Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

“البصرة ثقيل”، والغاء الحظر على صادرات النفط الامريكي

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:11 - 21/12/2015 - عدد القراء : 1060

صوت الكونغرس الامريكي قبل 3 ايام على الغاء قرار حظر تصدير النفط الامريكي، وذلك في اطار خطة الموازنة العامة لعام 2016. وكان الكونغرس قد حظر تصدير النفط قبل اربعين عاماً، بعد قرار حظر النفط العربي على امريكا بسبب موقفها في حرب تشرين الاول/ اكتوبر 1973.. منتجو النفط الامريكان كانوا قد ضغطوا خلال السنوات الماضية لالغاء قرار الحظر.. فاسعار النفط ترتفع الى 110 دولار/ برميل، بينما يبيعون خاماتهم داخل الولايات المتحدة بـ90 دولار/برميل. ورغم المعارضة التي ابداها العديد من الديمقراطيين والجمهوريين، لكن اغلبيتهما ايدت القرار لاسباب مختلفة.. فالحزبان لا يريدان ازمة تعطيل الموازنة كما حصل عام 2013.. فالقرار تسوية لبعض مطالب الطرفين، مع تجميد مطالب وسياسات اخرى، في صفقة موازنة قيمتها 1.1 ترليون دولار. يقف الجمهوريون عادة مع مطالب الشركات الكبرى، بينما تستهدف خطط اوباما مصالح الطبقة الوسطى، فوقع القرار فوراً، لانه وفر له “هدنة ضريبية”، واقر بعض السياسات مقابل الاتفاق على تجميد اخرى، كان الجمهوريون يصرون على تجميدها.
بعض الخبراء يرون في القرار ثقة امريكية بان انتاجها النفطي بات يضمن لها مصالحها الداخلية.. ويرى اخرون العكس، وان المصالح النفطية ستتعرض للخطر، وسترفع من اسعار المشتقات الداخلية، وستخفض من الخزين الامريكي، ولن تكون قادرة على حماية مصالحها في ازمات نفطية قادمة. ويرى غيرهم ان وعود اوباما التي اطلقها في باريس لتقليص الانحباس الحراري قد ذهبت ادراج الريح. بينما يقدر البعض ان المعادلة الكلية بين الاستيرادات والصادرات ستبقى كما هي.. فالولايات المتحدة كانت تبيع للخارج على شكل مشتقات ثلث انتاجها النفطي المقدر 9.2 مليون برميل/يوم، اي حوالي 10% من الانتاج العالمي.. وقد يزيد قرار رفع الحظر من زيادة تصدير الخام، مقابل تراجع تصدير المشتقات.. فالخام الامريكي خفيف، واسعاره اليوم في الاسواق الامريكية 36.25 دولار/للبرميل، وهو سعر قريب جداً من اسعار العراق والسعودية ومنطقة الشرق الاوسط، لذلك لن يكون مغرياً للاسواق العالمية اكثر من غيره، اذا ما اضيفت تكاليف النقل.
عدا المبررات الاخرى البيئية او زيادة انتاج النفط في الولايات المتحدة، وتأثيرات ذلك على الاسواق سلباً وايجاباً.. الا ان القرار قد يحمل اثراً مهماً بالنسبة للقطاع النفطي العراقي.. فالمصافي الامريكية مهيئة افضل للتعامل مع النفوط الثقيلة. وبالفعل تشير المعلومات ان هناك اتجاهاً للاستفادة من هذه النفوط واستيراد كميات اضافية منها. ولاحظنا اهتماماً امريكياً منذ حزيران الماضي بـ”بصرة ثقيل” عندما طرحه العراق في الاسواق.. اذ انتهت الفحوصات الى ان نوعيته مناسبة تماماً للمصافي الامريكية. وبالفعل سجلت “سومو” عدة طلبات من الشركات الامريكية. وقد يعزز ذلك في عودة العراق الى الاسواق الامريكية واحتلاله موقعاً جيداً فيها، بعد ان تراجعت صادراته لها لمصلحة الاسواق الاسيوية. وبهذا يسجل طرح “البصرة ثقيل” نجاحاً لاستراتيجية تنويع نفوطنا، بما يحقق زيادة الانتاج ومرونته، والحصول على مردودات مالية اعلى، وضمان مكانة راسخة في الاسواق.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
22°
36°
Fri
37°
Sat
الافتتاحية