Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

برلمان معطل.. ونصف حكومة.. وفوضى في الشارع..وحرب مع “داعش”

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:03 - 23/05/2016 - عدد القراء : 1914

لا، ليس كل شيء طبيعي ومسيطر عليه كما يردد البعض.. لكنه بالمقابل ليس الانهيار الكامل، كما يردد اخرون، الا عند الكلام عن اعراض واضحة لانتهاء مرحلة والدخول في اخرى.. لذلك يطرح الدكتور علاوي حكومة انقاذ وطني.. و”المجلس” الميثاق  والكتلة العابرة.. و”التيار” التغيير الشامل.. وتؤكد “العراقية” و”التحالف الكردستاني” على الشراكة والتوازن او الفيدرالية بل حتى الاستقلال.. ويطالب”المعتصمون” بتغيير الرئاسات.. وتدافع الحكومة والرئاسات عن نفسها، والصمود امام كل تلك العواصف. لذلك كان يجب ان نعي منذ البداية ان امامنا طريقين.. اما فرض الرأي والتصادم، او اللجوء للتسويات ولقاء الجميع او الاغلبية الفاعلة في منتصف الطريق. فالواضح ان كل طرف يحمل شيئاً ما يمكن اللقاء عنده، لكن لكل طرف تمنعات ومطالب لا يستطيع الاخرون الاستجابة لها. والمانع الاصعب لانجاح الحلول هوالخلافات داخل كل مكون، وكل قوة من قواه. ففي فترة الصعوبات والازمات والضغوطات التي نتصل عن مسؤوليتها جميعاً، وشحة المصادر التي يمكن ان تجمع وتوحد، وعندما تضيع البوصلة فان الشتات والاختلاف سيصبح هو الحاكم. فهل سيستمر التفكك، والاشتباك، ام ستتمكن القوى من الالتقاء عند الحد الادنى على الاقل، لمنع التصادم، وبما يعيد اللحمة والعمل المشترك، لتعود المؤسسات الى عملها، وليتصدى الجميع لـ”داعش”، وتوفير مناخات جديدة قد تتفق فيها القوى، او غالبيتها الفاعلة،على نقاط اساسية تمثل تحولاً كاملاً في مبادىء العمل، من حيث المحاصصة ومحاربة الفساد، والكفاءة والحكومة الناجحة والعلاقات المتوازنة وانطلاق البلاد للامام.
اسست فرنسا خلال قرنين وعقدين تقريباً 5 جمهوريات تخللتها الازمات والمكاسب والانتكاسات. فأسست الجمهورية الاولى (1792) بعد الثورة الفرنسية بثلاثة اعوام، ليصعد نجم نابليون امبراطوراً، ثم لتعاد الملكية بشخص لويس الثامن العشر بعد تحالفات دولية اسقطت نابليون في1814.. لتقضي ثورة 1848 عليها واعلان الجمهورية الثانية.. وسقوطها اثناء الحرب الفرنسية البروسية (1870-1876) واعلان الجمهورية الثالثة.. والتي استمرت الى الحرب العالمية الثانية في 1940 واعلان حكومة “فيتشي”.. وبعد التحرير اعلن دستور جديد في 1946 واسست الجمهورية الرابعة، لتستمر حتى 1958 واعلان الجمهورية الخامسة وصعود الجنرال ديغول. والدرس من التجربة الفرنسية انه مع كل جمهورية هناك ما يكفي من الانقطاع عن سلبيات الماضي والتجديد للتقدم وملائمة المستجدات.
اما عندنا، فمرحلة 2003 انتهت، وهي تتفكك تحت انظارنا كقوى وممارسات وعلاقات، كما تفككت مرحلة 1968-2003.. وقبلها مرحلة 1963-1968.. ومرحلة 1958-1963.. والمرحلة الملكية 1921-1958.لا تشابه بين ظروفنا وفرنسا سوى ان الملكية سقطت في البلدين في 14 تموز ولو بفارق 169 عاماً. لكن خلافاً لفرنسا فان التحولات عندنا لم تحافظ على منجزات المراحل التي قبلها، فدمرت الايجابيات والسلبيات في آن واحد، بل احياناً دمرت المكاسب واورثتنا السلبيات والدمار والتمزق فقط..  وبدأت كلها ببيان رقم واحد او باعلان الحرب، وهو ما نأمل ان نتجاوزه في التجربة الحالية.فكم ستستغرق مرحلة التفكك قبل ان نرى القطار على السكة من جديد.. ومن هي القوى التي ستتهاوى؟ وتلك التي ستجدد نفسها؟ وما هي القوى الناهضة وانماط العلاقات الجديدة؟ فالقوى الفاعلة في الساحة اليوم لا تمتلك اي منها ما يكفي من قدرات وقوى لتقرر بمفردها سياسات البلاد الراهنة او مستقبلها القريب. لذلك ليس منة من اي منها التنازل، بل ان التنازل والمراجعة هو انقاذ لها ان ارادت فعلاً ان تتجنب التصادم، وتجدد قواها ورؤاها.سيرهق هذه القوى او بعضها الدوران في الفراغ، او القفز نحو المجهول، وستتهاوى كاوراق الخريف ان لم تتخلص من عنعناتها وتحرر نفسها من الكثير من القناعات الخاطئة التي تنامت لديها، والتي تحجز رؤيتها عن الحقائق ومتطلبات السياسات الناجحة. فالعراق ليس اول بلد يمر بمثل هذه الازمات.. وحلول هذه الازمات ليست طلسماً يصعب فك اسراره. ففي البلاد زخم عظيم، وقوى وقدرات كبيرة قادرة على حمل اعباء المرحلة الجديدة، ان هي اعادت هيكلة نفسها، وجددت رؤاها وخططها.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
23°
27°
Sat
30°
Sun
الافتتاحية