Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

القناة البحرية ممكنة بمراحل

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:57 - 18/10/2017 - عدد القراء : 11860

وردت تعليقات واستفسارات على افتتاحية الاحد الماضي “قناة العراق البحرية.. رسالة مفتوحة الى السيد وزير الموارد المائية”. فكتب معالي الوزير الدكتور الجنابي: “مشروع عظيم وانا اتبناه وسبق لي الاعلان عن دعمي لفكرتكم هذه، وناقشتها بصورة اولية مع السيد رئيس الوزراء.. نحن بحاجة الى توحيد رؤانا وجهدنا لتحقيق هذا المشروع، وانا جاد في طرحها على المعنيين وسنتحدت قريباً عن المشروع بتفاصيل اكثر.. راجياً تقبل تقديري العالي”.. شكراً للسيد الوزير، وللاكاديميين والرسميين والاعلاميين الذين تقدموا بشروحات ووجهات نظر كثيرة، ستساعد حتماً في تحسيس الراي العام والمسؤولين.

يتسائل البعض عن هدف المشروع؟ امكانية تنفيذه؟ والاضرار الجانبية؟

  1. عدا المناخ والنقل والاهداف الزراعية والصناعية والسياحية وتحلية المياه، وغيرها، فان الرؤية الاستراتيجية تبقى الاهم. فجبهتنا البحرية ضحلة وضيقة، عرضها يزيد قليلاً عن 30 كم، ومصادر مياهنا هي الانهار التي يتحكم بها غيرنا او الامطار الشحيحة في نصف البلاد ومعدلها 100ملم واقل. ولابد من فك هذا الاختناق وشحة المياه، وبعض الوسائل: أ) الدخول للمياه العميقة، كمشروع “ميناء العراق الكبير” الذي يقوم على طمر المياه الضحلة وانشاء شبه جزيرة اصطناعية وصولاً للمياه العميقة.. وهو ما طرحته في 2004 شركات كبرى بتمويل يعتمد رسوم نقل النفط التي ندفعها اصلاً، وايدته اللجنة الاقتصادية الوزارية وقتها.. ب) والقناة المقترحة لادخال البحر الى الصحراء الجنوبية والغربية.

لا تسمح المياه الضحلة في موانئنا غير النفطية الحالية سوى بغاطس لا يتعدى 8م، بينما المقترح ان يكون غاطس القناة 14.5م، مشابهاً لميناء “مبارك”.. ليتسنى دخول سفن تزيد 2-3 ضعف الحمولات الحالية.. وانشاء مرافىء عديدة، للتجارة الداخلية والترانزيت.

  1. يتوقع قريباً وصول انتاج النفط في الجنوب والوسط فقط لاكثر من 5-6 مليون/برميل/يوم.. وسيحتاج توفير “الضغط المكمني” الى 12-18 مليون/برميل/يوم من المياه، اي حوالي 2-3 مليون/متر/مكعب/ماء/يوم. وقبل سنوات، تكفلت “اكسون موبل” بتنفيذ “مشروع ضخ مياه البحر” بحوالي 8 مليار دولار، ثم انتقل لغيرها، وما زال معلقاً. فالعراق بحاجة، للمياه وليس المياه الحلوة فقط.

امكانية تنفيذ المشروع؟

  1. ستعتمد الامكانية على الدراسات والهمم الشجاعة والجدية والمبدعة وغير الجامدة والرتيبة . تحتاج الى نفسيات تجمع بين الروح السومرية/الاكدية/البابلية/الاشورية/العباسية/الاسلامية/ العراقية الاصيلة التي تستطيع تحقيق ما كان اجدادنا يحققونه من منجزات عملاقة، وبين الروح التجديدية التي تستثمر لاقصى الحدود الانجازات والمعرفة العلمية المعاصرة.
  2. تبعد بغداد عن شمال الخليج 500-550كم، وارتفاعها عن مستوى البحر 32م… فمعدل انحدار الارض لكيلومتر واحد هو 6سم تقريباً. وعليه فان حفر مرحلة اولى لقناة بطول 100كم شمال الخليج بغاطس شبيه بـ”مبارك” سيكون بحدود 21م (15+6=21)، وهذا ليس بالامر المستحيل.
  3. اشارت ابحاث رصينة، ان “بحر النجف” المرتبط بـ”الرزازة”، وبالتالي بالحبانية والثرثار، كان يرتبط بالبحر عبر النجف والسماوة واور والبصرة. ويصل مستوى قاع “بحر النجف” 16م فوق مستوى البحر.. ويكشف تحليل التربة وجود ترسبات ساحلية Beach او قرب ساحلية (راجع أ.م.د. سرحان الخفاجي، و أ.د. محسن المظفر، وغيرهما)، مما دفع الدارسين الاجانب والعراقيين للاستدلال عن ارتباط قديم بين البحر وهذه المناطق. فللمشروع اسس ومقومات، وهناك مشاريع في المنطقة والعالم اكثر تعقيداً وكلفة.

اما الاضرار الجانبية؟ فيقدر خزين المياه الجوفية بحوالي 16 مليار متر مكعب، والمتجدد سنوياً بحوالي 4 مليار.. ولابد من الحفاظ عليها وزيادتها. اما القناة فيمكن ان تكون مصدراً اضافياً للامطار وتخفيض الحرارة بل وتقليل الملوحة. ففي بحيرة الرزازة هناك عيون مالحة ومنها بحر الملح، بنسبة 5000-18000ppm حسب المناسيب.. وحرارة المياه 19، 31 درجة في نيسان واب على التوالي.. وتبلغ نسبة التبخر في منطقة “بحر النجف” و”الرزازة” (1.5-2) سم/مكعب من مساحة السطوح المائية في اليوم الواحد.. وبحسابات بسيطة ستتبخر من القناة طبيعياً مئات ملايين الامتار المكعبة سنوياً، مما سيزيد الامطار ويخفض الحرارة ويقلل معدلات الغبار، الخ. فهناك ايجابيات وصعوبات وسلبيات.. والامر متروك في النهاية لاصحاب الاختصاص والهمة العالية.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
19°
21°
الأربعاء
25°
الخميس

استبيان

الافتتاحية