Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

الحكيم رئيساً للتحالف الوطني العراقي

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:49 - 07/09/2016 - عدد القراء : 1801

نبارك للسيد الحكيم اختياره رئيساً للتحالف الوطني العراقي، خصوصاً وان السيد الحكيم وافق بعد ممانعة طويلة، ونتمنى له وللتحالف التوفيق والنجاح.. ونبارك لاخوانه ولرئيس التحالف السابق الدكتور الجعفري خطوتهم الشجاعة، في وقت تشهد فيه الساحة تحديات خطيرة وانقسامات وانشقاقات مقلقة، بما في ذلك بين قوى التحالف. لذلك سيأمل الجمهور، وكل من يريد للبلاد الخير، ان لا تكون الخطوة مجرد اجراء روتيني، بل بداية لتجاوز الصعوبات، والدخول في مرحلة جديدة. فلقد قام السابقون بما تتطلبه المسؤوليات من ادوار ونجحوا وفشلوا، وسلموا الامانة لرئيس جديد.. وهذه بعض الملاحظات السريعة:

  1. ان يعتبر الرئيس الجديد ممثلاً للجميع وليس لطرف واحد.. سيتلمس الاخرون اي انحياز او تحزب من الرئيس وتشكيلاته، وستكون هذه هي البداية والنهاية.. فالرئاسة الجديدة لا تميز بين هذا الطرف او ذاك.. بل اكثر من ذلك المطلوب تمتين اواصر العلاقة بباقي الكتل والتشكيلات ومراكز القرار الوطنية. فالتحالف ساحته العراق كله، وليس ساحة واحدة.. وسياساته العراق كله وليس فئة واحدة.. وقواه كل القوى وليس قوة واحدة.. فهو تحالف وطني وعراقي، حتى وان انتمت معظم قواه لهوية واحدة، مع الامل ان يضم هويات متعددة.. او تركزت جماهيره في ساحة محددة، مع الامل ان يتحرك في كل الساحات. وهذه مهام عملاقة لن يقوم بها الرئيس فقط، بل كل الرؤساء والقيادات والتشكيلات مجتمعة.. فاما ان تكون هناك سياسة واحدة للتحالف، ليكون فاعلاً ومؤثراً.. او ان يكون التحالف مجرد غطاء للخلافات والمنازعات التي تعمق ازمات البلاد.
  2. أهمية التحالف انه يمثل الاغلبية السياسية التي تتشكل منه ابتداءاً السلطتين التشريعية والتنفيذية ومعظم الحكومات المحلية.. فالقوى الاخرى ستنظر للتحالف ومواقفه لتحديد سياساتها واصطفافاتها، بل ستنظر اليه الدول لتحديد مواقفها.. فإن صلحت سياسات التحالف فالامل كبير ان تنصلح سياسات البلد والسلطات كلها. فوحدة التحالف تساعد على الوحدة الوطنية.. ورشد التحالف يساعد على رشد الدولة.. ومعالجة الطائفية والفساد والمحاصصة والعنصرية والحزبية الضيقة في صفوفه خطوة اساسية لتخليص الجميع منها. وهذه مهام لجميع القوى، وليس لشخص الرئيس وحده.
  3. ان لا يعتبر اختيار السيد الحكيم في حدود اختيار رئاسة جديدة فقط.. بل يجب ان يرى الشعب ومختلف القوى التحالفية والوطنية ومراكز القرار في البلاد وخارجها سياسة مدروسة محكمة، محورها تقويم تجربة الماضي.. والالتزام بكل ما برهن عن رشده وصوابه، والتخلي بشجاعة وجرأة عن كل ما برهن عن فشله وبطلانه.. وان تتعاون قوى التحالف باتجاه مأسسة حقيقية تبعده عن الشخصنة، وتبني مؤسسة قادرة على تعريف استراتيجيتها التي يتفق عليها الجميع ويحترمها.. والتي تسمح بالاجتهاد والاختلاف تحت سقفها. استراتيجيات ومناهج يتم تبنيها، بعد مداولات في داخل التحالف وخارجه لرسم سياسات عملية وناجحة، وليس مجرد اماني، او مخاوف، ستصطدم حتماً بالوقائع المعقدة والصعبة. وان يلتزم الجميع بقرارات التحالف. فالافضل الاختلاف في الاجتماعات والمداولات، والاتفاق في مواقع القرار والتنفيذ.. لا المجاملة عند اتخاذ القرارات، والانقسام في مواقع العمل والتصدي. والافضل الاتفاق على الحد الادنى الممكن، وعدم طرح افكار وشعارات كبيرة، ثم الاختلاف على ابسط التفاصيل. او توزيع القبلات والابتسامات بين القيادات، والتراشق والتسقيط بين الكوادر والانصار.
  4. ان تشعر قوى التحالف، افراداً ومؤسسات وجماهير، ان التحالف تحالفها، وانه يمثلها ويعيش وسطها، وليس اجتماعات قادة وزعامات بعيداً عن نظام داخلي يحترمه الجميع، وتقاليد عمل تساعد على الشفافية من جهة واداء المهام العملية والضرورية من جهة اخرى.. ليتسنى للتحالف الانشغال بهموم الشعب الاساسية ومصالح البلاد وثوابته الدينية والوطنية. فالتحالف ان كان يتشكل اساساً من قوى واحزاب، لكن ذلك يجب ان يكون مجرد وسيلة لتنظيم وتعبئة المواطنين والكفاءات لخدمة البلاد والشعب، كل الشعب، وليس لتنفيع المحازبين والانصار على حساب المواطنين.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
30°
30°
Sun
29°
Mon
الافتتاحية