Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

ازمات الفرقاء تعطل البلاد وتضر بالجميع

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:17 - 29/11/2016 - عدد القراء : 1651

مشروع التسوية الوطنية المطروح على بساط البحث، والتصويت على قانون الحشد الشعبي، اثار من جديد موضوع الثقة بين الفرقاء السياسيين. ومدى جدوى الاساليب والادوات المستخدمة بينهم.. فالكل يشكو الاخر، ولا احد يقف عند نفسه يحاسبها. او يقف عند المفاهيم والتطبيقات يدققها في صفوفه وصفوف الاخرين. فهناك قضايا مشتركة تهم الجميع، كالامن والسياسات الاستراتيجية الخارجية والوطنية والسيادية والخدمات وظروف الحياة والتعليم والصحة، يقول الجميع انه يتفق على اسسها ومبادئها.. فمن المهم ان لا تقود الخلافات الى تعطيل هذه الامور. بل ان حل هذه الامور والاتفاق عليها قد يكون طريقاً لحل الكثير من الخلافات. وللاسف الشديد فاننا نعطل اعمال البلاد واصلاحاتها كلها بسبب خلافاتنا الصغيرة والكبيرة.. وهذا يحمل الضرر للجميع. واننا يجب ان نقر بان اي تقدم لطرف على حساب طرف اخر، مرفوض.. كما ان تقدم البلاد يجب ان يكون لمصلحة الجميع. وان يتحمل الجميع الاعباء والواجبات والتضحيات. وعدم الاستمرار بسياسة الضغط باحراج بعضنا البعض الاخر، فنعطل كل شيء لاننا اختلفنا في موضوع جزئي او ثانوي، او حول هذا التصريح او ذاك الموقف. ان الاجحاف في استخدام كلمة “عدو” لن تنفع سوى في اخفاء اعدائنا الحقيقيين. اما من يجلسون تحت قبة البرلمان او يمارسون العمل السياسي السلمي فهم ليسوا اعداء، حتى وان اختلفنا معهم اشد الاختلاف. العدو هو الارهاب والاحتلال والعنف والقهر والفقر والجهل والمرض والتخلف والطائفية والتعصب، وخلاف ذلك فهي خلافات قد تصل لاعلى المستويات لكنها تبقى خلافات يجب حلها. ولقد كتبت في ٢٠/٦/٢٠١٢ افتتاحية بعنوان “ازمة تخفي ازمات اكبر” احببت مشاركة الاخرين بها:

[“ازمة الثقة الراهنة، على كبرها ودلالاتها، تخفي ازمات اكبر.. فمنذ عقود ونحن لا نقدم حلولاً لقضايانا الاساسية.. ونستمر دون ان نسائل انفسنا.. هل تحسن امننا عما كان الامر عليه في الخمسينات والستينات؟ وهل افاقنا الاقتصادية افضل؟ واسسنا لنظام حقوق ومصالح يحقق التقدم والرفاه؟ وهل تحسنت الزراعة والصناعة والخدمات؟ ام ازداد اعتمادنا على النفط؟.. وهل قدمنا حلولاً جدية لمسائل الفقر والجهل والتعليم والصحة والبيئة والمياه والطرق الخربة، والبيوت الصفيحية والكهرباء والمواصلات والاتصالات.. وغيرها من مستلزمات تخرجنا من دورة التخلف وتدخلنا في دورة التقدم؟ولاشك لدينا ان البلاد ستستمر في انتاج الازمات التي هي ليست مجرد اختبار لاشخاص.. بل اختبار للنظام الجديد.. وهل سيعيد انتاج علاقات الماضي ونتائجها ام سينجح في انتاج علاقات جديدة ونتائج نرتقي بها لمصاف الامم الناهضة. فالازمات المزمنة وتكرارها هو كالامراض المزمنة.. التي تعطل نظم الحياة وحسن اداء الاعضاء.. والتي تقود للنوبات والعذابات او المصير المحتوم. والخوف كل الخوف، ان نكون قد سقطنا في حالة نعتبر التعايش مع الازمات حلاً لها.. فندخل الحروب فيما بيننا ومع جيراننا.. او نتحمل تفجيرات القاعدة والارهاب ونقدم يومياً عشرات ومئات الضحايا فلا نجد من حل سوى التبريرات وبكاء موتانا وادانة اعدائنا.. او ان نعتاد انعدام الخدمات، وتراجع مؤشرات التقدم، وغزو جيوش العاطلين والخراب والقاذورات والروائح الكريهة والفوضى، ورواج اخلاقيات الكذب والغش ، والفساد.. لنرمي المسؤوليات على غيرنا ولا نحاسب انفسنا.. ولا نعتبر ذلك سبة واهانة لسيادتنا وكرامتنا، لكننا ننتفض اذا ما مس احدهم مسؤولاً او زعيماً. مرت امم غيرنا بما هو اسوء مما نعيشه، وامتلكت امكانيات بشرية وطبيعية اقل مما لدينا.. لكنها استطاعت عبر قيادات مسؤولة، وعمل دؤوب، وتعاضد ابناء الشعب، والتخلي عن اساليب المخادعة.. والالتزام بالمصارحة والصدق والمناهج البناءة العملية والعلمية من الانتقال من وضع لاخر جديد تماماً. فالاعداء التاريخيون ليس هذا الشخص او ذاك الحزب او تلك الدولة.. بل العنف والاستعمار والفقر والجهل والتفرقة وسوء الادارة والفساد.. والقوة -اساساً- ليس ابراز العضلات والتصريحات النارية، واثارة الاحقاد، بل الكفاءة والامانة والعمل والتعليم والنظام والقانون والحقوق، وترجيح ميزان العمل الصالح ونبذ الطالح بالاعمال وليس الادعاءات، وتحقيق الخير والتقدم بالوقائع والارقام.. ووضعها لخدمة الانسان والمواطن، الذي اكرمه الله سبحانه، ولم تكرمه نظمنا.”]

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

Screenshot 2024-05-16 at 00.19.17

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
37°
37°
Mon
37°
Tue
الافتتاحية