالدين؟ وهل تأثر الأبناء بالتغيرات التي طرأت على العصر ليصبحوا اقل رعاية واهتماما بالوالديْن؟.فكان حوارنا الأول مع القانونية (ليلى ) وهي أم لخمسة أبناء، وقد أجابتنا قائلة: أكد الباري عز وجل على بر الولدين في آيات كثيرة من كتابه الكريم ومنها {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}، فقد قرن سبحانه بر الوالدين والإحسان لهما بعبادته، فلا يكون المرء مؤديا للصلاة والصوم والواجبات الدينية الأخرى فقط، ما لم يكن مؤديا لحق والديه بارا بهما، وبر الوالدين يعني طاعتهما واحترامهما في كل ما يأمران وينهيان عنه، وقال رسولنا الأعظم (ص): لعن الله والدا أعان ولده على العقوق، فقد يكون الوالدان أو أحدهما السبب في عقوق الولد، لذلك عليهما أن يأخذوا دورهما في تربية الأبناء تربية صحيحة، ونلاحظ في الآونة الأخيرة عدم اكتراث الكثير من الأبناء بموضوعة بر الوالدين نتيجة الانفتاح ، والحرية المنفلتة وغير المنضبطة والغزو الثقافي .واما (زينب حمزة) وهي ربة بيت وأم لطفل واحد فقالت : نعني ببر الوالدين هو طاعتهما والإحسان لهما ومصاحبتهما في الدنيا بالمعروف والخير والمحبة والرعاية لهما بأحسن ما يكون، كما هو مذكور في كتاب الله تعالى والأحاديث النبوية الشريفة، وعلى الآباء أن يأخذوا دورهم في تعليم وإرشاد أبنائهم الى الطريق الصحيح، وأن يتفهموا ويقدروا آرائهم ومواقفهم وأن يشاركوهم بالرأي ويكونوا دائما الى جانبهم، فان ذلك يولد تقاربا أكثر بينهم و بالتالي يساهم بشكل كبير ليكون الأبناء بارين بوالديهم، أما في وقتنا الحالي أصبح الأبناء اقل رعاية لآبائهم وذلك لعدة أسباب منها غزو شاشات التلفاز من قبل الأفلام والمسلسلات الفارغة في محتواها من أدنى مستويات الطاعة والاحترام للوالدين، وقد تشجع في بعض الأحيان على التسلط والاستبداد والجرأة في عدم الاكتراث لهما لذلك يتطلب من الجميع زيادة الوعي الثقافي والديني في هذه المسألة للتقليل من هذا الأمر أو الحد منه. وتقول امنة محمد:  لقد تأثرت علاقة الأبناء والآباء بالتغيرات التي حصلت بمرور الوقت، وإن عصرنا الحالي يزخر بأدوات متعددة للاتصال بلغت ذروة الرقي والتطور وما طرحته العولمة من تقنيات حديثة (كالموبايل والحاسوب والفضائيات) وما طرحته من أفكار هجينة لا يمكن للعقل استيعابها، وخاصة نحن امة لها عاداتها وتقاليدها مما يحمل الأسرة أعباء ويجعلها أمام تحديات جمة في كيفية السيطرة على تربية أبنائها، وحمايتهم من كل مستورد من العادات والأفكار التي لا تمت لواقعنا وأفكارنا بأية صلة، وتلك الأدوات والأجهزة والتقنيات يمكن أن يجعلها الآباء أدوات مفيدة في استخدامها كوسائل للتعليم والتثقيف، وهنا يبرز دور الأبوين في توجيه أبنائهم والاستفادة من كل هذه المتغيرات بشكل ايجابي.اما  (محمد علي) فقال: هل أن الأبناء تأثروا بمتغيرات العصر فلا شك ان تقنيات المعلومات السمعية والمرئية ووسائل الاتصالات المتاحة ومواقع الانترنت غير المقيدة إضافة الى تعدد الضغوطات المعيشية والاقتصادية وكثرت البطالة  أثرت كثيرا على ابتعاد واتساع الهوة بين الآباء و الأبناء، وإذا أردنا الإصلاح لابد من مراجعة شاملة ومعمقة ومستمرة لمعالجة هذا الخلل ويجب ان تأخذ الدولة والمؤسسة الدينية والتربوية والأسرة دورها في توعية الأبناء من خلال ورش عمل وندوات توعوية وثقافية وإرشادية وإشاعة مفاهيم المحبة والرحمة بين جميع أفراد المجتمع وبين الآباء والأبناء خصوصا.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
23°
33°
Thu
36°
Fri
الافتتاحية