Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

تدهور اسعار النفط ضار للعراق، وضار للاخرين ايضاً

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:19 - 28/12/2015 - عدد القراء : 897

نشر “مركز الرياض للمعلومات والدراسات الاستشارية” جدولاً عن كلف انتاج برميل النفط بالدولار، حسب البلدان: الكويت: 8.50 دولار/برميل.. السعودية: 9.90.. العراق: 10.70.. الامارات: 12.30.. ايران: 12.60.. روسيا: 17.20.. الجزائر: 23.50.. ليبيا: 23.80.. كازخستان: 27.80.. المكسيك: 29.10.. الصين: 29:90.. نيجيريا: 31.60.. كولومبيا: 35.30.. انغولا: 35.40.. النرويج: 36.10.. امريكا: 36.20.. كندا: 41.00.. البرازيل 48.80.. بريطانيا: 52.50
وانطلاقاً من اسعار كانون الاول الجاري، واذا ما قلنا –للتبسيط- ان السعر هو38 دولاراً/برميل. وبدون احتساب اية كلف اضافية للنقل والخزن والتحميل والفروقات السعرية فان (3) دول هي كندا والبرازيل وبريطانيا، ستجد اسعار نفوطها اقل من اسعار السوق.اما اذا احتسبنا الكلف الاضافية بحدود 3 دولار اضافية للبرميل، وهو تقدير متواضع، فان (4) دول اخرى هي امريكا والنرويج وانغولا وكولومبيا ستجد اسعار انتاجها ايضاً دون اسعار السوق. اما بقية الدول فستجد ان هامش ربحها قد تراجع بمعدلات وسرعة خطيرتين.
ان انتاج الدول الـ7 المرتفعة الكلف يقترب من 27 مليون/برميل/يوم.. وقد لا يتوقف كامل الانتاج، بل قد تستمر الحقول القليلة الكلفة بالانتاج.. لكن الحقول القليلة الكلفة لا يمكن ان تكون اكثر من نصف الانتاج في كل الاحوال. وبالتالي، ودون طرح امور اخرى، يمكننا القول ان اكثر من 13.5 مليون/برميل/يوم مهددة بالخروج من الاسواق، اذا استمرت الاسعار بهذه المعدلات.
يبدو واضحاً اننا امام واقع حال غير بعيد عن الحقيقة كثيراً.. ففي الشرق الاوسط تكمن اكبر الاحتياطات العالمية، ونفوطه هي الاقل كلفة.. وان النفط والغاز يمثلان اليوم 50% من مصادر الطاقة بكافة اشكالها.. فهذه هي الحقائق الكبرى التي يجب ان لا تشوشها التفاصيل الاخرى. ولاشك ان سياسة دول الخليج اتجهت خلال الازمة الحالية الى الدفاع عن حصتها في الاسواق.. وهي سياسة ستعرض كامل “اوبك” لضغط شديد من داخلها، وايضاً من خارجها لدفع “اوبك” لتخفيض الانتاج، فتربح الدول الاخرى الحصة والاسعار.. ولعل الدول خارج “اوبك” قد عولت في ضغوطها على الاحادية النفطية لاقتصاديات دول “اوبك”، فقدرت –كما في الماضي- انها ستسارع بتخفيض الانتاج للدفاع عن الاسعار..فاغفلت ان الدول الخليجية لديها احتياطات مالية تسمح لها بالمقاومة لفترات طويلة.. وان ايران، على العكس، تواقة لزيادة انتاجها ما ان ترفع العقوبات عنها.. وان تراجع الانتاج الليبي كان بسبب الاوضاع الامنية، وان الانتاج سيزداد ان تحسنت الاوضاع.. وان العراق يعوض بعض خسارته التاريخية والحالية عن طريق رفع معدلات انتاجه.. اما بقية دول “اوبك” فهي لا تستطيع بمفردها خفض الانتاج ان لم يخفض الكبار ذلك، لانها ستخسر الحصة والسعر في آن واحد.فرغم خسائر دول “اوبك” والضغط الشديد الذي تتعرض له اقتصادياتها، لكنها محكومة بمنطق “مجبر اخاك لا بطل”
فاذا استمرت “اوبك” بسياساتها، واذا لم تخفض بقية الدول خارج “اوبك” انتاجها.. فان انخفاض الاسعار الى المعدلات المتدهورة التي شهدناها خلال كانون الاول الجاري ولفترات طويلة ستكون له نتائج خطيرة على القطاع النفطي عالمياً، وقد تكون اخطر على الدول خارج “اوبك” منه على دول “اوبك”. فمزيد من تدهور الاسعار، واستمراره لفترات طويلة سيقود الى التخلي عن استثمارات مهمة، ويغلق حقولاً كثيرة، وهو ما سيؤثر ليس على القطاع النفطي فقط، بل على مجمل مصادر الطاقة الاخرى، بما فيها البديلة والتي تعتمد استثماراتها على مدى ربحيتها مقارنة باسعار مصادر الطاقة التقليدية. لهذا بدأ بعض المحللين بالكلام عن اسعار خيالية قد يبلغها برميل النفط، ما لم تستعد الاسواق النفطية عافيتها، وتتوقف المضاربات، وسياسات لي الاذرع، لتعود الاسعار الى معدلات تسمح باستمرار الانتاج والاستثمار في ان واحد لتلبية حاجات ومصالح المنتجين والمستهلكين، الانية والمستقبلية، على حد سواء.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
22°
36°
Fri
37°
Sat
الافتتاحية