Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

الحكم الناجح يغلق الباب على التدخل الاجنبي

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:30 - 20/09/2017 - عدد القراء : 1772

نمر بمرحلة حساسة ان اديرت بشكل جيد فيمكنها ان تحملنا بعيداً في تحقيق الكثير من المطامح السامية التي ضحى شعبنا من اجلها طويلاً.. والعكس صحيح تماماً. فهناك اليوم الكثير من الكلام عن محاولات لتدويل الاوضاع مجدداً في العراق.. وعن استغلال الازمات التي نمر بها لتحقيق ذلك.. كذلك هناك من يفكر من داخلنا لاستدعاء الخارج.. وهناك من يفكر من خارجنا ليفرض شروطه وحلوله علينا. فنحن اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضى، لحلول ناجعة على صعيد قضايانا الوطنية، والعلاقة بين الشركاء.. وبحاجة لحلول فعالة على صعيد ادارة الدولة ادارة ناجحة تتوفر فيها رؤى امنية واقتصادية وسياسية واجتماعية تضمن الحد الادنى المطلوب من اتفاق القوى الرئيسية صاحبة القرار، والتي تتوفر لها ارادة واداة التنفيذ لتحويل الرؤى والنظريات الى اعمال ووقائع ومكاسب.. وبحاجة لحلول عملية مع محيطنا وجوارنا ودول العالم لنديم افضل  العلاقات التي بدونها سنجدد انتاج الازمات ونهيء بانفسنا كل ظروف التدخل الاقليمي والدولي. في 28/7/2011 كتبت افتتاحية بعنوان “الفراغ الفكري والقيادي.. والدول الاجنبية” اعيد نشره للتذكير والتنبيه.

[“عندما تخضع دول المنطقة لمنطق ضيق وتدخل في محاور ضد بعضها، وتتعامل مع جيرانها كاعداء وخصوم تاريخيين، فانها في الحقيقة تتآمر على نفسها.. وتحكم بالاعدام على قيادتها ودورها وواجباتها.. وتوفر شروط الاستقواء الدولي علينا. وعندما يتحكم الحكام برقاب مواطنيهم ويستولون بالقمع والاستبداد على كافة الحقوق ليتركوا الشعب ضعيفاً ممزقاً، فانهم يتآمرون على انفسهم ومصادر قوتهم ويوفرون شروط الاستقواء الدولي عليهم وعلينا. وعندما تتخلف القوى النخبوية والشعبية عن تنظيم رؤية تأسيسية لعقد اجتماعي يوفر مستلزمات الحكم بما يحقق العدالة والحرية ويحقق مطامح الشعب وحقوقه بشكل متراكم ومتصاعد فانها تحكم على دورها في حكم نفسها. فيعم التعسف والحرمان والتدخل الخارجي الذي لا يترك مجالاً الا لثورات وانتفاضات ناقصة المقومات.. مما يرتد لاحقاً علينا جميعاً.. فنعود مرحلة الى الوراء بدل ان نتقدم خطوة الى الامام.

ان عجزنا عن بناء تجارب تستطيع النهوض لبناء دورات حضارية بالمنطق “الخلدوني” او “التوينبي” او “الهيغلي” او اي منطق قديم او معاصر، يتركنا امام تجارب عاطلة لا تمتلك مقومات المراكمة والبقاء.. فتأتي كل مرحلة لتنسف ما سبقها.. فتنهار الاساسات ونصبح اضعف مما كنا عليه. لذلك نشهد اليوم سقوط كل النظريات التي تؤسس لحكم حزب او فرد او طبقة او قومية او مذهب واحد.. كما نشهد سقوط كل نظريات القيادة الاحادية لدولة او محور على بقية الدول وتيارات الاقليم.. اننا نستهلك انفسنا داخلياً عندما نتصور ان جهة واحدة ستتمكن في نهاية الامر من حكم شعب كامل.. كما نستهلك انفسنا مناطقياً عندما نتصور ان بلداً او محوراً واحداً يستطيع ان يقود المنطقة.

فلا مستقبل لنا ان لم تحسم شعوبنا ونخبنا امرها لبناء مواثيق ودساتير ضامنة لحقوق المواطنين والجماعات وحرياتهم وحكم الشعب.. ومنع الاستفراد وحق التداول بما يضمن عوامل التجديد. وستضعف دولنا نفسها وتضطر لاستقدام الخارج علينا ان فقدت تأييد شعوبها او دخلت في معارك ومحاور مع جيرانها.. فهذه لحظة تاريخية لبناء مجتمعاتنا ومنطقتنا وفضاءاتنا الاقليمية فنطوق كل خلافاتنا -الكثيرة ولاشك- بكل مشتركاتنا ومصالحنا الاعظم القادرةعلى تطويق مشاكلنا وتصريفها.. لنتقوى ببعضنا بما يؤسس لنهضة ناجحة متصاعدة متصالحة مع نفسها وعقلها وتاريخها، متصالحة مع عالمها الخارجي.. لندخل دورة الحضارة والامم من ابوابها الواسعة.”]

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
16°
28°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية