Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

أين العراق من القمة الاسلامية.. والقدس الشريف؟

الافتتاحية - 3:10 - 17/12/2017 - عدد القراء : 457

بسم الله الرحمن الرحيم

أين العراق من القمة الاسلامية.. والقدس الشريف؟

{سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنُريه من اياتنا انه هو السميع البصير.} فالقدس ليست مجرد قضية قومية، او وطنية، وخلاف بين المسلمين واليهود والنصارى.. وبين الفلسطينين والمستوطنين. القدس وجودنا وهويتنا وثابت من ثوابتنا.. فهي تفرض نفسها علينا، بل على العالم اجمع.. فدفاعنا عن القدس هو دفاع عن قضية مباشرة تخصنا جميعاً. وكما نقف ضد الدعوات التي تريد العدوان باسم الاسلام ورفع راياته، كـ”القاعدة” و”داعش”، في وقت كان كثيرون يغازلونها ويتعاونون معها.. ومحاربة كل الدعوات التي غزت تحت راية الصليب وارتكبت ابشع الجرائم لتستعمر بلداننا متهمة هذه الشعوب بالبربرية والتخلف.. كذلك يجب مقاومة كل الدعوات لشرعنة مشاريع اسرائيل الاستعمارية الاستيطانية. فاليهودية واليهود شيء.. والصهيونية واحتلال الارض والشعوب واعلان القدس عاصمة ابدية لاسرائيل شيء آخر.

طالب العراق في اجتماع وزراء الخارجية العرب، باجراءات عملية لدفع الولايات المتحدة ان تتراجع عن قرارها الظالم، ولما يمكن ان يتسبب فيه من حروب ودماء لن تقف في حدود المنطقة بل ستنتشر للعالم كله. وكان من المؤمل ان يشترك العراق في القمة الاسلامية التي عُقدت في اسطنبول باعلى المستويات. فلقد شارك في المؤتمر الرئيس اللبناني ميشيل عون، والملك الاردني عبد الله الثاني، والرئيس الايراني الشيخ روحاني، ورئيس دولة الكويت الشيخ الصباح، والرئيس الاذربيجاني علييف، إضافة بالطبع للرئيس التركي اوردوغان ولرؤساء دول ورؤساء وزراء اخرين، وان عدداً كبيراً منهم (شأن العراق) له علاقات جيدة بالولايات المتحدة، ولا ينتمي لمحور مضاد لها.. فلماذا اكتفى العراق بارسال السيد وزير الخارجية؟ سألت هذا السؤال لمسؤولين كبار، فذكر مسؤول ان الموضوع لم يبحث على صعيد جماعي رفيع، وقال اخر بان السبب  تأخر الدعوة وعراقيل فنية. وهذه اجابات غير مقنعة، لا تعكس الجدية المطلوبة للتصدي لهذا الامر الخطير. وان اجتماعاً طارئاً لقضية بوزن القدس لابد ان يتم تذليل كل الصعوبات، بقرارات استثنائية، وعلى اعلى المستويات.

قد يتصور البعض ان مثل هذه المواقف تنسجم مع سياسة عدم الدخول في محاور، او النأي بالنفس عن مشاكل المنطقة. وهذه رؤية خاطئة، إن وجدت. فالقدس وفلسطين ليست من المشاكل بين جارين او بلدين لنقول ننأى بانفسنا ولا ننحاز لهذا المحور او ذاك. فنحن لسنا امام خلافات بين بلدين، او محورين لننأى بانفسنا. اذ لم تبقَ قوة على الارض -عدا الرئيس ترامب واسرائيل- لم تدن هذا الاجراء.. بدءاً من الفاتيكان مروراً بجماعات يهودية، وصولاً الى روسيا والصين واوروبا. ففي امور اساسية ووجودية لا يوجد حياد ولا نأي بالنفس، لأن النار ستأتي الى دارنا شئنا ام ابينا. وان قيام “اسرائيل” واستمرار عدوانها اعتمد على تفاسير متطرفة: ومنها في (سفر التكوين 21:15-18 Genesis): “قطع الرب مع ابرام ميثاقاً قائلاً: لِنسلِك اعطي هذه الارض. من نهر مصر الى النهر الكبير، نهر الفرات” فصار الكلام Eretz Yisrael Hashlemah اي “ارض اسرائيل الكبرى” والتي تضم فلسطين ولبنان وسوريا والاردن والعراق والكويت والسعودية والامارات وعمان واليمن ومعظم تركيا، ومعظم شرق النيل. فهذه نصوص يستلها ويفسرها يهود متطرفون، تماماً كما يستل مسلمون ومسيحيون متطرفون نصوصاً تدعم سياساتهم.

يقول سبحانه تعالى: {وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتُفسدن في الارض مرتين ولتَعَلُن عُلواً كبيراً. فاذا جاء وعد أُولاهُما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً. ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيراً. إن احسنتم احسنتم لانفسكم وإن اسأتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا}. صدق الله العلي العظيم.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
21°
28°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية