Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

العشائرية.. ما لها وما عليها

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:01 - 26/04/2017 - عدد القراء : 2168

العشائرية جزء طبيعي من رابطة الدم والرحم، المحتفظة بقوتها، خصوصاً في البلدان الاسيوية والافريقية والامريكية. فالعشائرية –عند انحرافها- ستبدو حاجزاً امام التقدم، وعصبية ضيقة امام انتماءات اوسع، لكنها تمثل بالمقابل منظومة وحاضنة ايجابية للفرد والجماعة والمجتمع. فهي بالمعنى الاخير تنمو وتتطور، خصوصاً عند تفكك نظام الانتماء والحماية الحقيقيين. فجعلت كثير من الدول العشيرة جزءاً من قواها ومنظوماتها الاجتماعية والامنية والاقتصادية والثقافية والتقليدية. وفي العراق كانت العشيرة عموماً احدى قوى الاستقلال والوطنية ومحاربة الاستبداد والظلم والارهاب و”داعش” وابقاء جذوة الوحدة الوطنية ورفض الطائفية، رغم كل محاولات الاستغلال المعروفة.

وبسبب ضعف القانون وانتشار الجهل والادعاءات، وفقدان العشيرة للقاعدة الاقتصادية والاجتماعية لجماعاتها وافرادها، نمت ممارسات شاذة، تلعب دوراً سلبياً يسيء للعشيرة قبل غيرها. واول من يجب التصدي، هم رجال العشائر الشجعان، الذين ارتهنت صدقيتهم وموقعيتهم دائماً بمعايير المروءة والاخلاق والدفاع عن الدين والقوانين العادلة، ورفض العيب وظلم الاخرين. وان توجيهات المرجعية الدينية العليا بلسان سماحة الشيخ الكربلائي في خطبة الجمعة (21/4/2017) واضحة نلخص اهم فقراتها، لتعميمها وأهميتها:

تمثل العشائر “مجموعة كبيرة في القيم النبيلة والمبادىء السامية والاخلاق الرفيعة. لكن في نفس الوقت برزت مجموعة من الممارسات والاعراف والتقاليد التي تتنافى مع الشريعة الاسلامية والقوانين النافذة”.. “ولها تداعيات خطيرة وذهاب هيبة القانون والمجتمع الذي لا يمكن له ان يتطور ويرقى دون الاحترام للقانون”.. ومن الممارسات الفصل العشائري، اذ “حددت الشريعة مقادير معينة للديات.. ولكن بعض العشائر تفرض احياناً مقداراً اعلى بكثير من المقدار المقرر”.. وكذلك “تجاوز الشرع والقانون في  التصدي للقصاص، وايقاع العقوبة بالقتل في جرائم بالقتل ليس عقوبتها بذلك. فقد يقوم شخص من العشيرة بالقصاص لمتهم بالقتل العمد، دون ان تثبت جريمته في محكمة صالحة، او يقوم فرد من العشيرة او من العائلة بقتل شخص من عائلة الجاني او من عشيرته معتبراً ذلك تنفيذا لما يستحقه من العقوبة على جريمته. في حين ذلك ليس من صلاحيته ولا يجوز له.” ومنها فرض “النهوة”، بقيام “ابن العم بمنع زواج ابنة عمه من خاطب اخر، ثم تجبر على الزواج منه.. وهذا ظلم بيّن وعلى خلاف الشرع الحنيف. فليس لاحد ان يجبر الفتاة على الزواج ممن لا تريده.. وليس لاحد ان يمنعها من الزواج ممن ترغب فيه ويوافق عليه اهلها. ومن المعيب حقاً ان نجد في عشائرنا الى اليوم حالات من هذا القبيل. لقد ان الاوان للقضاء نهائيا على هذه التصرفات اللااسلامية واللاانسانية”.. او فرض ” الجلوة” (اجلاء) وهي الحكم على شخص او مجموعة عوائل بالنفي من منطقة سكناهم لمدة مؤقتة او طويلة لكون احد الاشخاص من عائلتهم او عشيرتهم قد ارتكب جريمة معينة. وهذا ايضاً ممن لا اساس له حقاً او شرعاً. وقد تقتضي المصلحة العامة ان لا تسكن بعض العوائل منطقة معينة مدة محدودة لدرء الفتنة، ولكن يلزم ان يكون ذلك وفق الاجراءات القانونية.”.. كما يلجأ البعض لـ”القصاص من البريء بجرم شخص من عشيرته. فقد يقتل شخص من عشيرة شخصاً من عشيرة اخرى، فيقوم الطرف الاول بقتل احد اخوة او احد افراد عائلة الجاني او مجموعة من الابرياء من العشيرة الثانية. هذا اعظم الظلم واشده عقاباً عند الشارع المقدس.”.. وكذلك “التفريط بالحق الشرعي لورثة المجني عليه، حيث يتصدى بعض الاشخاص -لوجاهته الاجتماعية او لغير ذلك- بالضغط على اولياء المقتول لاسقاط جزء من الدية المستحقة شرعاً لورثته، من دون رضا اصحاب الحق. وفي حالات كثيرة يكون فيهم قصّر، ليس لاي شخص اسقاط شيء من حقهم حتى لجدهم واخوالهم واعمامهم”. واخيراً وليس اخراً “الاسراف والتبذير في الاطعام في مجالس الفاتحة وغيرها.. واطلاق العيارات النارية في المناسبات والاجتماعية من الاحزان والافراح”..فـ”لابد من الرجوع الى الشرع الشريف ورعاية القوانين النافذة، بالاضافة الى العمل على زيادة الوعي العام حتى تتسع دائرة رفض هذه الممارسات الضارة وعدم الاستجابة من قبل ابناء العشائر قبل غيرهم لمن يصر على الاستمرار عليها”

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
22°
21°
الأربعاء
25°
الخميس

استبيان

الافتتاحية