Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

تبقى “القدس” مركز الحل والصراع

الافتتاحية - 3:54 - 21/12/2017 - عدد القراء : 789

بسم الله الرحمن الرحيم

تبقى “القدس” مركز الحل والصراع

يقول البعض منتقداً: انشغلوا باوضاعكم، وان لا تكونوا ملكيين اكثر من الملك. وان اغلب الفلسطينيين “دواعش” ومعظمهم ايد صدام، الخ من كلام غير مسؤول.. جوابنا بان هذا رأي جاهل، بل مغرض.. فنحن نعرف عراقيين “دواعش” وايدوا صدام، فهل نتخلى عن العراق.. بل ونعرف فلسطينيين معاديين تماماً لـ”داعش”، ووقفوا معنا باخلاص وشجاعة ضد الدكتاتورية والظلم وزودونا بالسلاح والدعم لمقارعة صدام. انه رأي جاهل لأنه لو كان مهتماً فعلاً ببلده لعرف بان 80% (اقل او اكثر) من امورنا مناشئها خارجية. فنحن لم نرسم خرائطنا.. ولم نؤسس الجامعة العربية بل اسستها بريطانيا، ولا الامم المتحدة بل اسسها تشرشل وستالين وروزفلت.. ولم نؤسس للارهاب بل اسسته المعادلات العالمية..بل لم نقرر انتاج نفطنا، ولا نقرر اسعاره، ولا اثاره الايجابية والسلبية، والشواهد كثيرة. نعم يتبقى لدينا 20% (اقل او اكثر) نتحمل مسؤوليتها. فما لم نتحرك في دائرة الـ80% فسيفشل حراكنا في دائرة الـ20%. وهذه خيانة لمصالحنا وحاضرنا ومستقبلنا. فكيف لا نهتم بالقدس والعالم كله مهتم بها؟ وكيف لا نهتم بها وهي جزء مهم من شبكة وجودنا وعلاقاتنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا؟

انتصار القدس انتصار لنا، فقضايانا مترابطة، وان الدعوات للانشغال بالذات هي دعوات لخذلانها. فـ”اسرائيل” ليست حمل ضعيف، وقضية يهود يبحثون عن ملجأ لهم في فلسطين. بل “اسرائيل” على الاقل منذ المؤتمر الصهيوني الاول في 1897 في “بازل” السويسرية، وانتخاب “هرتزل” رئيساً للمنظمة الصهيونية، ووعد بلغور عام 1917 بتأسيس الدولة الغاشمة، هي عصارة السياسة الاستعمارية في منطقتنا، وليس في فلسطين فقط. فدياناتنا وعقائدنا وسيادتنا واستقلالنا ونمونا واقتصادنا وعلاقاتنا داخل بلداننا وبيننا وعالمنا الخارجي يرتبط بهذه القضية، بالف وشاج ووشاج. لذلك يجب ان نقف بقوة ضد دعوات “ترامب” اعلان القدس عاصمة لاسرائيل، ويجب ان نقف بقوة لنعري ارهاب اسرائيل ولنفشل مشاريعها، التي بها ننتصر لمشاريعنا.

بالامس صوت “مجلس الامن” على مشروع القرار المصري بابطال مفعول قرار “ترامب”. لم ينجح القرار بعد ان عُطل بفيتو امريكي. لكن الأهم هو تصويت الاعضاء الـ14 الاخرين مع القرار ومن بينهم بريطانيا وفرنسا.. وهذا يُظهر قوة منطق الحق وعزلة الباطل. والمقرر ان تُدعى “الجمعية العامة” يوم الخميس للتصويت على قرار مماثل، فالعالم كله يدرك ان قضية القدس هي قضية محورية ليس في فلسطين والمنطقة فقط، بل في العالم كله.. وسيدرك العالم ان من سيقف مع فلسطين والقدس سينتصر، وان من يقف بالضد من ذلك سينهزم، مهما طال الزمن.

انتصرت “اسرائيل” علينا مراراً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واعلامياً وكانت مصدراً لفتن كثيرة داخلنا.. رغم ذلك سننتصر عليها، لانه “لن يضيع حق وراءه مطالب” كما يرد عن علي عليه السلام. والمطالبون اليوم مهما كانت المؤامرات، اكثر بكثير مما كان عليه الحال قبل عشرات السنين. وان “اسرائيل” كاستعمار استيطاني لن تحقق نصرها النهائي، الا اذا تمكنت من حبسنا في مستعمرات كما فعل المستوطنون مع “الهنود الحمر”، وقطع نسلنا، او قتل جذوة المقاومة لدينا. ونحمد الله ان من يسكن المستعمرات ويطوق نفسه بالاسوار هم المستوطنون الصهاينة.. وستصبح اعدادنا في فلسطين التاريخية غرب النهر 7.2 مليون في  2020 مقابل 6.9 مليون يهودي، قسم غير قليل منهم بات يتضامن معنا. وانه رغم كل صعوباتنا لكن المطالبة بحقوقنا وجذوة المقاومة والانتفاض تزداد سعة وانتشارا، بين الاغلبية الساحقة في فلسطين والمنطقة والعالم. وسيفشل لامحالة مشروع يضطر فيه 23 جندياً مدججاً بالسلاح لاقتياد الطفل “الجنيدي” معصوب العينين، او الذي يعتقل بنت الـ14 عاماً “عهد التميمي”، او الذي يعجز ان يزيح عن طريقه الشاب “ابراهيم ابو ثريا” صاحب الـ29 عاماً، والذي فقد قدمية بصاروخ من مروحية عام 2008، فتضطر قوات الاحتلال لقتله قبل يومين لانه بقي منتفضاً، صامداً يتحداهم وهو يرفع العلم الفلسطيني.

عادل عبد المهدي

 

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
33°
34°
Wed
33°
Thu
الافتتاحية