Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

الهجوم على مسجد “الروضة” في مصر.. جريمة جذورها خلط الارهاب بغيره

الافتتاحية - 0:30 - 27/11/2017 - عدد القراء : 458

بسم الله الرحمن الرحيم

الهجوم على مسجد “الروضة” في مصر.. جريمة جذورها خلط الارهاب بغيره

“داعش” نموذج مثالي للمنظمات الارهابية المعروفة التي تقتل المسلمين وغير المسلمين باسم الاسلام، والتي لم تتردد قبل يومين من استهداف مسجد الروضة في سيناء لتقتل وتحاصر بالنار مئات المصلين ولتترك مئات الشهداء ومئات الجرحى في واحدة من ابشع جرائمها، بتهمة صوفية المصلين. فإنا لله وإنا اليه راجعون. داعين العلي القدير ان يتغمد الشهداء برحمته وان يمن بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، وعزاؤنا لمصر العزيزة حكومة وشعباً واسر الضحايا والمصابين.

هذه الجرائم نعرفها جيداً نحن اهل العراق، حيث استشهد وجرح وخطف وهجر منا الملايين. وخلال سنوات طويلة لم يقف معنا كثيرون من الدول والقوى السياسية، بل حتى الشعوب.. بحجة انه صراع طائفي، او هي اعمال لمواجهة التفرد الشيعي او التدخل الصفوي والايراني، او باختصار مقاومة ضد الاحتلال. كنا نواجه بذلك من اقرب المقربين والاشقاء. فالاغلبية سقطت تحت تأثيرات التضليل او كانت لديها القابلية للاستماع للتضليل. وكمثال، وفي زيارة رسمية لمصر كنائب لرئيس الجمهورية يرافقني الاخ نوري البدران، وفي لقاء مع المرحوم عمر سليمان، وهو يومها الشخص الثاني في الدولة يقول لي.. “كيف تقبلون ياعرب العراق ان يؤذن للصلاة بالفارسية في البصرة” فقلت له “سيادة اللواء، هل يؤذن بالفارسية في طهران ليؤذن بالفارسية بالبصرة..؟”. وقس على ذلك.

ان اثارة اية موضوعة بجانب اولوية محاربة الارهاب، او التفكير بالاستفادة من الارهاب لاتهام الخصوم به او للتغطية على سياسات اخرى، هو اما خلل مناهج او مداهنة وتشجيع عملي للارهاب سيرتد على اصحابه. فكم من عناصر ومؤسسات في “مصر” غطت على قتل الاقباط والاجانب والمفكرين والمسلمين، وعلى السحل العلني لداعية كبير كالشهيد حسن شحاتة بحجة التشيع، فمهدت بذلك الايغال بدماء المصريين، كل المصريين. حذرنا من هذا النهج في صفوفنا ايضاً باتهام اي مخالف لنظامنا وادراجه تحت “4 ارهاب”، فلم نشجع بذلك سوى على انتشار الارهاب وسقوط المحافظات واعلان “دولة الخلافة”. ولقد بذلنا جهوداً شاقة للتحذير والشرح مع حكومات وقوى سياسية، في منطقتنا وخارجها، بان الخلط بين الخلافات السياسية والارهاب، وقبول التضليل والسماح لممارسات وفكر الارهاب المباشر، تحت مدعيات وحجج واهية، سيرتد على الجميع، بما في ذلك من يتساهل معه او يغطي عليه او يجعل معه شبيهاً تحت اية حجة او واجهة.

نشهد مؤخراً حملة جديدة/قديمة، امريكية/غربية/خليجية تلقى حماساً كبيراً من “اسرائيل” باطلاق تهمة الارهاب على اسماء وتنظيمات هي من اشد اعداءه، كايران.. و”بدر” و”الحشد الشعبي” و”حزب الله” و”حماس” و”الحوثيين” وقوى بحرينية وكردية، الخ. هذه سياسات خاطئة ومضللة وبعثرة للجهود لمحاربة الارهاب. فالخلافات السياسية مهما بلغت حدتها، يجب مواجهتها، او حلها، كخلافات سياسية بدون عناوين اضافية، بخلافه فان اي استخدام لمفهوم الارهاب لتغطيتها، سيساعد على نشر الارهاب، وسيرتد على اصحابه.

الارهاب ببساطة يعرف نفسه بنفسه.. فهو عدو لكل من يخالفه، ولا يبدي تأييده ودعمه ومساعدته. عدو ليس بالفكر والمناهج، بل باستباحة الدماء والقتل والافناء والعدوان، لتشمل المسلمين وغير المسلمين. فالارهاب لا صديق له سوى فكره التكفيري وعقده وامراضه.. وكل من يخالفه ولا يواليه، يستحق القتل والتنكيل والحرق وقطع الرؤوس وبقر البطون والدعس والدفن احياء والاسر دون اي اعتبار اخر. فهو واضح في مبانيه ومناهجه واساليبه، وخطوطه الفاصلة بينه وبين الاخرين واضحة. اما الاشكال الاخرى للخلافات والصراعات، وصولاً للقتالية والحربية فهي خصومات وعداوات معروفة تاريخياً، ولها اسبابها وشرعياتها وتحالفاتها ومناهج عملها وضوابطها وحلولها سواء بانتصار طرف او بالمهادنة والتفاوض والتعايش وايجاد حلول مشتركة.. وان خلطها بالارهاب انحراف خطير. وليس على المرء ليقتنع بذلك سوى ان يأخذ سجل اية دولة او قوة سكتت على الارهاب وداهنته وروجت له، ولو بشكل غير مباشر، ليرى ما حصل ويحصل لها لاحقاً.

عادل عبد المهدي

 

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
28°
27°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية