Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

جهاز الفرز الالكتروني، الحلقة الثالثة لحماية الصوت الناخب

الافتتاحية - 0:01 - 04/04/2017 - عدد القراء : 2187

وقعت مفوضية الانتخابات قبل ايام قليلة في اسطنبول على عقد شراء 59 الف جهاز فرز الكتروني مع شركة “ميرو سيستيمز” (mirusystems) الكورية الجنوبية بقيمة 100 مليون دولار، والتي من المفترض ان تصل العراق خلال 120 يوماً. وكانت المفوضية بالتعاون مع بعثة الامم المتحدة قد درست عروضاً امريكية واوروبية واسيوية ودرست عطاءات 20 شركة عالمية وجرى التنافس النهائي بين 6 شركة وقررت في النهاية اختيار العرض الكوري بعد الاطلاع على تطبيقاته الانتخابية في كوريا الجنوبية. والجهاز عبارة عن “سكانر” يربط بالصندوق الانتخابي (فوقه)، فيقوم الناخب بعد الاشارة على مرشحه بوضع استمارة الانتخاب في فتحة “السكانر” التي ستسجل الكترونياً خياره، وترمي الاستمارة في الصندوق الانتخابي. وبالطبع يمكن ان يرتبط الجهاز بالمركز الفرعي او الرئيسي او كليهما.. وبهذا يبعد العنصر البشري في العد والفرز، ويقلل هو والبطاقة الالكترونية ونظام البصمة كثيراً من امكانيات التدخل في تزوير الانتخابات، ويمكن معرفة النتائج بسرعة قياسية، او خلال ساعتين كما تصرح المفوضية، كما يمكن التدقيق من المعلومات عند ظهور اية شائبة.

ستقلل هذه الاجراءات من الاثار السلبية التي تتركها المحاصصة او في نوعية وهوية اختيار موظفي المفوضية او الاف المؤلفة من الذين يتم التعاقد معهم لادارة الانتخابات في المحطات والمراكز الانتخابية وفي مراكز العد والفرز. وبهذا يمكن ان نسير خطوة اخرى مهمة الى الامام لتطوير نظامنا الانتخابي، ومنع التلاعب والتزوير لاقصى الحدود، ونوفر العدالة والفرصة للجميع من افراد واحزاب لضمان حقوقها، وذلك عبر انجاز الخطوات الثلاث الاساسية في حلقة متكاملة ونقصد بها: 1- بطاقة الناخب الالكترونية وفق النظام البايومتري.. 2- النظام الانتخابي الذي يسمح بفوز اعلى الاصوات سواء اكانوا في كيان فردي او جماعي، دون ان يفتت القوى السياسية بل يعطي لكل ذي حق حقه.. 3- نظام العد والفرز الالكتروني.

لا يعني ذلك كله ان اعمال غش وتزوير وشراء اصوات وتأثير على الناخبين لن تحصل، لكنها ستتراجع كثيراً الى الوراء.. وتتقدم وسائل ونظم يمكن كشفها بسهولة اكبر. فالخطر كل الخطر هو في العنصر البشري، الذي كلما ابعد عن هذه الامور كلما تم الاطمئنان للنتائج اكثر فاكثر. فكلما تقدمنا خطوة باتجاه الخروج من النظم الشخصية التي تعتمد العامل البشري الى منظومات متكاملة (سيستيمز systems)، كلما ازلنا الكثير من التلاعب والفساد، وهو ما سيقود بالمحصلة الى احترام ارادة البشر ومصالحهم وحقوقهم. وسيتخفي المعترضون من الذين يستفادون من فوضى الناخبين، او من النظام الانتخابي الحالي، او من طرق الفرز والعد التي يمكن التلاعب بها، وراء حجج فنية وقانونية لتعطيل اي جزء من هذه الحلقة المتكاملة. لن يكون بالامكان رمي اوراق انتخابية اعتباطاً لان النظام البايومتري بما فيها بصمات الاصابع والصور الالكترونية سيحجزها.. ولن يكون بالامكان التلاعب بالنتائج في محطات العد والفرز، او بوضع اشارات اضافية او للتلاعب بالاستمارات في مختلف مراحلها لان نظام (السكانر) للعد والفرز سيعطلها.. ولن يكون بالامكان حجز الطريق امام اي مرشح مستقل او في كيان فردي او جماعي، او على اي حزب يحصل على اصوات متقدمة من احتلال مقاعدهم الطبيعية في البرلمان، لان النظام الانتخابي سيفتح الفرصة للجميع من جهة، وسيمنع من جهة اخرى صعود اصحاب الاصوات الضعيفة الى مقاعد البرلمان.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
20°
33°
Thu
36°
Fri
الافتتاحية