Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

انتصار الفلوجة الصفحة الاولى لانتصار الموصل

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:22 - 19/07/2016 - عدد القراء : 1824

جسدت معركة الفلوجة وحدة العراقيين بكافة تلاوينهم.. وقدمت لنا معطيات وحقائق كثيرة جديدة.. وشاركت بها بكفاءة القطعات المختلفة.. وحظيت بدعم خارجي كبير.. ووقفت دول عربية واسلامية واوروبية وايران وامريكا وروسيا والصين معنا.. وكان التنسيق بين القوى المقاتلة عالياً، رغم تعقيدات المعركة.. وانتصرت نظرية التقدم السريع وحسم المعركة، وعدم اللجوء لفكرة الحصار الطويل.. ووقعت خسائر بالمدنيين اقل بكثير من التقديرات.. وخسرت “داعش” قواعد مهمة وآمنة لعملياتها الاجرامية في المناطق الاخرى، ومنها العاصمة.. وانكسرت مقاومتها بسرعة لم يتوقعها كثيرون، وهو ما له دلالاته على الصفحات الاخرى، بدءاً من تطهير بقية مناطق الانبار والتوجه بطاقات اعظم وظهر محمي لتحرير الموصل.
وقعت اخطاء واجتهادات عسكرية وتاكتيكية بين القوى المقاتلة، وهذا يرافق اية معركة معقدة، تشارك بها قوى متعددة.. لكن الاهم هو حسن تصرف القيادات وتمتعها جميعاً بوعي وادارة ناجحة استطاعت فيه ابقاء الامور في نصاباتها ومجاريها الصحيحة. كما وقعت بعض التجاوزات المؤسفة.. فالحرب مجنونة بطبيعتها، يدفع ثمنها الابرياء من السكان مرتين.. مرة كانتقام وكدروع يتخذها العدو، ومرة بنيران من جاء لتخليصهم.. ويدفع ثمنها ايضاً المقاتلون مرتين.. مرة بخطر الموت برصاص العدو، ومرة بخطر الانفعالات والسلوكيات غير المنضبطة.. والعبرة هنا ان نتصرف كما تأمر المرجعية، وكما تتصرف اية دولة او جهة مسؤولة. اما المبالغات وعناد البعض والمواقف المتناقضة، فلن تصنع سياسة يمكنها الانتصار على “داعش”. ويؤسفنا ان نرى ان بعض القوى والدول والوكالات ترى الحكومة خصمها الاول، وليس “داعش”. فتبحث عن اصغر الاخطاء متناسية اكبر الجرائم. فيجب ان يكون واضحاً داخلياً واقليمياً ودولياً ان “داعش” والارهاب لا يمكنهما ان يكونا ظهيراً او رصيداً لاية جماعة او دولة.. وان ابتداع اكاذيب ومغالطات ومقاربات خاطئة بين قوى يُختلف معها سياسياً او مذهبياً، وبين “داعش” والارهاب، هو عمل خاطىء ويرتد على اصحابه عاجلاً او اجلاً، والتجارب خير دليل.
يقولون ان “داعش” تلقت ضربة لكنها ستستعيد انفاسها.. وهذا صحيح فقط ان توترت العلاقات الداخلية بين المكونات، واستطاعت “داعش” العودة لمناطقها، كما تعود السمكة لامواج التطرف والمنازعات الفاقدة بوصلتها وصوابيتها.. والا فان نسيجنا الاجتماعي، بكافة مكوناته، يرفض “داعش”، خلافاً لمجتمعات كثيرة، مما يوفر لنا ارضية لتصفيتها من ارضنا، بعد الانتصارات الاخيرة، خصوصاً وان قواتنا المسلحة باتت اكثر قدرة على ادارة المعارك.. ولدينا اليوم “حشد شعبي” و”حشد وطني” و”قوات عشائر” و”بيشمركة” يلعبون دوراً مباشراً في محاربة الارهاب، وهو ما لم يكن سابقاً.
رتبت مجريات وحصيلة معركة الفلوجة الكثير من المقدمات لمعركة الموصل.. واسقطت الكثير من الاوهام عن استحالة معركة الموصل.. وعندما تسقط اصنام الوهم والخوف، وينتصر الانسان على نفسه، فان النصر يصبح ملك يديه، شريطة ان لا تأسره قلاقل في جبهتنا الخلفية، او خلافات بين قوانا، تضعف اولوية دحر “داعش”.
لابد من توجيه الشكر وتقبيل ايادي المقاتلين المضحين الذين بذلوا مهجهم للدفاع عن شرف العراق والعراقيين ولبوا نداء اهلهم لتحريرهم. ولابد من تقديم التهاني للسيد رئيس الوزراء وللقادة العسكريين وللحشد الشعبي وقوى العشائر والبيشمركة والقوى الوطنية كافة، ولابناء محافظة الانبار بشكل عام والفلوجة بشكل خاص، وكذلك لكل القوى الاقليمية والدولية التي دعمت العراق في هذه المعركة. ولابد من الانحناء امام القامة الرفيعة المتسامية الحكيمة للمرجعية العليا، ولابد من تقبيل تراب شهدائنا الابرار من المقاتلين والمدنيين الذين لولاهم ما تحقق هذا النصر المبين، والذين كسبوا الحسنيين، النصر والشهادة.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

Screenshot 2024-05-16 at 00.19.17

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
28°
33°
Sat
35°
Sun
الافتتاحية