Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

الرياضة تجمعنا.. السياسة تفرقنا؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:58 - 09/08/2016 - عدد القراء : 2705

نهنىء الشعب العراقي للاداء الرائع لفريقه الاولمبي.. وتهانينا للفريق العراقي لاعبين ومدربين واداريين.. فالتعادل مع فريقين قويين كالدنيمارك والبرازيل ليس بالامر السهل، وهو بحد ذاته انتصار كبيرا، رغم الظروف الصعبة.. ورغم اننا نتأمل ان يتوج هذا النجاح بنصر على جنوب افريقيا، ورغم طموحاتنا الكبيرة وثقتنا باسود الرافدين وامكانية الفوز لضمان صعوده، فان لم يتحقق ذلك لاي سبب، فان الفريق قد قام بما يستحق عليه كل شكر وتقدير.
الرياضة توحدنا، فكم هو رائع فريقنا مستظلاً بالعلم وينشد بصوت واحد نشيده الوطني، وحيث تلعب الكفاءة والقابلية، وحيث تتراجع للوراء الطائفية والانتماءات الاثنية، ليس بين اللاعبين فقط، بل بين المشجعين والجمهور ايضاً.. وقد كتبنا مراراً بان السياسة قتلتنا، ليس لان السياسة ليست ضرورة، بل لانها تحتل اكثر من حجمها، بين  السياسيين من جهة وبين الجمهور من جهة اخرى. فهناك الكثير من المنجزات في الحقول الاخرى والتي لو روج لها، كما يروج لخصومات السياسة واحباطاتها، لتغيرت النفسيات والمعنويات، وهذا امر مهم لقلب المزاج العام، الذي هو امر اساس يحتاجه اي بلد يمر بالمصاعب التي نمر بها. وفي جلسات كانت تجمعنا بقيادات وطنية من مختلف الجهات والتيارات طرحنا في يومها ورقة ضمت سلسلة من الموضوعات التي توحدنا والتي اقترحنا التركيز عليها كالاقتصاد والرياضة والفنون والاداب والمعمار والعلوم والاطفال والشباب والمدارس الابتدائية والمتوسطة ومحاربة الارهاب والطعام والتاريخ المشترك وسلسلة من الموضوعات الاخرى التي قد لا يختلف عليها اثنان. في10/1/2012 كتبت افتتاحية بعنوان “قتلتنا السياسة.. والاقتصاد حل؟”، ارى فائدة اعادة نشرها بالنص لتعميق هذه الاتجاهات واستثمارها لتحقيق الصالح العام:
[“كتبت قبل 30 عاماً مقالاً بعنوان “بين مفهومي الجاه والملكية”.. مبيناً موقع الجاه (وقمته السياسة، اي الدولة) تاريخياً في امتلاك القدرة والملك والثروة.. والجاه حسب ابن خلدون “هو القدرة الحاملة للبشر على التصرف فيمن تحت ايديهم.. بالاذن والمنع، والتسلط بالقهر والغلبة.. وان الجاه متوزع في الناس ومترتب فيهم طبقة بعد طبقة، ينتهي في العلو في الملوك الذين ليس فوقهم يد عالية”. تحليل من القرن الرابع عشر الميلادي، لدور الدولة والسياسة في الاستيلاء على ما عداها.. فشهدنا استيلاء السلاطين وارهاق النشاطات بنفقاتهم.. وتوسع البذخ والانفاق.. وجيوش المرتزقة.. والاقطاع العسكري، وتراجع النظم الصحيحة للارض.. وبالتالي الزراعة. وتراجع المهنية، والحرفة، والنقابة، ونظم العمل..وبالتالي الصناعة. وتراجع نظم التعامل والاسواق، وازدياد “رواج الفلوس” (التضخم)، و”غلاء الاطيان” (التكاليف)، بتعابير المقريزي.. وتراجع التجارة.. وكنتيجة تدهور دور الافراد والجماعات في المكاسب والثروات وترويج العلوم والمعارف والاداب والمدارس والفنون.. كمؤشرات لتراجع حضارة عظيمة كانت الاولى يوما ما.
اما حديثاً فنواجه مشكلة مشابهة وهي سيطرة السياسة.. لاسباب منها الهيكلية العالمية للاقتصاد ومصادر القوة.. واعتمادنا على النفط.. والاندفاع لبناء الجيوش للدفاع عن مخاوف قادت اليها الخارطة السياسية الاقليمية والداخلية، بعد حربين عالميتين.. مما جعل اعدائنا -الحقيقيين او الوهميين- اكثر من اصدقائنا. فالنظرية تقول ان السياسة بنية فوقية ونتيجة.. وان الاقتصاد والاجتماع هو المحرك الحقيقي للمجتمع وبنيته التحتية.. وهو الذي تتكيف معه السياسة وتخدمه.. وهذا صحيح في معظم الرؤى الجدية.. فالاسلام جعل الدين المعاملة بكل اوجهها ونشاطاتها الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية.. والرأسمال يقود ويتحكم في التجربة الليبرالية.. والطبقة العاملة والفلاحين هي التي تفرز الحزب الذي يقود، نظرياً على الاقل.
لاشك ان تقدم السياسة على حساب الاقتصاد والاجتماع (بكل فعالياته) هو احد اهم مشاكلنا. ولعل دورة التخلف والعنف التي تتجدد لدينا تعود للاولوية –واحياناً الاحتكار- التي احتلتها السياسة.. فتقدمت الدولة وتراجع المجتمع.. وتقدمت السياسة والاحزاب والمؤامرات والانقلابات، وتراجع المواطن والجماعة والارض والمصالح والشركات والاسواق وتراكم المكاسب ورأس المال وخبرات العمل.. فنحن مجتمع يقف بدون قاعدة، او نحن هرم يقف مقلوباً على رأسه.. وهو ما يسبب الاهتزازات المتكررة.. ويجعل السياسة غاية الجميع يستولون على جاهها وقدراتها دون اهتمام بواجباتها ودورها ومكانتها.. وما لم نعد الامور لنصاباتها ومواقعها، فلا نحلمن باصلاح اقتصادي واجتماعي، بل وسياسي ايضاً.”]

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
29°
28°
Fri
29°
Sat
الافتتاحية