Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

العراق.. والتيارات الصاعدة؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:19 - 05/06/2016 - عدد القراء : 2266

منذ بداية “الربيع العربي” وتصاعد الانتفاضات التي عمت معظم البلدان العربية، سقطت انظمة وتأسست اخرى، واندلعت حروب، وهاجر الملايين داخلياً وخارجياً، وما زالت بلداننا كمراكب تغرق ونحن نتنازع دفتها ونتدافع على مقاعدها، وفي منطقة ما زالت بحراً هائجاً مائجا لم يجد لنفسه مستقرا بعد. “الاسلاميون” و”اليساريون” و”القوميون” و”الليبراليون”، و”اللامنتمون” لكل منهم مشروعه.. فالكل يريد ان يكون بديلاً للانظمة القديمة ولخرائط سايكس. والكل ينأى بنفسه عن الاخطاء والمسؤوليات ويحملها على غيره. فاين نحن والعراق من ذلك كله.. وهل نبقى نردد ذات العنعنات، ونفكر بذات الاساليب التي برهنت عن خطلانها وفشلها، ام ما زالت لدينا القدرة على التصحيح والتجديد وبناء انظمة الحقوق والانصاف والتوحد والتقدم، والاعتراف حقاً وحقيقة بالاخر، وتحصين بلداننا وشعوبنا مادياً ومعنوياً.. ونتحد داخلياً وخارجياً ونضع كل الامكانيات لمحاربة “داعش” وطرده، كما نفعل اليوم في الفلوجة، وغداً في الموصل باذنه تعالى، والتعامل مع السكان وفق توصيات المرجعية، لنطفىء نار الفتنة الطائفية والاحقاد المتوارثة، فان لم نفعل ذلك فان الارهاب والعنف سيستمران.. وستستمر الفوضى والانقسام والطائفية والاثنية والصراعات والفساد والظلم والاعتداءات، وستتقدم بقية الامم وتزداد الهوة بيننا وبينها.. فان حققنا خطوة للامام فانهم يحققون عشرات الخطوات، فما بالك ان كنا نتراجع.في 26/1/2012 كتبت الافتتاحية بالعنوان اعلاه، رأيت مفيداً اعادة نشرها كما هي دون تغيير:
[“كم سريع مر 2011.. فما ان اندلعت الانتفاضات الا وانتشرت لعموم العالم العربي.. لم تتعداه، فالمشكلة هي في الانظمة العربية ومنظومتها.. فتهاوت انظمة. وتنتظر اخرى.. فالتغيير حقيقة وسيشمل الجميع، قسراً او مطاوعة.
سيمر 2012 بسرعة ايضاً.. وما يبدو بعيداً اليوم سيصبح واقعاً غداً.. فرغم التطورات المحيطة والعالمية، لكن الانظمة العربية ومنظومتها بقيت تتأرجح بين سيء واسوأ.. بين الاستبداد والطائفية.. وشعارات محاربة الاستعمار والصهيونية والخضوع لشروطها.. والاسلاموية والعلمانية .. والقومية والقبلية.. فعجزت من بناء منظومة فاعلة تنبض بالحياة تواكب تطورات العصر.. والاهم متطلبات الجماهير بمختلف تياراتها وشرائحها. فهل ستنجح التغييرات لترسيخ انظمة تتجاوز الماضي.. ام سترتكز على عقده، لتبني لنفسها عصبيات وذرائع تعفيها من تحقيق المصالح العليا للمواطن والوطن. وهل ستعتمد الجد والمسؤولية، ام ستستهلك نفسها وشعوبها في تهييج الجموع وخداعها. فترتد، وتعود الفوضى والازمات والحروب الداخلية والخارجية لتصبح عودة المستبد “العادل” ضرورة ومطلباً. وهل سيأخذ المجتمع حقوقه ليصبح الاساس، والدولة في خدمته.. وهل ستتطور اقتصادياتنا واجتماعياتنا وانظمة تعليمنا وصحتنا ومناهج علومنا لنستعيد انسانيتنا ومبادرتنا وثقتنا بانفسنا.. وهل ستترسخ تجربة الانتخابات لتصبح الديمقراطية تقاليد واخلاقيات ام مجرد غطاء للتسلط وتجديد السلطة لمن يمسك بمقاليدها، لا يتزحزح الا بموت او ثورة بعد عقود من المعاناة. وهل ستصبح حقوق المواطنة والانسان حقائق يومية ام ستكون مجرد وعود وتقارير كاذبة لاقناع مؤسسات الرأي على نظافة سجلاتنا، رغم السجون والمعتقلات والاغتيالات والتعذيب وانتزاع الاعترافات وعصابات الموت. وهل ستقوم منظومة اقليمية قوية -كما في اوروبا وشرق اسيا وامريكا- يمكن ان تحتوي خرائطنا وتبايناتنا في اطار وحدتنا ومحيطنا الاكبر.. فلا تضعفنا وتجزأنا تعددية الالوان -فنتفجر ونضحي بكل شي لابسط خلاف-  بل تجمعنا في حزمة من التنوع والتكامل والمصالح والامور المشتركة.
كثيرون يدفعون شعوبنا لتكرار الماضي، من استبداد وفتن وجهل وفقر واقتتال.. فهل استعد العراق لينآى بنفسه عن ذلك.. وليضع نفسه في التيارات الكبرى.. والتيارات الصاعدة حيث المبادىء السامية والتواصل البشري الاوسع، والمحيط الاقليمي والعالمي المتعاون.. وحيث نمتلك رصيداً حضاريا وتاريخياً يسمح لنا بان نحتل المكانة المرموقة بين الامم وحركة العلوم والحقوق والحريات ورفع الظلم والاستبداد.. ام يراد لنا ان نجدد المآسي التي تقنع نفسها انها منتصرة على صعيد الايام والشهور، لتجد نفسها الخاسر الرئيس على صعيد السنين والعقود.”]

نبارك للجميع حلول الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، كما نبارك لهم الانتصارات في الكرمة والصقلاوية والفلوجة، وفي الموصل وغيرها باذن الله.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

Screenshot 2024-05-16 at 00.19.17

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
38°
37°
Mon
37°
Tue
الافتتاحية