Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

“الصهيونية” عدوان بقفازات.. و”داعش” عدوان بدونها

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:41 - 05/12/2016 - عدد القراء : 1730

كتبت بالامس افتتاحية بعنوان “الحركة الصهيونية اخسرت العراق يهوده، وخسر اليهود العراق”، وكان الهدف تمييز الظلم عن محاولات الكلام عن “هولوكوست” في العراق. ولاشك ان سياسات خاطئة وثقافات متهاوية في صفوفنا ساهمت باعمال بشعة بحق اليهود العراقيين، واكثر منها بكثير ضد الشيعة والسنة والكرد والتركمان والمسيحيين والازديين والصابئة والفيليين والشبك وغيرهم. لكن المسؤولية الاولى فيما يخص اليهود تقع على “الحركة الصهيونية”، التي تغذي التطرف والاعتداء لديهم، وفي صفوفنا ايضاً. مما تطلب ويتطلب التصدي. والذي لن يستقيم الا بفصل الصهيونية عن اليهود واليهودية عموماً. ورغم ان “الصهيونية” انطلقت من قيادات غير دينية عموماً (هرتزل مثالاً)، لكنها عبئت مشاعر اليهود المشبعة بالاضطهاد ومآسي التطهير التي عاشتها اوروبا طويلاً، مستخدمة نصوصاً دينية. وهدفنا الانتباه للمخاطر. مع تأكيدنا المتكرر، ان نظمنا وقوانا السياسية وانماط تفكيرنا كانت وما زالت بعيدة عن التقاط مراكز القوة والقدرة والتوجهات الصحيحة في الازمان المعاصرة، داخلياً وعالمياً. فهناك تفكك بين شعوبنا وبلداننا، وضعف في مناعاتنا، وازدياد الصراعات بيننا، وتراجع في قدراتنا، وازدياد الهوة بيننا وبين مركبة العصر. وما لم نعد ترتيب اولوياتنا، ونتخلص من ترهات افعالنا، وتهافت تفكيرنا، فسنغري الاخرين بنا اكثر فاكثر. فنحن نصارع على ما نختلف عليه، حتى مع الاقرب الينا، ولا نبني ونطور المشتركات التي تجمعنا، ونعالج الخلافات او نحيدها على الاقل. وهذا يتعلق بالقوى والمكونات والشعوب والدول والمؤسسات، اقليمياً ودولياً.

فما دامت “الصهيونية”، وقادتها يتمسكون بالتفسير المتطرف للتوراة، فلابد من التحصن والمواجهة. فعدوانهم وفتنهم تمتد الينا. ففي “التوراة” يجد المرء ٣ تعاريف لجغرافيا “ارض اسرائيل”.. تفسيران في الاصحاح 11:24 والاصحاح  1:4وغيرهما، ويتضمنان مساحات جغرافية اصغر. اما الاخطر فهو الوارد في سفر التكوين الاصحاح 15:18-21 والذي يقول: “في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقاً قائلاً: لِنسلِك اعطي هذه الارض. من نهر مصر الى النهر الكبير، نهر الفرات. القينيين والقنزيين والقدمونيين والحثيين والفرزيين والرفائيين والاموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسين”.. وهذه الاقوام والاراضي تعني بجغرافيتنا الراهنة، فلسطين ولبنان وسوريا والاردن والعراق ودول الجزيرة، ومعظم تركيا.

سيقولون هناك اليوم حل الدولتين، وان “اسرائيل” هزمت على يد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وان اعمالها باتت مستهجة عموماً، وان اعترافاً عالمياً بدولة فلسطين يتعزز يوماً بعد يوم.. وهذا كله صحيح، وهذا سيكون مآل اي تطرف او عدوان. لكن التهديد لم ينته بعد. فها هي منطقتنا بكل شعوبها العربية والكردية والتركية والفارسية وغيرهم، تزداد تفككاً. وتغري نزعات الاعتداء علينا. فيتكلمون عن “هولوكوست” عراقي ويثيرون ملفات، يحمّلونها اعبائها، وهم اول المسؤولين عنها. ويروجون لمغالطات كبيرة، ويكيلون بمكيالين. فاسرائيل تضغط بوسائلها المتعددة، لالغاء آيات “الجهاد”، وهذا امر مستحيل.. فالقرآن نص منزل. ما يبريء ذمتنا هو الوقوف امام التفسير الخاطىء “للجهاد” ومواجهته بالفهم الصحيح الذي لا يعتدي ولا يقبل العدوان. فدفعنا وندفع الثمن مع المحرفين والمتطرفين من قومنا. بالمقابل لا نطالب بالغاء نصوص توراتية حول “الارض الموعودة”، بل سحب عدوانيتها وتطرفها، والعودة للمواقف اللاعدوانية، والتي حسب فهمنا تتبناها بعض المدارس اليهودية الاصولية.

في ١٩٣٧ اقترحت لجنة بيل Peel Commission   تقسيم فلسطين بانتهاء الانتداب. وفي ذلك العام كتب “بن غوريون” لولده بان التقسيم سيكون مقبولاً، ولكن كخطوة اولى. يقول: This increase in possession is of consequence not only in itself, but because through it we increase our strength, and every increase in strength helps in the possession of the land as  whole, the establishement of a state, even if only on a portion of the land, is the maximal reinforcement of our strength at the present time and a powerful boost to our historical endeavors to liberate the entire country”.. وترجمتها: “لان زيادة ارضنا لن تكون لها نتائج بذاتها فقط، ولكن لان عبرها سنزيد من قوتنا. وان اية زيادة ستساعد في زيادة ممتلكاتنا من الارض ككل. وان تكوين دولة حتى على جزء من الارض، هو تعزيز مضاعف لقوانا في الوقت الحاضر، وتعجيل هائل لمجهوداتنا التاريخية لتحرير كامل اراضينا”. فهل تخلوا عن استراتيجاتهم، ام يتحينون الفرص؟ ويستغلون تفككنا وثغراتنا لتحرير “الارض الموعودة”؟

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

Screenshot 2024-05-16 at 00.19.17

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
37°
37°
Mon
37°
Tue
الافتتاحية