بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
من الصعب تخيل أو فهم الألم الذي يلي خضوع طفلك لعملية جراحية، فالنسبة للآباء، غالباً ما يكونون على اطلاع دائم بالتغيرات التي تظهر على سلوكيات أطفالهم وإن كانت طفيفة
وخاصة لدى الأطفال الصغار جداً غير القادرين على التعبير عن الألم، ولذلك يجب على الآباء والأمهات التعرف أولاً إلى مدى فهم أطفالهم للألم وكيف يفكرون به قبل إجراء العملية وذلك بهدف مساعدتهم على التقليل من استخدام المسكنات والاعتماد على عملية الشفاء الطبيعية، يجيب عن هذه الأسئلة الدكتور شون ألكساندر الرئيس الطبي لمجمع رعاية طب الألم في معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في أبوظبي ليحدثنا عن كيفية إدارة الألم عند الأطفال بعد خضوعهم للعملية الجراحية، وما هي الطرق والأساليب لتفادي مضاعفاتها.
} ما أبرز التغيرات التي تظهر على سلوكيات الطفل خلال مرحلة التعافي بعد الخضوع للعملية الجراحية؟
ـ يمر بعض الأطفال بحالة يطلق عليها «هذيان أو انفعال ما بعد التخدير»، وأحيانا يعاني الأطفال العصبية والاضطراب وذلك يرتبط بالتعافي من التخدير، وعادة ما تكون حركة الطفل محدودة خلال هذه الفترة حيث يساعد وجود الوالدين دائماً إلى جوار الطفل وإشعاره بالطمأنينة بالتخلص من هذه المرحلة، وخلال الأسابيع الأولى بعد إجراء العملية، قد يعاني العديد من الأطفال التبول اللاإرادي واضطرابات في النوم، وترتبط هذه الظاهرة بشكل مباشر بالتغير الذي يحدث للنظام اليومي للطفل، وإن أسهل طريقة لمساعدة الطفل هي التدرج في إعادة نظامه اليومي المعتاد فيما يتعلق بالنوم والأكل والقيام بذلك بأسرع وقت ممكن بعد العملية.
} ماذا يجب على الأهل التصرف تجاه الطفل في حالة شعوره بألم مضاعف؟
– بالنسبة للأطفال، ترتبط الحاجة للدواء وإدارة الألم عادة بعمر المريض ونوع العملية الجراحية، بالنسبة للأطفال في المراحل العمرية المبكرة، أنصح أولياء الأمور دائماً بالتأكد من توفير الحاجات الأساسية إلى جانب إدارة الألم لدى الطفل، ويمكن للوالدين تقدير حجم الألم الذي يتعرض إليه الطفل أكثر من أي شخص آخر سواءً كان يتكلم أو عن طريق الإشارات، لذا أنصحهم بأخذ ما سبق بعين الاعتبار عند محاولة تخفيف الألم لدى طفلهم.
} كيف تكون الحالة النفسية للطفل في هذه المرحلة، وكيف يتم التعامل معها؟
ـ تتراوح الحالة النفسية لدى المريض بعد العملية الجراحية ما بين الانفعال والقلق والخوف، وتعتمد الحالة على عمر المريض، وتظهر على المرضى الأصغر سناً حالات قلق وخوف ناتجة عن التعرض لبيئة جديدة في المستشفى والابتعاد عن الوالدين، وعلى العكس من ذلك، يتعرض الأطفال الأكبر سناً لهذه الحالات إلا أنهم يتحملون الألم بشكل كبير دون أن يظهر عليهم ذلك، وفي كلتا الحالتين، يترتب على الوالدين توفير الدعم والرعاية لخلق بيئة تمهد للطفل عودته للحياة الطبيعية.
} كيف ندير عملية استخدام الأدوية والمسكنات؟
ـ إن أفضل طريقة لإدارة تناول الأدوية هي اتباع الوصفة الطبية واستخدام أدوات قياس مناسبة لكمية الدواء المعطاة للطفل، ليس هناك طريقة محددة لتقليل الاعتماد على الأدوية والمسكنات التي يأخذها الطفل بعد العملية الجراحية، حيث يتم وصف هذه المسكنات للطفل بعد خروجه من المستشفى اعتماداً على مستوى العملية التي خضع لها وتكون المسكنات أقوى كلما احتوت العملية على تدخل جراحي أكبر، وقد يتطلب التعافي الناجح من العمليات الجراحية إلى علاج دوري وفق جدول زمني أو إعطاء الأدوية عند الحاجة.
} هل هناك نصائح لتخطي الألم و إدارته بشكل سليم؟
ـ أوصي أولياء الأمور باتباع النصائح الخمس التالية لمساعدة أطفالهم على تخطي ألم العمليات الجراحية، أولاً منح الطفل الوقت المناسب للتعافي، حيث يجد الكثير من الأطفال أو المراهقين صعوبة في ملازمة مكان واحد أو غرفة واحدة، لذلك فإن وضع جدول زمني منظم خلال الأيام القليلة الأولى بعد العملية الجراحية يساهم في الحد من الألم وتسريع التعافي، محاولة توفير بيئة هادئة ومريحة للشفاء، صرف انتباه الطفل عن الألم أداة فعالة للشفاء، حيث تؤدي الألعاب والكتب والأفلام دوراً حيوياً يوازي دور المسكنات والأدوية، عادة ما تتغير عادات ومواعيد النوم كنتيجة للعملية الجراحية والألم الذي يصاحبها، وتساهم الدراية بهذا التغير وتوفير نوع من المرونة في التعامل معه في تسريع عملية تعافي الطفل، تذكر دائماً أن الأطفال يختلفون عن بعضهم، فقد يحتاج بعضهم إلى وقت أكثر من غيرهم للعودة إلى الحياة اليومية الطبيعية.
