Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

الوفد الكردي.. حوار جاد، ام سد ذرائع

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:45 - 16/08/2017 - عدد القراء : 594

تستمر دعوات الاستفتاء، ولو باراء مختلفة، وسط ضغوطات كردية/عراقية/اقليمية/دولية، لتأجيلها اما بعد انتخابات البرلمان الكردستاني، او الحوار مع بغداد، او بطرح بدائل وضمانات. يمثل الوفد الكردي (بغياب تنفيذيين) الحركات الكردستانية، عدا “التغيير” و”الجماعة الاسلامية”. والتقى بالدكتور العبادي، ومعلوماتي (عند الكتابة) بان الوفد المشكل لمقابلتهم لا يضم تنفيذيين ايضاً.. وغياب التنفيذيين ثغرة في جدية الحوار.

  1. سألني يومها الاخ معد فياض (الشرق الاوسط) “هل هو زواج كاثوليكي بينك وبين الكرد.. قلت له لا.. قال الزواج الكاثوليكي يعني عدم الانفصال (بيني وبينهم). قلت له لذلك رفضته لان عدم الانفصال قد يعني البقاء بدون حب ومودة، بينما تربطني بالكرد مشاعر الحب وعلاقات المودة التي تتحمل الاختلاف والاجتهاد والصداقة الدائمة.”.. بداية العلاقات عام 1962 في سجن رقم واحد العسكري في معسكر الرشيد. وكنا في زنزانة مغلقة ممنوعين من الزيارات والاتصالات، وتجاورنا زنزانة فيها عسكريون اكراد (لا اعرفهم، ولا اعرف مصيرهم واسماءهم) حكم عليهم بالاعدام. ومن فتحة الباب الصغيرة، صرنا نرمي لهم رسائل، ينقلونها لنا للخارج، عند الزيارات. وتطورت العلاقة بالكرد في السجون والجبال والمدن والمنافي، وقامت بيننا وحدة مصير رغم اختلاف اللسان  والكثير من التوجهات. علاقات سهلة وميسرة بمواجهة المواقف الموحدة، وهي كثيرة.. لكنها صعبة ومعقدة باختلاف التوجهات، وهي كثيرة ايضاً.

ارى، ان النجاح، وتحقيق خطوة للامام، اساسه بناء الثقة والجمع بين الواقعية والمبدأية. فالطرفان وصلا لطريق مسدود في مواضيع، لكن الطرفين بحاجة لبعضهما، ويصعب سير احدهما دون الاخر. فبغداد بحاجة لتفهم ومرونة كردية للحفاظ على أمنها ووحدة اراضيها واستقرارها وتطورها، واربيل بحاجة لتفهم ومرونة من بغداد لتحقيق مطالبها المباشرة او بالبدائل البعيدة المطروحة. فتقرير المصير مبدأ صحيح يجب احترامه، لكن وحدة المصير حقيقة عليا خارج ارادتنا كشعوب متجاورة. وخطر الخطوات المتسرعة، لا يقل عن خطر تأخير الحلول.

  1. ستحتاج بغداد لرؤية عملية لحل المشاكل العالقة في مواضيع النفط والموازنة والمادة 140 والشراكة الحقيقية في القرار وليس في المواقع فقط، وان الاغلبية السكانية وديمقراطية الاغلبية لا تعني بالضرورة قرارات احادية تفرض على الاخرين.
  2. ستحتاج اربيل لرؤية عملية لان تطبق في كردستان وكركوك وغيرهما، ما تطالب بغداد بتطبيقه بحق كردستان من شراكة والتزامات، وان تطبق مع بغداد، ما تطلبه من بغداد، من احترام الشراكة والالتزامات والواجبات سواء في موضوعات النفط او الجبايات والجمارك والمناطق المتنازع عليها، والعلاقات الخارجية.. وان التوافق والشراكة يجب ان لا يعنيان في الصغيرة والكبيرة تعطيل كل شيء اذا خالف ارادة الشريك الاخر، والا سنفرض دكتاتورية الاقلية السياسية..
  3. سيحتاج الطرفان لرؤية لوحدة المصير وبناء المستقبل، ولتفكيك موضوعة الهوية السياسية من قوالبها الجامدة القديمة التي قد لا تعني سوى الاستبداد بالشعوب او التصادم والاستنزاف، كما حصل للدول العربية، ولجنوب السودان، وللهند وباكستان، وقبرص، وغيرها.. لبناء سياقات ورؤى جديدة فاعلة وعادلة.. وتفعيل حقيقي للدستور العراقي والفيدرالية واللامركزية.. دارسين تجارب الولايات والامارات الاسلامية تاريخياً.. والامارات العربية (7 امارات، مع صوتين غالبين).. وروسيا (22 جمهورية، 9 كراس -رابطة، او نسيج بالروسي-، 46  اوبلست -اقليم-، 3 مدن فيدرالية، 1 اوبلاست ذاتي، 4 اوكروك –مقاطعة- ذاتي).. والهند (29 ولاية، و7 اراضي اتحادية).. وسويسرا (26 كانتون كونفدرالي).. واذربيجان (10 اقليم اقتصادي، 66 ريون -شعاع لولايات سوفياتية سابقة-، 1 جمهورية ذاتية).. والصين (22 اقليم، 5 مناطق مستقلة –عدا هونغ كونغ وماكاو كنظامين لدولة واحدة-، 4 بلديات 2 منطقة ادارية خاصة).. والفاتيكان وايطاليا.. وامارة موناكو وفرنسا.. واندورا بين اسبانيا وفرنسا، وغيرها من تجارب يمكن ان تساعدنا حسب ظروفنا بحلول واقعية وتاريخية، بما يضمن المصالح والحقوق والوحدة المشتركة.

الوضع صعب ومعقد للطرفين.. والمشكلة ليست بين الحاضرين فقط.. بل مع الغائبين ايضاً، كجمهور الاطراف وما عبىء عليه وما يطالب به.. والاطراف غير الكردية، والكرد في غير كردستان، ودول الاقليم والمجتمع الدولي.. وستكون صعبة ايضاً بسبب الامكانات المالية وسلطة القرار، وهلمجرا.

عادل عبد المهدي

 

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
27°
27°
السبت
28°
أحد

استبيان

الافتتاحية