Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

المرجعية.. امام ازمة النظام، وازمة الطبقة السياسية

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:33 - 10/02/2016 - عدد القراء : 861

قالت “النجف” كلمتها الجمعة الماضية.. ولسان حالها يقول، اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب. وقناعتنا ان المسألة ليست انكفاء او ابتعاد كما يقول البعض، بل هي منهج واسلوب خطاب وطريقة عمل. فالمكانة الدينية والواجبات الشرعية “للنجف الاشرف” الزمتها، في اصعب الظروف وادقها، باتخاذ الموقف الاعلى مسؤولية والاكثر دقة ووضوحاً في اية قضية من قضايا الامة. بحيث لا يمكن لجهة او طرف او شخص ان يزايد ويقول، انه كان له موقفاً مسؤولاً وفاعلاً ومؤثراً في النتيجة النهائية من سير الاحداث، كما كان “للنجف” الاشرف. فالقضية ليست قضية كلام.. او شرح او جدال.. بل هي تشخيص الموقف الصحيح في الظرف المحدد، وتوجيه الخطاب للجهة او الجهات صاحبة العلاقة المكلفة ايضاً للقيام بواجباتها لحل الاشكالات موضوعة البحث. فلا يوجد سكوت، او ابتعاد.. فلقد اشير لكل شيء.. وقيل كل شيء للشعب عامة، ولمن تعنيه هذه القضايا خاصة.. وان البقاء في دائرة الكلام وتكرار المطالبات، سيكون خطاباً خاطئاً يجب ان لا نتوقعه من “النجف الاشرف”، بعد ان بلغّت وانذرت، والان على الاطراف الموجه لها الخطاب ان تقوم بدورها.. وان لا تتنصل عن مسؤولياتها الشرعية والوطنية، وتترك “النجف” تتكلم وتتكلم وتتكلم، بينما تستمر (الاطراف الموجه لها الخطاب ونحن منها) على سكوتها العملي واجراءاتها المبتورة، وسلوكياتها غير الجدية او المتكاملة لحل ازمة البلاد. فلقد تلقينا جميعاً كل الدعم المطلوب من “النجف الاشرف”، وانها لا تستطيع القيام بواجباتنا.. ولا تستطيع اصلاح حالنا، ان لم نصلح نحن حالنا.. ويجب ان نعترف اننا، كطبقة سياسية، ان كنا نجحنا في اشياء، لكننا فشلنا في القضايا الاهم.. وان على الجميع من مجلس نواب وحكومة وقضاء ومحافظات ، وكذلك من قوى سياسية وشخصيات وقيادات ان يراجع نفسه ويتحمل مسؤولياته، بالعمل الجاد المثمر في اطار ظرفنا المحدد، وقدراتنا المعروفة، وليس بالشعارات والاوهام والكلام المزايد والمثير لمزيد من الفتنة والانقسام وعرقلة وتعطيل الشؤون العامة.
لدينا في البلاد ازمة نظام تتطلب اجراءات جذرية وجريئة لاصلاحها. وهو ما كان يجب القيام به بعد 2003 لحل ما تراكم قبله ولتحصين ما بعده. فليس من الطبيعي ان يتعايش نظامان متناقضان في آن واحد. فبنية الدولة وسلوكياتها وثقافتها وقوانينها وتشريعاتها وتعليماتها قائمة في جوهرها على المنظومة التي افرزت الازمة اساساً.. بينما الحل هو بالخروج من المنظومة القديمة التي قادت البلاد الى ما قادت اليه.. والدخول في منظومة جديدة لها ديناميكياتها، ومنطقها، وحلولها المتكاملة، بما في ذلك احتواء الماضي للمضي قدماً الى الامام. فان لم نقم بذلك فلن نجني من عناصر قوة القديم، ولن نقتدر بقدرات الجديد.. بل سنعيد انتاج اخطاء وازمات وعوامل ضعف القديم، ونضيف عليها اخطاء وازمات وعوامل ضعف الجديد.. وهو ما يحصل حالياً. ولعل الاخطر من ذلك اننا -كشخصيات وقوى سياسية ومؤسسات رسمية مسؤولة عن إحداث هذه النقلة- نسينا ذلك كله، ولم نبرهن لحد الان اننا قادرون على ذلك.. ونسينا تضحياتنا وواجباتنا، وانجررنا بارادتنا او بضغط الظروف، للانشغال بحروب المواقع، والدعاية والدعاية المضادة، والركض وراء مكاسب صغيرة ومبعثرة هنا وهناك، والسعي للفوز بالانتخابات لننسى لاحقاً الشعارات والوعود، فنساهم بوعي او بدون وعي، في ادامة الازمة، بل والتعيش عليها، لا يبرر ذلك التضحيات والنجاحات الكبيرة، منظوراً اليها بعين التاريخ.
علينا جميعاً ان نفكر جدياً بالخطاب “الذهبي” الذي وجهته “النجف الاشرف” من منبر صلاة الجمعة في كربلاء المقدسة.. فهناك مرحلة قد انتهت، وطبقة قد شاخت، ولا عيب من الاعتراف بذلك.. لذلك نقف امام خيارين، يجب الاختيار بينهما سريعاً.. اما ان نكون قادرين فعلاً على مغادرة واقع ومنطق الازمة وتجاوز هذه المرحلة، لندخل في المسار الواضح للحل.. او ان نترك المجال لمن هم افضل منا.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
34°
34°
Wed
33°
Thu
الافتتاحية