Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

النفط.. التكنولوجيا قد تتحول لعامل اساس لتقرير الاسعار

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:04 - 09/03/2016 - عدد القراء : 2201

ارتفعت اسعار النفط، وعبرت الثلاثاء حاجز الـ40 دولاراً، في صعود متسارع يعطي الانطباع بان الاسعار وصلت فعلاً للقاع وبدأت مجدداً بالصعود.. فانخفضت حفارات النفط الصخري 70%، وانخفض عددها في الولايات المتحدة من 1609 حفارة في تشرين الاول 2014 الى 392 حسب بيانات “بيكر هيوج” المتخصصة.. وهو المستوى الاقل منذ 2009. فظهور النفط الصخري كان عاملاً حاسماً في تجاوز الانتاج الامريكي 10 م/ب/ي، بعدما كان نصف هذه الكميات قبل سنوات قليلة. وهو ما طرح كميات كبيرة من النفط، قادت لانهيار الاسعار، خصوصاً مع ازدياد الخزين العالمي، وتراجع معدلات النمو في العديد من البلدان خصوصاً الصين.
قد تستمر الاسعار في الارتفاع، خصوصاً بعد دعوات “اوبك” وخارج “اوبك” لاجتماع قريب للسيطرة على الكميات المنتجة.. لكن الاسعار قد لا تصل الى معدلات الـ100 د/ب او اكثر، كما كان الشأن سابقاً. فالاغلب ان تغيراً جوهرياً قد جرى على معادلات الاسواق. فسابقاً لعبت “اوبك” العامل المقرر في زيادة وهبوط الاسعار.. وان “اوبك” اسست في بغداد عام 1960 لهذا الغرض.. واداتها في ذلك كانت دائماً تخفيض حجم الانتاج.. ففقدت حصصها في الاسواق، لمصلحة المنتجين من خارج “اوبك”.
قد يسجل التاريخ ان العشرين شهراً الماضية، او عام 2015  قد ادخل عاملاً حاسماً جديداً في المعادلات النفطية.. فلقد اخطأت “اوبك” واصابت في قرارها عدم خفض الانتاج المبكر.. ولقد اخطأ منتجو النفط الصخري واصابوا في تحقيق طموحاتهم. فالمقاومة التي ابداها المنتجون الصخريون كانت اكبر مما توقعته “اوبك” في اجتماعاتها نهاية عام 2014 فانخفضت الاسعار اكثر مما توقعوا وانهارت موازناتهم بشكل بات يهدد اقتصادياتهم.. كما ان صمود “اوبك” على اسعار تراجعت عن 30 دولاراً كان صدمة كبيرة للمنتجين الصخريين اضطر الكثيرين منهم لاعلان افلاسهم. فحقق كلا الطرفين شيئاً من رؤاهما، لكنه فشل في طرد الاخر تماماً.
قد يستخلص الطرفان بعد هذه المعركة الشرسة، ان النفط سيبقى حقيقة كبيرة في واقع الطاقة لعقود طويلة قادمة. فخلافاً لما كان يقال بان مصادر الطاقة البديلة ستطرد النفط، نشهد اليوم هوساً كبيراً لانتاج المزيد من النفط.. نعم ستزداد نسبة المصادر البديلة، لكن الحاجة للطاقة ستزداد في كل يوم، وسيحتفظ النفط بحصة كبيرة في سد هذه الحاجة، خصوصاً اذا ما دخل العامل التكنولوجي واستطاع ان يجعله اكثر صداقة للبيئة. والحقيقة الاخرى هي ان النفط الصخري لن يستطيع طرد المنتجين، خصوصاً في الشرق الاوسط، الذين ينتجون برميل النفط بخمس الكلف التي ينتجون بها.  بالمقابل لن يستطيع النفط التقليدي ان يقاوم عوامل التكنولوجيا التي ادخلها النفط الصخري والرملي او غيرهما من نفوط، ناهيك عن الكلام عن الطاقة البديلة والمتجددة الصديقة للبيئة. ففي سعر 50 دولاراً/برميل ستعود كافة الحقول الصخرية للنشاط، وسنشهد مجدداً ضغطاً نحو انخفاض الاسعار. الفارق هذه المرة ان كلف التكنولوجيا تكون قد سددت، كما ان مستوياتها تكون قد طورت.. وسيكون النفط الصخري او غيره اقدر على الصمود بحدود 30-40 دولاراً/برميل، او حتى اقل من ذلك، في دورات متعاقبة. فالتكنولوجيا تدخل هنا كعامل حاسم لتنظيم المعادلات والاسواق.. وهو ما استمرت في القيام به طوال القرنين الماضيين في تقدمها على الطرق التقليدية، ليس في النفط فقط بل في معظم المجالات الاخرى.
اولم تكن هذه المسارات هي السبب في انتصار الالة على العمل اليدوي في مجالات عديدة، والمجتمعات الصناعية والتقدم التكنولوجي على المجتمعات التقليدية التي تنام عادة على ما تتمتع به من خصائص طبيعية؟ فهل يدرك العراق المخاطر التي تحيق به خلال الفترة القصيرة القادمة؟ وهل تعلم الدروس من الازمة الراهنة، وهي ان البقاء في الاعتماد على النفط، دون استثماره الاستثمار الصحيح ودون تطويره، وكذلك البقاء عند الرؤى وانماط التفكير والعمل التقليدية هو خطر يهدده اكثر من اي خطر؟

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
22°
30°
Mon
29°
Tue
الافتتاحية