Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

ألم تنضج الحلول بعد؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:43 - 26/05/2016 - عدد القراء : 2597

بانتظار قرار المحكمة الاتحادية، ما زلنا نركض جميعاً بحثاً عن حلول لانعقاد جلسات مجلس النواب.. ولاستكمال التشكيلة الوزارية.. ولوضع البلادعلى طريق الاصلاح.. ولانهاء المحاصصة.. وتنشيف منابع الفساد.. والانتقال من الدولة الريعية الى دولة الجبايات والخدمة العامة.. ونطرح جميعاً شعارات ونطالب الاخرين بسلوكيات ومواقف لم يبرهن معظمنا انه مستعد للالتزام بها، كل ذلك وسط معركة شرسة نخوضها جميعاً ضد الارهاب و”داعش”، وبالاخص في الفلوجة في هذا الوقت بالذات.
لا اتكلم هنا عن الشخصيات ولا عن القوى السياسية والاحزاب فقط، بل يشمل الكلام المكونات او ممثليهم.. والشعب او ممثليه.. اتكلم ولا استثني لا انفسنا ولا غيرنا، واقول.. انه لم يظهر في الافق حلول جدية في الاصلاح.. لا ممن هم في مواقع المسؤولية الرسمية، لا في العاصمة ولا في الحكومات المحلية..ولا من هم خارجها سواء المعارضين او المتظاهرين او المعتصمين او الاغلبية الغاضبة الصامتة الحائرة في امرها وامرنا. وهنا لا نشير للمواقف بل للسياسات.. ولا للكلمة بل للخطاب.. ولا لقوة بذاتها بل لمجمل حراك القوى.. ولا للفكرة المطروحة بل للفكر صانع القرارات، سواء اتى من تكنوقراط او مستقلين او حزبيين.. فهناك الكثير من المواقف الجدية والقوى المخلصة والافكار المسؤولة، التي تعطلها عنعناتنا لتتحول الى تسجيل مواقف اكثر منها صناعة وقائع او حقائق او مسارات.
وتصوري القاصر ان اول علائم الحلول الجدية هو تشخيص الاخطاء، واولها الاخطاء الذاتية قبل اخطاء الاخرين.. ومما يؤسف له ان اياً منا لم يتناول بالنقد والتمحيص والمراجعة الجدية تجربته الماضية، او ممارساته الحالية.. فالنبرة العامة السائدة تكرار لمقولات سابقة، تصر على اخطاء الاخرين وتبرئة الذات.. فان اعترفنا باخطاء او نواقص فهي امور بسيطة، وكأن الهدف ذر الرماد في العيون.
يحصل هذا وكأننا لم نبذراكثر من 800 مليار دولار من موارد دخلت الدولة طوال الاعوام الـ13 الماضية..ولم نخسر اجزاء كبيرة من البلاد تعادل مساحة بلدان مجاورة كاملة لتصبح مسرحاً لسيطرة “داعش” المطلقة او شبه المطلقة.. ولا نقدم يومياً اغلى التضحيات والخسائر.. يحصل هذا وكأن العلاقات بين المكونات لا تشهد توتراً ملموساً، او كأن العلاقات بين قوى المكون الواحد، او بين القوى والاحزاب وجماهيرها لم تتراجع الى درجات حرجة من الشكاوى والتوتر. فكلنا يرمي المسؤولية على غيره.
فمن في السلطة يرميها على الاخرين سواء من قوى حليفة له او على المكونات وشروطها التعجيزية.. والمكونات تلقيها على سياسات الاستفراد والاستحواذ وعزلها او تهميشها وعدم انصافها.. والاحزاب تبرىء نفسها وتلقيها على ما عداها.. والشعب يلقيها على المسؤولين ليعذر نفسه من المسؤولية التي يتحملها هو ايضاً دون ادنى شك.
لم نقرأ او نسمع ولو تلخيصاً او تقويماً لتجربة اطراف اساسية واستخلاص النتائج والدروس كما تفعل الحكومات او الاحزاب او المرجعيات السياسية بين فترة واخرى، او كلما مرت بازمات حادة.. فدون النظر للذات سيصعب النظر للغير وتقييمهم.. فهل ان شروط الاصلاح ما زالت بعيدة؟ واولها الاعتراف بالاخطاء وتشخيص عواملها.. بينما نرانا –ونحن في هذه الاوضاع الصعبة- نعود ونتمسك بامور اعتبارية، واخرى شكلية، ونصر –بعناد- على قراءاتنا الخاطئة، وسياساتنا الضيقة الافق، وكأن هذا كله لم يكن من اسباب التدهور. فالى اي عمق يجب ان تصل الازمة لندرك ان الامور لن تحل لا بالتغطية ولا بالمجاملات ولا بالترقيعات.. فهناك كلف وحسابات يجب ان تسوى.. فالاخطاء السياسية ديون متراكمة، يجب سدادها بملىء ارادتنا والا نرغم على سدادها بشكل او اخرن وبكلف مضاعفة.. وهناك مواقف صعبة وشجاعة يجب ان تتخذ ان اردنا التضامن للخروج حقاً من هذه الازمات، وهي مواقف لابد للجميع ان يتحمل اعباءها، وان يساهم بها الشعب والقوى السياسية والمسؤولون على حد سواء.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
23°
36°
Sat
34°
Sun
الافتتاحية