بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
في محيط قرية زراعية تبعد كليومترات قليلة عن مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى يعلو صوت اغاني الاطفال وهم يركبون فوق عربة خشبية صغيرة يقودها حصان يطلق عليه (سنفورة ) في رحلة تمتد لنحو كيلو متر واحد بين البساتين والاراضي الزراعية مجاناً في محاولة من قبل شاب لزرع الفرحة والإبتسامة على شفاه اطفال قريته البسطاء. وقال علاء هاشم البالغ من العمر 30 عاما ان “سنفورة حصان يملكها منذ خمس سنوات تساعده في مهنة بيع الغاز بين احياء وازقة بعقوبة بإعتباره مصدر رئيسي لاسرته التي تتألف من 11 فرداً اغلبهم اطفال”.
واضاف هاشم ان “لديه لغة مشتركة مع السنفورة لدرجة بات اكثر تعلقاً بها على نحو دفعه الى مقاومة فكرة بيعها وشراء مركبة لزيادة مبيعات الغاز والإنتقال الى مناطق اوسع بشكل اكثر مرونة”.واشار هاشم الى ان “اغلب الاسر في قريته الصغيرة تعيش واقع إقتصادي صعب في ظل البطالة والفقر بسبب إنتكاسة القطاع الزراعي المستمرة منذ سنوات عدة، مما دفعه الى إبتكار فكرة مسرح الفرح المجاني للاطفال من خلال نقلهم في رحلة تمتد اكثر من كيلومتر واحد بين البساتين وهم يرقصون ويغنون على عربة خشبية تقودها سنفورة”.وبين هاشم ان “ادخال الفرحة في قلوب الاطفال البسطاء الذين لايمكنهم الذهاب الى الحدائق والمتنزهات التي تطالب بالاجور”، مبيناً انه “يشعر بالفرح والسرور عندما يرى الاطفال سعداء”.اما الطفلة وجدان وحيد البالغة من العمر 6 سنوات فهي تعبر عن فرحها وهي تغني مع صديقاتها اغنية للعيد وتقول “شكراً عمو علاء”.فيما يحمل عدي غانم طفل يبلغ من العمر 8 سنوات طبلاً وهو “يردد كلمات اغنية شعبية عن العيد”.اما هيثم الزيدي والد احد الاطفال قال “العيد مناسبة جميلة لكن الفقر والعوز المالي يدفع الكثير من الاسر للمكوث في منازلها لعدم قدرتها على تأمين المال للذهاب للمتنزهات والمناطق السياحية في ديالى”.واضاف الزيدي ان “فكرة نقل الاطفال في رحلة على عربة خشبية مميزة إستقطبت العشرات من الاطفال في قريتنا الذين كانوا في غاية السعادة والفرح”.وعلى صعيد متصل يؤكد جاسم العبيدي محلل نفسي ببعقوبة الى ان “الكثير من الاطفال يعانون من ضغوط نفسية حادة خلقتها طبيعة الاوضاع الامنية الراهنة يضاف الى ذلك الفقر والبطالة والعوز التي تمنع الكثير من الاسر توفير وسائل اللهو للاطفال”.واضاف العبيدي انه “سمع عن مبادرات وافكار متنوعة خلقتها بيئة الفقراء في مسعى للتروبج عن الاطفال من خلال إستغلال ما متوفر من إمكانيات في إتجاه زرع الفرحة والسرور في قلوب الاطفال”.
