Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

النفايات، الوجه الاخر لانماط العيش المعاصرة

الافتتاحية - 3:29 - 21/02/2018 - عدد القراء : 535

بسم الله الرحمن الرحيم

النفايات، الوجه الاخر لانماط العيش المعاصرة

ادخلت الثورات الصناعية والتكنولوجية، تطورات عظيمة لا يمكن انكارها، لكنها قادت وتقود الى دمار ومخاطر عظيمة ايضاً يمكن ان تهدد الحياة بمجملها. فدمار الاراضي والغابات والطبيعة والثروات المائية وتسلل عظيم في الطبيعة والبحار لمواد بطيئة التحلل، وتأثير ذلك على الظروف المناخية والتلوث والصحة العامة والمزروعات والثروة الحيوانية والسمكية، ونقص الاوكسجين وزيادة ثاني اوكسيد الكاربون، الخ له علاقة مباشرة بانماط الانتاج والاستهلاك والعيش المعاصرة. وان الاعلام والدعاية والتمظهر الاجتماعي والسينما والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي والدوافع الاقتصادية تساهم في معظمها، بالترويج لهذه الانماط واقتصادياتها ومآلاتها. وهذه كلها تضخ سلسلة من العادات والقيم تدمر الحصانات والوقاية والوعي اللازم. ستقلل حملات التوعية وتدوير النفايات شيئاً من اضرار الظاهرة، لكن جميع المعلومات تشير لزيادة مطلقة للنفايات واعمال الهدر والتلوث. والملفت ان الدول الغنية وطبقات الاثرياء التي تشتكي من مجتمعات الفقر وقلة الاهتمام بالنظافة، هي اهم منتج للنفايات والقاذورات والمواد الملوثة وغير القابلة للانحلال. الفارق ان الاغنياء في بلدانهم وخارجها، يمتلكون الوسائل والقدرات لازاحة النفايات والقادورات حيث هم، وهو ما لا تستطيعه لا الدول الفقيرة ولا الاحياء الفقير، فتتحمل عبء ترف الاغنياء، وعبء فقرهم وأنماط استهلاكهم الرديئة.

يقدر مجموع النفايات الصلبة التي ترميها المدن عالمياً بحوالي 3.532،252طن/يوم عام 2010، اي 1.3 مليار طن/سنة، وسيتضاعف لحوالي 2.2 مليار طن/سنة عام 2025، بمعدل 6.069،703/طن/يوم.. وسيزداد ما يرميه الفرد من نفايات من 1.2 كغم/يوم الى 1.42 كغم/يوم في عام 2025. وتبين الاحصاءات ان النفايات تتأثر بالتطور الاقتصادي، ودرجة التصنيع، والعادات العامة، والظروف المناخية. وبشكل عام كلما ازداد النمو الاقتصادي ودرجة العمران والغنى ومستويات المعيشة كلما ازدادت معدلات النفايات والمهملات.. وان المدن تنتج عموماً ضعف ما تنتجه الارياف. لهذا نجد ان 46% من النفايات تولدها الطبقات الغنية، و19% تولدها المتوسطة العليا، و29% تولدها المتوسطة الادنى، ولا تولد الطبقات الفقيرة سوى 6% من النفايات.

وفي مقارنة فيما بين دول “المنظمة الاقتصادية للتعاون والتطور” (OECD)، والتي تضم 35 دولة من اوروبا وامريكا الشمالية واسرائيل وتركيا واستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.. وبين بلدان افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية، فان بلدان OECD يرمون 44% من النفايات العالمية، بينما يتحمل بقية العالم الـ56%. وان معدل الفرد/كغم/يوم من نفايات المدن يختلف من منطقة لاخرى، فهو (0.45 منطقة جنوب اسيا)، (0.65 افريقيا)، (0.95 شرقي اسيا والباسفيك)، (1.1 شرق ووسط اسيا)، (1.1 امريكا اللاتينية والكاريبي)، (1.1 الشرق الاوسط وشمال افريقيا)، كغم/يوم، بينما هو (2.2) كغم/فرد/يوم في OECD منطقة.. اما الكميات طن/ يوم فهي: جنوب اسيا (192،410)، افريقيا (169،119)، شرقي اسيا والباسفيك (738،958)، شرق ووسط اسيا (254،389 وان 70% من الصين)، امريكا اللاتينية والكاريبي (437،545)، الشرق الاوسط وشمال افريقيا (173،545)، ومجموعه (  1.965،966 طن/يوم).. مقابل (1.566،286طن/يوم) بالنسبة الى OECD.. وان نفايات المدن عالمياً سترتفع من 3.532256 طن/يوم، الى 6.069705 طن/يوم عام 2025.

اما عراقياً، فسنتناول موضوع النفايات والتلوث وهدر المياه في افتتاحيات لاحقة، لكن الدراسات تؤكد التوجهات العامة اعلاه، فالمناطق الغنية تنتج نفايات اضعاف المناطق الفقيرة، والمدن اضعاف الارياف. ولاعطاء فكرة اولية، يقدر انتاج 31 الف طن نفايات صلبة يومياً في 2016، اي 11.1 مليون طن/سنوياً.. وفي بغداد بمفردها يتم انتاج 1.5 مليون طن سنوياً، وان ما يرميه الفرد فيها هو 1.4 كغم/فرد/يوم في 2016. وتشير دراسة اخرى للاعوام 2006-2010 ان ما كان يرميه الفرد في بغداد ارتفع من 0.63 كغم/فرد/يوم في عام 2006 الى 0.74 كغم/فرد/يوم في 2010. وهذا اقل من متوسط الشرق الاوسط المشار اليه اعلاه وهو 1.1 كغم/فرد/يوم. وحسب معدلات 2006، تؤكد دراسات ان المعدلات في المناطق الفقيرة كمدينة الصدر والكاظمية واطئة وهي 0.30 كغم/فرد/يوم، بينما هي 0.80 كغم/فرد/يوم في المنصور والكرادة.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
17°
21°
الأربعاء
25°
الخميس

استبيان

الافتتاحية