Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

مستوى الرعاية يحدد مستقبل المريض

مستوى الرعاية يحدد مستقبل المريض
طب وعلوم - 0:52 - 01/06/2016 - عدد القراء : 3074

على مدى السنوات الخمس الماضية، أصبحت الرعاية المستمرة أو الخدمات المتخصصة للمرضى لمن هم بحاجة إلى رعاية متوسطة بين المستشفى والمنزل تتوسع بشكل كبير في الإمارات. وتشمل مجموعة من الخدمات مثل: الرعاية طويلة الأجل، وإعادة التأهيل المكثف قصير المدى، ومختلف الخدمات المنزلية للرعاية الصحية والتمريض.
تعمل سلطات التخطيط الصحي في المنطقة على تحقيق التوازن بين العرض والطلب والجودة لجميع خدمات الرعاية الصحية في المنطقة. وأنشأت هيئة الصحة في أبوظبي معيارا محددا للرعاية طويلة الأجل منذ خمس سنوات، وحققت استفادة من زيادة قدراتها منذ ذلك الوقت، لذلك تحاول كثير من البلدان في المنطقة الاستفادة أيضاً من خلال عدة طرق كالاستثمار العام، والتسديد الغير مباشر للتأمين الصحي أو الشراكات بين القطاعين العام والخاص.وقالت ماغي ليفادارس، نائبة رئيس قسم العمليات السريرية في أمانة الرعاية الصحية: «تقوم السلطات الصحية في الإمارات بتشجيع القطاع الخاص على الابتكار وتقديم خدمات جديدة في الدولة، وخاصة الخدمات المتخصصة التي تركز على الاحتياجات الديمغرافية وانتشار الأمراض. وبعد إطلاق أول مستشفى متخصص في الرعاية طويلة الأجل في الإمارات عام 2013، لاحظنا أن هناك حاجة كبرى لخدمات إعادة التأهيل ذات جودة عالية، وذلك لارتفاع معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية، والحوادث والأمراض الطبية المعقدة. ومن هنا قررنا بناء أول مستشفى متخصص في إعادة التأهيل للمرضى، وبذلك يحصل المرضى على هذه الخدمات محلياً من دون الحاجة للسفر من أجل خدمات مماثلة في أوروبا وأمريكا الشمالية.وأضافت ليفادارس:»نهدف إلى جلب أفضل خدمات للرعاية الطبية والتأهيل وبمعايير دولية، حتى يستفيد المرضى من الرعاية الصحية المتميزة في بيئتهم الخاصة وبالقرب من عائلاتهم».في أغلب البلدان ذات النسب المرتفعة من كبار السن، لدى حوالي 20 بالمائة من سكانها احتياجات أكثر تعقيداً، كما تستهلك حوالي 80 بالمائة من إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحية. مما يؤكد أهمية أمرين: أولهما الوقاية، وخاصة من الأمراض المزمنة التي تزيد من مخاطر المرض طويل الأجل. وثانياً توفير الخدمات الصحية الفعالة لهذه الفئة من المرضى التي تمثل نسبة 20 في المئة، من خلال مقدمي الرعاية الصحية طويلة الأجل الذين بإمكانهم مساعدة هؤلاء المرضى للانتقال من سرير الرعاية الحرجة وإتاحة السرير لعلاج الحالات الحرجة. هناك ثلاث فئات عمرية للمرضى الذين بحاجة إلى الرعاية طويلة الأجل. تتكون الأولى من الأطفال ذوي الاحتياجات المعقدة الناتجة عن الاضطرابات الخلقية، وهو السبب الأكثر شيوعاً، أو الناتجة عن التعرض لحادث في سن مبكر. عادة ما تحتاج هذه الحالات إلى رعاية طويلة الأجل للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات. ويجب أن تتم رعايتهم في مرافق متخصصة تحتوي على الموظفين والخدمات الملائمة بما في ذلك إمكانية الوصول على مدار الساعة إلى طبيب أطفال متخصص وذات خبرة في التعامل مع الحالات المعقدة. أما الفئة الثانية فتتكون من الشباب الذين بحاجة إلى رعاية طويلة الأجل بسبب حالات العجز الشديد الناتجة عن الحوادث وأغلبها حوادث الطرق. وأخيراً الفئة الثالثة وتتكون من كبار السن، والتي عادة ما تكون أعمارهم فوق 60 سنة في البلدان الأخرى، إلا أن في الإمارات من تتجاوز أعمارهم منتصف الأربعينات يحتاجون إلى رعاية طويلة الأجل وذلك بسبب الإعاقات الناتجة عن السكتة الدماغية، وإصابات الدماغ وغيرها من الإصابات المزمنة. أدى تحسن تكنولوجيا الرعاية الطبية إلى ارتفاع معدلات النجاة بعد التعرض لظروف خطرة وازداد معها عدد المرضى الذين هم بحاجة إلى إعادة التأهيل المتخصص، والحالات الحرجة التي تحتاج إلى الرعاية مدى الحياة. إلا أن ارتفاع الطلب يُعد عالمياً وليس في دول الخليج بشكل خاص، وذلك لارتفاع معدلات الاضطرابات الخلقية، وحوادث الطرق والأمراض المزمنة والتي تؤدي إلى السكتات الدماغية واضطرابات عصبية أخرى. أيضاً زيادة توقعات المجتمع من أجل الاستقلال لها دور، حيث يتبنى المجتمع مفهوم التكامل والتمكين للأشخاص الذين يعانون الإعاقات الشديدة.والعائلات لها دور حيوي في رعاية أقاربهم ذوي الاحتياجات التي تتطلب رعاية طويلة الأجل. فالخطوة الأولى تتمثل في البحث عن أحد مقدمي الرعاية الصحية المناسب الذي يستطيع تلبية احتياجات أقاربهم المرضى، ويُفضل اختيار المكان الذي يمكنه توفير مستويات متعددة من الرعاية حسب احتياجات المريض (مثل الرعاية المنزلية، والرعاية طويلة الأجل، وإعادة التأهيل، مع وجود موظفين ذات الخبرة الملائمة لحالة المريض). كما يجب على العائلات زيارة مقدمي الرعاية الصحية البديلة ومقابلة فريق الرعاية الصحية، حتى يتمكنوا من فهم البيئة، ونوعية الرعاية التي سيحصل عليها المريض، ومعرفة الوقت المخصص للمريض والجو العام. يجب على الأسرة أخذ الفرصة لطرح جميع الأسئلة، ومقدم الرعاية الجيد سوف تكون إجاباته واضحة وصريحة وتتميز بالشفافية. إن الأسئلة البسيطة تكون مفيدة، وتشمل الأسئلة عن مؤهلات الموظفين الرئيسيين في الفريق المعالج، ومستوى تواجد كبار الأطباء على مدار الـ24 ساعة بشكل يومي، و سيقوم موظفو التخصصات الفرعية بمتابعة المريض، ومعرفة إذا كان المرفق يوفر فريقا كاملا ذا خبرة وبتخصصات متعددة مثل العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، ومتخصصي التخاطب واللغة، وخبراء التغذية. وبعد اختيار أحد مقدمي الرعاية الصحية، فإن الخطوة التالية مناقشة تشخيص المريض وخطة الرعاية. وفي مستشفى أمانة للرعاية الصحية تقوم هذه الخطوة بمشاركة فريق من الأطباء وإعادة التأهيل ويضم: الأطباء، والتمريض، ومتخصصي العلاج الطبيعي، ومتخصصي العلاج الوظيفي وغيرهم، جنباً إلى جنب مع عائلة المريض لوضع خطة الرعاية المناسبة.إن جميع قرارات الرعاية يتم اتخاذها بالتشاور مع أفراد العائلة الذين يتحمسون للمشاركة في القيام بدور فعال في جميع جوانب رعاية أقاربهم المرضى في مستشفى أمانة الرعاية الصحية. يمكن أن يشمل ذلك التعرف على احتياجات المريض الطبية، وكيفية إدارة المعدات المختلفة، وكيفية تقديم الرعاية الداعمة من خلال التنقل الآمن، كما يتضمن مجهودات نشطة أخرى لتحقيق أفضل جودة في نوعية حياة المريض من خلال عدة طرق، مثل المساعدة في اختيار غرفة المريض والديكور أو الترتيب لنزهة المريض وغيرها من الأنشطة التي تهدف إلى إعطاء المريض فرصة الاختيار والشعور بالاستقلال.إن رعاية أحد أفراد العائلة المصاب بمرض مزمن من الأمور الصعبة والمرهقة في أغلب الحالات. ومن الضروري أن تلعب الأسرة دوراً فعالاً في حياة المريض، ولكن يجب عليهم الاعتراف بحاجتهم للمساعدة والدعم. يمكن لمقدم الرعاية الصحية طويلة الأجل أو الرعاية المنزلية الجيد التعرف إلى هذه الاحتياجات وتلبيتها، والتقليل من عبء رعاية الأسرة لأقاربهم ذوي الاحتياجات الخاصة المعقدة والمزمنة.إن أمانة للرعاية الصحية لديها فريق كبير من الأطباء، وأطباء الأطفال، والمتخصصين في إعادة التأهيل، والممرضين والمعالجين ومتخصصي العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، ومتخصصي التخاطب واللغة، والمتخصصين في التغذية والتربية الخاصة. إن أغلبية كبار التمريض وفريق إعادة التأهيل في مركز أمانة للرعاية الطبية، قد درسوا وتدربوا في دول أجنبية، ويستفيد المرضى من الرعاية على مدار الساعة والخبرة التي يحتاجون إليها على يد مهنيين ذوي تدريب وخبرة متخصصة في رعاية الحالات المعقدة التي تحتاج إلى رعاية طويلة الأجل أو إعادة التأهيل. وبغض النظر عن نوع الرعاية الطبية المقدمة. تلعب التكنولوجيا دوراً كبيراً في نوعية الرعاية لكل مريض.. فهناك تقنيات تساعد المرضى على التواصل رغم إعاقتهم، مثل EyeGaze، وهو جهاز متطور يتتبع حركة العين، وVGO، وهي منصة روبوتية عن بُعد.إن الحياة للمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طويلة الأجل عادة ما تتكون من غرفة في مستشفى مع عدم الخروج والتفاعل الاجتماعي المحدود. إلا أن في أمانة، يعتبر التكامل الاجتماعي جزءا أساسيا من خطة الرعاية لكل مريض، ويتم إعطاء المرضى مجموعة واسعة من الفرص للاستكشاف والتفاعل مع العالم حولهم. وتظهر التجربة أن تعزيز التكامل الاجتماعي ونوعية الحياة، مثل زيارات المساجد، والتجمعات العائلية وحفلات الزفاف يكون لها أثر إيجابي قوي على حالة المريض النفسية والمزاجية وأيضاً الطبية. نفس النتيجة تنطبق على تعزيز الاختيار واستقلال المريض.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
28°
27°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية