Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

اعتباطية وخطأ اتهام الاخر بالارهاب.. “المهندس” مثالاً

الافتتاحية - 22:28 - 01/11/2017 - عدد القراء : 431

بسم الله الرحمن الرحيم

اعتباطية وخطأ اتهام الاخر بالارهاب.. “المهندس” مثالاً

حسناً فعلت الخارجية العراقية بالرد على المتحدثة باسم الخارجية الامريكية “هيذر ناورت” ناعتة نائب قائد “الحشد الشعبي” بالارهاب، لتوضح وتشيد على العكس “بشجاعة (الحشد) الى جانب القوات الاخرى” وان “السيد المهندس هو نائب رئيس هذه الهيئة المقاتلة.. وقد قدمت التضحيات الكبيرة في معركة العراق ضد الارهاب”، وليضيف بيان الخارجية العراقية “في الوقت الذي نرفض فيه هذه التصريحات فاننا نذكر بدعم الولايات المتحدة للمعركة، التي قاتل فيها كل ابناء الشعب العراقي وبضمنها رجال الحشد الشعبي، كما ندعو الخارجية الامريكية الى مراجعة هذه التصريحات المناقضة للواقع”.

ألم يتعظ البعض من تجارب العراق وسوريا ولبنان والسودان واليمن ومصر وليبيا وغيرها من بلدان، عندما يجعل خلافاته، مهما كانت حادة وجدية، مع رجال ومنظمات وانظمة مساوية للارهاب بعناوينه الواضحة وافعاله المتميز بها. فالارهاب يختلف نوعاً عن كل ما عداه. فهو يكفر الجميع، ويستبيح دماء مخالفيه، ويقطع رؤوسهم ويرسل الانتحاريين لقتل الناس بالجملة وحرقهم ودفنهم ودعسهم احياء. فكم كلفنا هذا التشويش والخلط في العراق، وبقية البلدان.. وكم دفعنا جميعاً نتيجة التقلبات والمقاربات الخاطئة، وتحويل السياسة الى مجرد منبر اعلامي قصير النظر سعياً وراء تشويه سمعة الخصم، معتقدين ان وصم الاخر المُختلف معه بتهمة الارهاب سيضعفه او يؤذيه. مثل هذه المواقف تخطىء مرتين. الاولى في عدم جدية محاربة الارهاب، مما يقود احياناً الى دعمه والاصطفاف في جبهته صراحة او ضمناً.. والثانية، عدم ادارة الخلافات السياسية والعقائدية بمنهج سليم -نوعاً ومضموناً- والبقاء عند التكتيك ونسيان الاستراتيج، مما يقود لكل هذه الخسائر والمعاناة.

لنأخذ المثال السوري، وكيف قاد اعتبار منظمات ارهابية منظمات تحرير، وتم دعمها بالمال والسلاح، لا لشيء الا لان الاولوية حسب الاستراتيجية المتبعة وقتها جعلت عدوها الاول النظام، وليس الارهاب. ألا يراجع البعض مواقفه وهو يسمع الشيخ حمد بن جاسم، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق في مقابلة قبل ايام مع التلفزيون القطري قائلاً “اننا تهاوشنا على الفريسة (سوريا) التي ضاعت منا اثناء تهاوشنا عليها” مضيفاً “كنتم معنا في خندق واحد، غيرتم، قولوا لنا، لنغير”.. وقال “كان توزيع كل شيء (من المال والاسلحة والدعم) يتم عن طريق القوات الاميركية.. ربما حصل خطأ ان فصيلاً دُعم في فترة.. ربما كانت هناك علاقة مع النصرة”.. ألم يتعض البعض عندما يقرأ في Foreign Affairs في عدد اكتوبر/نوفمبر 2017 مقالة بعنوان “البقاء خارج سوريا، الخيار الاقل سوءاً” Keeping Out of Syria, The Least Bad Option لـ”روبرت فورد” اخر سفير امريكي في سوريا، ومسؤول ملفها لفترة قريبة، وهو يقول ان بلاده “ليست لديها خيارات جيدة في سوريا، وان بعض هذه الخيارات المتاحة اسوأ من الاخرى” و”ان الحكومة السورية مصممة على استعادة كامل البلاد، وستنجح على الاغلب” و”ان خيار دعم القوات المعارضة يجب ان يخرج من المعادلة”.

ليس سراً وجود خلافات سياسية وايديولوجية بين الولايات المتحدة وجبهة واسعة من البلدان والمنظمات. وليس سراً ان الولايات المتحدة تختلف مع المواقف السياسية والايديولوجية لرجال مثل “المهندس”.. لكن الولايات المتحدة تتناقض مع نفسها، عندما تطالب الجميع الاتحاد لمحاربة “داعش” وجعل هذا العمل اولوية المتصدين، ثم تتهم قائد لم يغادر ولسنوات عدة جبهات مقاتلة “داعش” والارهاب، خصوصاً منذ سقوط الموصل واعلان “الخلافة”. كيف يمكن ان تقوم بذلك مع قائد ساهم بكل المعارك الحاسمة ضد “داعش”، وساهم في التخلص من شرورها، ليس بالنسبة للعراق فقط، بل بالنسبة للمنطقة والعالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية نفسها. لذلك نقول ان مثل هذه المواقف الخاطئة والتي تفتقد المصداقية والاسس الموضوعية تسيء للصداقة التي ينشدها العراق مع الولايات المتحدة، او للدور الذي يجب ان تلعبه لمحاربة الارهاب الحقيقي –وهو العدو الاول والرئيس للجميع- وعدم الخلط بينه وبين الخلافات الاخرى.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
27°
27°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية