Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

المرجعية خيمتنا ومنارنا.. معركة الموصل

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 2:00 - 12/07/2017 - عدد القراء : 1643

بسم الله الرحمن الرحيم

المرجعية خيمتنا ومنارنا.. معركة الموصل

كتب كثيرون عن دور المرجعية. بعضهم يهاجمها بسبب وبدون سبب.. وبعضهم يملي عليها مطاليبه ويريدها ان تكون طوع ارادته وتفكيره.. وبعضهم يتخذها غطاءاً لتنفيذ سياساته.. اما المرجعية فهي لا تتدخل الا عندما يعجز الاخرون، او يتنصلوا عن مسؤولياتهم، وعندما تتعرض الاوطان والانسان او الدين للخطر.. ولا تتدخل لمصلحة فئة او جماعة او مصلحة الا وميزانها العدل ونصرة المظلوم. فالمرجعية سابقة للدولة والحكومات وباقية بعدها ومستقلة عنها، لكنها حامية ومقومة لها.. والمرجعية بطبيعتها ممتدة في الزمان والمكان.. ولها مباني ومقاصد ابعد من الدولة والحكومات، لكنها تشجع المباني والمقاصد السليمة للدولة والحكومات والجماعات، لتحقيق العدل وكرامة واستقلال الوطن والانسان، وتمثيل ارادة الشعوب وتلبية مطامحها وحقوقها، ولكي لا تمس الثوابت الدينية والوطنية. لذلك اسقطت التجارب والحياة الكثير من الرؤى الخاطئة التي قيلت بحق المرجعية، وبقيت المرجعية خيمة يستظل بها الجميع ومناراً يحمي الاوطان والشعوب، ويسدد خطاها في الطريق القويم دون اية مصلحة ذاتية او شخصية سوى التصاقها بالحق، تدور معه اينما يدور. اعيد نشر افتتاحية 15/6/2014 بدون حذف او اضافة وعنوانها “الجهاد الكفائي للدفاع عن الشعب، كل الشعب”، وذلك بعد ايام من دخول “داعش” الموصل”، وهي تعكس دور المرجعية من حيث التوقيت والمضمون والتأثير والهدف.

[“في كل مرة يتعرض فيها العراق وكيانه للخطر تتصدى المرجعية وتعلن الموقف المناسب لمصلحة عموم الشعب، بعيداً عن الحساسيات والحسابات القصيرة والمواقف الفئوية.. وكأمثلة، سبق واعلنت الجهاد في 1914-1918.. ثم في ثورة العشرين.. ولم تكن الفتاوى لا في هذه ولا تلك تخص الشيعة فقط.. بل كانت دعوة لعموم الشعب لامر خطير لا تنفع بعده الندامة..  ففي الاولى وقف الشيعة مع العثمانيين ضد البريطانيين، فكانت دفاعاً عن بيضة الاسلام.. وفي الثانية كانت اولى الحركات واهمها لتأسيس الحكم الوطني وانتزاع الاستقلال.. وهما الحركتان اللتان شاركت بهما جموع الشعب من الكرد والسنة والمثقفين والعلماء وابناء العشائر.. الخ.

سيسجل التاريخ ان فتوى المرجعية اليوم هي لمصلحة السنة كما هي لمصلحة الشيعة والمسيحيين والعرب والكرد والتركمان وغيرهم.. فداعش والارهاب خطر يهدد الجميع، وان سكتوا كما يفعلون اليوم في الموصل تكتيكاً، فالكل مستهدف استراتيجياً.. فالمشاكل مع الحكومة -مهما عظمت بالنسبة للبعض- فهي تبقى قابلة للاصلاح، خصوصاً وان هناك اليوم الكثير من القوى المشاركة في العملية السياسية، ان لم نقل اغلبها، ممن يشخص الاخطاء ويضغط باتجاه الحلول المناسبة.. اما الارهاب وداعش فهو يقطع الرؤوس ويبقر البطون، ويرسل الانتحاريين، ويمارس القتل الجماعي.. فالمرجعية التي توصي انصارها ان لا يقولوا عن السنة اخوانكم بل انفسكم.. والتي تدعو للوحدة الوطنية لمحاربة الارهاب.. والتي قاطعت السياسيين للاخطاء المرتكبة، لا يمكنها بعد ان تجاوز الارهاب كل الخطوط، وبدأ يحتل المحافظات ويسيطر على الارض، الا ان تعلن اهمية اتخاذ موقف يتحد فيه الجميع من قوى شعبية وامنية للدفاع عن الوطن وحياة الناس.. فامام ما حصل في الموصل من انهيار امني، لم يعد من خيار لحماية الشعب والامة سوى اعلان “الجهاد الكفائي” لوقف الخطر ودحره.

نعم بيننا خلافات.. لكن عندما يتعلق الامر بمواجهة الارهاب وداعش ومن يقف خلفهم فنحن جبهة واحدة، وقلب واحد، ويد واحدة.. فمواقفنا تنظمها اولويات.. واولويتنا كانت وما زالت محاربة الارهاب.. ولقد كررناها مراراً وتكراراً بان لا عدو لنا في هذا الوطن لنرفع السلاح ضده سوى الارهاب والعنف والفقر والظلم.. دفاعاً عن الشيعة والسنة والكرد والتركمان والمسيحيين والازديين والصابئة والشبك، وكل ابناء الشعب بغض النظر عن تفكيره.. وممن ينحو للحياة المسالمة ولمصلحة العراق والعراقيين.”]

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
19°
27°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية