Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

النخبة والحركة الشعبية المطلبية

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 16:00 - 07/08/2015 - عدد القراء : 1772

ذكرنا مراراً انه من الخطأ النظر للتظاهرات كظاهرة تعطل المصالح وتسبب الارتباك والفوضى.. انها ستكون كذلك ان خرجت عن طورها وقادت الى التخريب والفوضى المجرد دون هدف يذكر.. لذلك، يجب حماية هذه التظاهرات من امرين وليس من امر واحد.. الاول ان لا تتعرض لاي اعتداء وان يترك للمتظاهرين حرية التعبير والرأي وايصال صوتهم ومطالبهم لكل ذي علاقة.. والثاني حماية مفهوم التظاهر والمتظاهرين من اي انحراف او استغلال ينال الحق الخاص والعام للاخرين.
لاشك ان المتصيدين بالماء العكر والمعادين للعملية السياسية سيستغلون هذه المظاهرات.. لكننا نعتقد ان موقف المرجعية، ثم موقف الحكومة ممثلة برئيس وزرائها قد اعطى للمظاهرات الغطاء الشرعي فيما يخص مشروعية المطالب وضرورة النظر اليها وعدم تردد المسؤولين في تنفيذ كل ما يمكن تنفيذه.. سواء ببذل جهود اعظم، او باعطاء بعض المسائل الاولوية على حساب مسائل اخرى اقل اهمية.. او بازالة العوائق كالبيروقراطية والفساد والتخريب، الخ.
ثنائية النخبة والحركة الشعبية المطلبية هي اساس العمل السياسي.. وللنخبة من قادة سياسيين وعلماء ورجال رأي واعلام ومفكرين من جهة، والحركة الشعبية بكافة شرائحها من جهة اخرى، مهام مختلفة، ان اختلطت، ولم يتحمل كل طرف مسؤولياته، ويعرف حدوده، فان العمل السياسي سيشهد فوضى وتخلف وتراجع بدل التقدم المطلوب. واجب النخبة تقدير الموقف وقواها المختلفة ورسم الاولويات والخطط وربط الاهداف المرحلية بالاهداف البعيدة.. فان انساقت كلياً وراء الحركة المطلبية فانها ستتخلى عن دورها.. وتصبح اسيرة التيارات المتدافعة في المجتمع دون اية قدرة على توجيهها او السيطرة عليها، او توجيهها بالاتجاهات الصحيحة.. بالمقابل واجب الحركة المطلبية هي الضغط باتجاه رفع اكبر قدر ممكن من الحيف والمحرومية.. وتحقيق اكبر قدر ممكن من الحقوق. ولكن للحركة المطلبية حدود وظروف.. فما يصح في وقت قد لا يصح في وقت اخر.. وما يتحقق في ظرف قد يصبح متعذراً في ظرف اخر. وهنا اهمية النخبة ودورها مع الحركة الشعبية المطلبية للتعاون معها وقيادتها، وهنا اهمية الحركة الشعبية مع النخبة في دعمها وتوفير القاعدة الجماهيرية لها.
وهذا كله يتطلب تقاليد عمل، وعلاقات مؤطرة تسمح بهذا التفاعل بين الطرفين. اما اذا تحولت الحركة المطلبية الى حركة احادية تقود الاحداث بدون نخبة او قيادة حقيقية ترتبط بها وتوجهها، واذا انفصلت النخبة عن جماهيرها واصبحت تفكر بمعزل عن واقع الجماهير ومطالبها وواقعها الحياتي.. فلا تعرف الحركة الشعبية حدودها وتصبح عرضة للاستغلال.. ولا تعرف النخبة مسؤولياتها ويصبح منطقها منطق تبريري يتهرب من مسؤولياته وواجباته المسؤولة عن وضع الحلول الحقيقية والجدية لتلبية المطالب المشروعة للجماهير.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
34°
36°
Fri
37°
Sat
الافتتاحية