Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

ادانة الهجوم الارهابي على ايران دليل جدية من يريد محاربة الارهاب

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 15:01 - 08/06/2017 - عدد القراء : 1368

لا تخفى الرمزية الكبيرة التي يحملها الهجوم الارهابي الذي وقع اليوم في ايران.. فالارهاب يريد توجيه ضربة لمؤسس الجمهورية الاسلامية ولواحدة من اهم المؤسسات التي قام عليها النظام الاسلامي. فالهدف ليس ايقاع خسائر بشرية فحسب، بل الهدف سياسي واضح يناغم تيارات سياسية لا تخفي عدائها للنظام الايراني بالدرجة الاولى.. والا لكان اسهل على 3 او 4 ارهابيين انتحاريين، بينهم امرأة، ان يوقعوا من الخسائر البشرية لو قاموا بفعلتهم الاجرامية في سوق شعبي مكتظ، او اخذ رهائن في مؤسسات لا تتوفر فيها حمايات ولا تحمل المعاني السياسية والمعنوية التي تحملها المؤسستين اللتين وجه ضدهما الهجوم.

لن يضعف الهجوم الجمهورية الاسلامية ولا عزيمة الشعب الايراني التي تقوى عند التحديات والازمات كما يكشف تاريخ هذا الشعب المضحي والمقاوم.. على العكس سيرغم هذا الهجوم من يريد خلط الاوراق على مراجعة حساباته وتصريحاته ومواقفه. فالارهاب يستهدف ايران والعراق ولبنان وسوريا ومصر والاردن ودول الخليج وتركيا وباكستان وافغانستان والمغرب العربي والبلدان الافريقية، كما يستهدف بقية البلدان الاسيوية والاوروبية والامريكية. وان اي خلط للخلافات السياسية بين الجماعات والدول مع الارهاب المتمثل باولئك الذين يدعسون الناس بالسيارات، او يفجرون انفسهم وسط جمهور الابرياء، ويقطعون الرؤوس، ويحرقون اسراهم احياء ويدمرون معاني الحضارة، والذين يؤدلجون فكرهم بتكفير كل من يخالفهم ويحلون دمه، سيصب في النهاية لمصلحة الارهاب. وما لم يقف العالم وقفة واحدة ضد الارهاب، كما وقف –رغم كل الخلافات- ضد النازية والفاشستية، فان الارهاب سينتشر وسيستمر بالضرب في كل مكان. فـ”داعش” توضح باعمالها الاجرامية مواقفها من الجميع، بينما هناك بين الجمع من يختلف ويريد بعثرة الجهود وحرف اتجاهات المعركة، معتقداً انه بهذا العمل قد ينأى بنفسه، او يستغل الارهاب لحل خلافات سياسية، بينما النار تهدد داره. الا يكفي من براهين ما حصل ويحصل في دول المنطقة. فتم غض النظر عن منظمات ارهابية وقدمت لها المساعدات ثم امتدت اليد الارهابية لتضرب اليد التي قبلتها؟ الم تسعى دول اوروبية ان تنأى بنفسها وتفسر الارهاب بانه صراع بين الشيعة والسنة، واذا بالارهاب يضرب في اوروبا والولايات المتحدة؟ الم تسعى دول باتهام المسلمين كل المسلمين، والاسلام كل الاسلام بالارهاب، واذا بالمسلمين من الشيعة والسنة هم اكثر الضحايا، ويكون الاسلام هو المستهدف الاول؟

لقد وقفت ايران معنا في مواجهة الارهاب التكفيري “القاعدي” و”الداعشي” ولولاها ولولا تضحيات شعبنا والفتوى الجهادية والقوات المسلحة وقوات الحشد والبيشمركة وقوات التحالف، لسقطت اربيل وبغداد في حزيران 2014، بل لسقط العراق كله، ولما نجحنا في معاركنا لدحر الارهاب وتحقيق نجاحات بدءاً من الرمادي وصولاً الى الموصل. ومما يؤسف له ان الخبال والمرض قد اخترق عقول الكثيرين بحيث ان “التغريدات” التي ظهرت في بعض مواقع التواصل الاجتماعي بدل ان تتضامن مع ايران وشعبها عند وصول اخبار التفجيرات، وتميز بين الخلافات السياسية والموقف من الارهاب، بدأت تتكلم ان هذا من عمل النظام نفسه. هذا العقل المريض والمخبول هو غذاء الارهاب الذي يسمح بالعمليات الارهابية في بلداننا وفي اسيا وافريقيا وفي 11 سبتمبر وفي اوروبا وفي اي مكان، والتي من واجبنا جميعاً ادانتها والتضامن مع ضحاياها والوقوف سوية لمحاربتها، دون خلطها بالخلافات الاخرى.

قبل ساعات، غرد “ريتشارد هاس” مساعد الرئيس بوش (1989-1993) في فريق الامن الوطني، وحالياً رئيس مجلس العلاقات الخارجية المتخصص في السياسة الخارجية ومن اهم مراكز الابحاث الامريكية، والذي له (هاس) مؤلفات في السياسة الخارجية، والعقوبات الاقتصادية والذكية، ومنها (War of Necessity, War of choice: A Memoire of Two Iraq Wars، حرب الضرورة وحرب الاختيار، تأملات في حربين عراقيتين)، وهي مؤلفات اريد بها مواجهة خصوم امريكا، ومنهم ايران، مخاطباً الرئيس ترامب قائلاً: “ملحوظة لرئيس الولايات المتحدة، ادانة الارهاب لا يمكن ان تكون انتقائية إذا اردنا ان يكون لها معنى حقيقي. يجب ادانته (الارهاب) في ايران كما ندينه في اوروبا”

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
24°
36°
Sun
34°
Mon
الافتتاحية