Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

«روبوت» ذكي يميز صوته

«روبوت» ذكي يميز صوته
طب وعلوم - 0:36 - 17/08/2015 - عدد القراء : 2220

مهارة الإدراك التي اكتسبها نتاج برمجة

للمرة الأولى ينجح روبوت في اجتياز اختبار «الرجل العاقل» الذي يظهر إدراكه لما يقول أو يفعل، ما فتح الطريق أمام تصميم روبوت يماثل إدراكه إدراك الإنسان. قام بإجراء الاختبار «سيلمر برينجزجورد»، باحثاً في معهد رانسيلار بوليتكنيك في أحد مختبرات الروبوت على الضفة الغربية من خليج هدسون في نيويورك الولايات المتحدة، حيث أعطى ثلاث روبوتات نسخة معدلة من اختبار الإدراك الذاتي، وتمكن أحدهم من اجتيازه.في النسخة القديمة، كان ملك افتراضي يدعو أكثر ثلاثة من رجال البلدة حكمة وتعقلاً، ثم يضع قبعات إما زرقاء أو بيضاء على رؤوسهم، بحيث يستطيع كل منهم رؤية القبعتين الأخريين لكن لا يستطيع رؤية قبعته، ويتفق الملك معهم على أن واحداً منهم على الأقل يضع قبعة زرقاء، وأن المسابقة عادلة، إذ لا يسمح لأي منهم الحصول على معلومات ليست لدى الآخرين، أكثر الرجال الثلاثة ذكاءً من يستطيع تحديد لون قبعته باستخدام القدر الضئيل المتاح من المعلومات ومن ثم يكافئه الملك بتعيينه مستشاراً خاصاً له، أما في النسخة الحديثة من الاختبار، فيعطى كل روبوت من الثلاثة حبة (في شكل سدادة صغيرة على الرأس)، حبتان من الثلاث تسكت الروبوتات بينما الثالثة مقلدة أو وهمية، ثم يسأل الباحث الروبوتات أي من الحبات تلقاها كلاً منهم.يصمت الثلاثة لفترة وجيزة، وينهض أحدهم فجأة هاتفاً بصوت عالٍ: «أنا لا أعرف» وحالما يسمع صوته يهتف ويغير رأيه بسرعة ويرفع يديه لأعلى ويقول: «آسف إنني أعرف الإجابة الآن، استطعت إدراك أنني لم أتناول حبة الإسكات». بعد ذلك يدون الروبوت دليلاً حسابياً يدلل به على ذلك ثم يحفظه في ذاكرته ليثبت أنه يفهم ما يقوله.وربما يبدو الأمر بسيطاً لنا، لكنه يعد بالنسبة للروبوت من أصعب الاختبارات التي يمكن أن يتعرض لها، فلا يحتاج فقط إلى ذكاء اصطناعي ليتمكن من الاستماع وفهم ما يعنيه سؤال ما، لكن يحتاج أيضاً لسماع صوته ويدرك أنه يختلف عن أصوات باقي الروبوتات، ثم يحتاج بعد ذلك إلى الربط بين ذلك والسؤال الأساسي ليتوصل إلى إجابة له.وربما يرتبك البعض عند قراءة ذلك، لكن للتوضيح، فإن ما نجح فيه الروبوت ليس له آي علاقة بالإدراك لدى الإنسان، إذ إن مهارة الإدراك التي اكتسبها الروبوت كانت نتاج برمجة مكنته من ذلك، ولكن في موقف بعينه، وأياً كان الأمر، فإنه في الواقع يعد خطوة مهمة على طريق ابتكار روبوت يتفهم دوره في المجتمع، وسوف يلعب ذلك دوراً مهماً في تحويل روبوتات من هذا النوع إلى أشخاص نافعين، يقول برينجزجورد: «نحن نتحدث عن ربط حسابي وعقلي بإدراك الذات، وبالفعل نحرز تقدماً في هذا المجال».والعامل المهم الذي يميز الإدراك لدى الإنسان عنه لدى الروبوت عدم قدرة الأخير على معالجة كم المعلومات التي يعالجها الأول، وقال هال هودسون، الصحفي في مجلة «نيوساينتست» إنه حتى مع وجود كاميرات يمكنها التقاط بيانات أكثر مما يمكن أن تلتقطها عين الإنسان في مشهد ما، إلا أن الروبوت لا يمكنه الربط بين كل هذه المعلومات لبناء صورة متكاملة متماسكة، كما أنه حتى بالرغم من نجاحه في إدراك ذاته والتعرف إلى صوته، إلا أنه لا يمكنه إدراك عضو من أعضائه مثل القدم.ويضيف هودسون أن ذلك لا يعني أننا يمكن التخلي عن الحذر عند ابتكار آلات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لأنه لو استطعنا في الحقيقة برمجة آلة لكي تمتلك كماً هائلاً من الرغبات والأمنيات، فما من شيء يمكنه ردعها ومنعها من الإتيان بأفعال مسيئة تضر بالإنسان. ويقول برينجزجورد إن الأمر غاية في الأهمية، ويأمل أن يتفهم الناس الخطر المحدق بآلات الذكاء الاصطناعي، وأضاف أنه ينوي تقديم بحثه في مؤتمر RO-MAN في كوبي في اليابان، والذي يدور حول»التفاعل مع الروبوتات الاجتماعية. ويشير ضيف برينجزجورد إلى أن الإنسان يتميز أيضاً بما يعرف ب «وعي الظواهر»، أو التجربة الأولى في حياته والمتعلقة بالفكر الإدراكي، حسب ما طرح جوستن هارت من جامعة بريتيش كولومبيا في فانكوفر في كندا، ويجسد هذا الوعي الاختلاف المتقن بين رؤية شروق الشمس في الواقع وبين مجرد إثارة خلايا الرؤية العصبية في القشرة المخية بطريقة توحي بشروق الشمس، ومن دون هذه الميزة تبقى الروبوتات مجرد آلات كسالى تحاكي فقط الإدراك لكنها تفتقده في الواقع. وتجارب الروبوت مع الإدراك والوعي ليست بالجديدة، إذ استخدمت بطرق شتى تسبر قدراتها الإدراكية، وعلى سبيل المثال، علم الباحثون في جامعة ييل في كنتيكت، روبوت الأبحاث Nico كيفية تمييز يديه في المرآة، كما علموا الروبوت Qbo استخدام برنامج تمييز الوجوه للتعرف إلى وجهه في المرآة. وكانت التجربتان خطوتين على طريق الوصول إلى اختبار إدراك هدف إلى معرفة ما إذا كان الحيوان قادراً بالفعل على فهم أن هذا الوجه الذي يراه في المرآة هو في الحقيقة وجهه، ونجح في هذا الاختبار أكثر الحيوانات ذكاءً على الأرض، وهي دلافين أوكرا، والفيلة، وطائر العقعق، وقليل من القردة.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
23°
26°
الجمعة
27°
السبت

استبيان

الافتتاحية