Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

البرلمان يرد بعض الجميل “للحشد الشعبي”

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:29 - 28/11/2016 - عدد القراء : 1936

لولا الفتوى الجهادية للامام السيستاني دامت افاضاته، واستجابة الملايين وقيام “الحشد”، وانخراطه السريع في المعارك بدون استعدادات واسلحة كافية، ولولا الدعم الايراني الفوري، والامريكي اللاحق، لسقطت الدولة والحكومة ومجلس النواب، بل لسقط العراق بمجمله، كما سقطت الموصل واجزاء مهمة من البلاد، بكل كتلها وحكوماتها المحلية والجيوش والقوى الموجودة فيها، ولتكررت الف “سبايكر”، وعمليات نزوح جماعي ورعب كفيل بهروب وسقوط كل شي.. شبيه بالنزوح المليوني للكورد نحو الحدود الايرانية التركية(٣١/٣/١٩٩١)، بعد فشل الانتفاضة.. والذين لن يعودوا لديارهم الا في ايار من نفس العام، بعد صدور القرار الاممي ٦٨٨، وانشاء منطقة آمنة شمال خط العرض (٣٦). والسؤال لو حصل الانهيار الكامل ولم تقف عند الانهيار الجزئي، فمن كان سيخلص البلاد من “داعش”، لولا الفتوى، والمتطوعين، والقوات المتبقية، والدعم الخارجي، الذي اصبح ممكناً فقط بوجود قوات على الارض قادرة على القتال؟ هل كان بمقدور مجلس الامن، او اية دولة اخرى انقاذنا؟ ومن سيوقف الانهيار.. وينظم المقاومة.. ويعيد الشيعة والسنة والكورد والتركمان والمسيحيين والازديين والشبك وغيرهم الى ديارهم؟ وامامنا تكريت والرمادي والموصل، كمراكز محافظات، ونينوى والانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك واطراف بغداد تشهد انه بدون “الحشد” و”البيشمركة” والمتطوعين والقوات العراقية والدولية الاتية من خارج المحافظات، لعززت “داعش” مواقعها، ولاستوطنت، ولما حصلت لديها هذه الانهيارات، ولما حققنا هذه النجاحات.

عندما نجحت الضغوطات الداخلية والخارجية بعزل “الحشد” عن معارك الانبار، سقطت الرمادي ومعظم مناطق الانبار في اواسط نيسان ٢٠١٥.. وانسحبت الحكومة المحلية والفرق العسكرية المتواجدة هناك، وهاجرت جموع كبيرة من القيادات والنازحين. وعندما دخل “الحشد” المعركة، تحررت الانبار واهاليها، وعاد الكثير من النازحين. فـ”الحشد” كان خير منقذ ومخلص للسنة وللشيعة، وبقية المكونات.. وخير داعم وسند للقوات المسلحة وبقية القوى، والعكس صحيح. فلدينا اليوم منظومة متكاملة تضم –رغم الثغرات والنواقص- كل مكونات الشعب العراقي، والان بعض الملاحظات.

  1. في ٢٠٠٧، سيطرت “القاعدة” على مناطق شاسعة، وانطلقت “الصحوات”، وجندت عشرات الالاف،٩٠٪ منهم من المناطق الغربية، رغم ذلك بقي جوهر الموقف احتوائها وشرعنتها، رغم الاعتراضات وقلة التوازنات والثغرات.
  2. هناك من اعترض على القانون، وهذا حقه. رغم ان اقرار القانون يسمح بالنظر بمطالب المعترضين المشروعة، اكثر مما يسمح به التأجيل والتسويف. فالاوضاع حساسة ومتسارعة. وان عدم توفير غطاء قانوني متكامل سيهدد “الحشد”، كما سيزيد مخاوف الاخرين من “الحشد”. ويجب ان نتذكر، كيف اضعفت مقاطعة الدستور والاستفتاء عليه، المكون السني، ونحن لا نتمنى الضعف لاحد.
  3. طمعاً بالسبق الاعلامي، انتشرت مسودة قانون بـ(١١) مادة، بدل القانون الحقيقي المصوت عليه بمواده الـ(٣) فقط، مما اثار التشويش.. فعندما يعلق احد القادة المعارضين مشيراً للمادتين (٦) و(٧) فهو يناقش المسودة الخاطئة. فالقانون المقر يعتمد مبادىء الامر الديواني (٩١) في ٢٤/٢/٢٠١٦، مؤكداً تناغم السلطتين التشريعية والتنفيذية، مما يزيل بعض اللغط عن كتب متناقضة صدرت من الامانة العامة لمجلس الوزراء. فينص القانون على شخصية الحشد المعنوية.. واعتباره ” تشكيلاً عسكرياً مستقلاً وجزء من القوات المسلحة..” و”يرتبط بالقائد العام” و”يخضع للقوانين العسكرية النافذة” و”يتم فك ارتباط منتسبي الحشد الشعبي الذين ينضمون الى هذا التشكيل عن كافة الاطر السياسية والحزبية والاجتماعية ولا يسمح بالعمل السياسي في صفوفه”.. و”يتم تنظيم التشكيل العسكري من هيئة الحشد الشعبي باركانه والويته ومنتسبيه ممن يلتزمون مما ورد انفاً من توصيف لهذا التشكيل وخلال مدة (٣) اشهر”.. وان يتألف الحشد “من مكونات الشعب العراقي وبما يضمن تطبيق المادة (٩) من الدستور”، الضامنة للتوازن ومنع الميليشيات خارج الدولة والترشيح للانتخابات والعمل السياسي.. وهذه مباني مهمة غائبة عن المسودة غير المقرة.

تقف خلف القوانين والكلمات موضوعات السلطة. وبرحيل –كاسترو- اخر انصار “السلطة تلد من فوهة البندقية”.. وبانهيار مباني النظام السابق، واسلوب الانقلابات، والنظم القمعية والاستعمارية، ودكتاتورية الاقلية او الاغلبية، يبقى الاساس الخالد بان العدل اساس الحكم.. ومصاديقه في عصرنا، احترام الدستور وارادة الشعب الحرة، وان السلطة تلد من صناديق الاقتراع.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

Screenshot 2024-05-16 at 00.19.17

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
37°
37°
Mon
37°
Tue
الافتتاحية