Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

“حزب الله”.. المقاومة الاسلامية الوطنية بامتياز، في الظروف الخاصة للبنان والمنطقة

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:12 - 07/03/2016 - عدد القراء : 2159

حسناً فعل السيد وزير الداخلية العراقي واللبناني برفض بيان وزراء الداخلية العرب.. كذلك حسناً فعلت دول كثيرة اخرى.. فاعلن السيد رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري “ان حزب الله حركة سياسية تنشط في دولة لبنان وفق قوانين هذا البلد”، كما اعلنت الخارجية التونسية ان البيان “ليس قراراً ذي صبغة الزامية” وان حزب الله “لعب دوراً هاماً لصالح لبنان والقضية الفلسطينية”.. كذلك حسناً فعلت فصائل المقاومة الفلسطينية والفصائل والشخصيات اللبنانية والعربية والاسلامية التي رأت ان القرار فيه اجحاف ويزيد من صعوبة الاوضاع ويفتح الباب لانقسامات جديدة، باتت تنتهك ثوابت بلداننا وتعتدي على نفسها.. خصوصاً مع اتفاق الاطراف المتصارعة في سوريا وقف اطلاق النار فيما بينها،عدا “داعش” و”النصرة”. كذلك في ظروف المحاولات لايجاد حلول سياسية في اليمن وليبيا والبحرين وغيرها.. وتنامي العمل المشترك لطرد “داعش” من الموصل، بعد النجاحات العراقية لتحرير مساحات شاسعة من الانبار وصلاح الدين ونينوى.. وايضاً بعد افتتاح السفارتين القطرية و السعودية ابوابها في بغداد.
هناك من يريد تأسيس معادلة خاطئة تقول، اذا سنحارب “داعش” و”النصرة”، فثمن ذلك رؤوس تسقط من مخالفينا.. وهذه معادلة خاطئة سترتد على اصحابها مرتين.. الاولى انها لن تحارب الارهاب الحقيقي الذي تمثله “داعش” و”النصرة”، والذي سيستهدفها اساساً لانه يعيش وسطها.. والثانية انها لن تضعف مخالفيها، بل ستقويهم في الحقيقة بتوفير حلفاء اضافيين لهم في المعركة الجادة الحقيقية ضد الارهاب..وان معارك افغانستان والعراق وسوريا واليمن وغيرها تبرهن هذه الحقيقة.. فالارهاب ارهاب ويجب عدم خلطه بالخلافات.. والخلافات خلافات ويجب عدم خلطها بالارهاب.
ومن دلالات هذا المشهد المحزن ان يتحول “نتنياهو” الى المروج الاول لهذا الموقف ويعتبره انتصاراً لمطلب “اسرائيل” الثابت.. كيف لا، و”المقاومة الاسلامية” هي التي انزلت اكبر هزيمة عربية باسرائيل –وهي باوج قوتها- مرتين على الاقل.. الاولى في تحرير جنوب لبنان (1982-2000).. والثانية في دحر الاجتياح الاسرائيلي في تموز 2006. وفي الحربين انسحبت اسرائيل، بعد خسائر جسيمة، دون قيد او شرط.
في هذه الظروف، تأتي التصريحات الايجابية الايرانية- التركية خلال زيارة “اوغلو” لطهران.. وبالفعل لو تعاون الجاران المسلمان لاستطاعا حل الكثير من الاشكالات خصوصاً بالتعاون مع العراق ودول الخليج ومصر وبقية البلدان.. مما سيسمح بتنظيم جبهة واسعة للتصدي للارهاب الحقيقي،ولتعزيز التوافقات والسيطرة على الخلافات، التي بدونها، سيصعب بناء العلاقات المطمئنة الايجابية. والخطوة الاولى هي معرفة حدود كل طرف لمساحاته.. لا نقصد بذلك حدود الدول فقط، بل نقصد مساحات المصالح ايضاً.. فمن جهة ان تكون لنا جميعاً حرية الحضور والتواجد على كامل مساحات المنطقة والوطن، لكن اي منا لا يستطيع ان يعبث بحريته للاخلال بحرية الاخرين او التدخل في شؤونهم الخاصة.. فعندما تنتهك دولة او منظمة هذه المعادلة فتتهم الاخرين بالارهاب.. فان تلك الدولة او المنظمة ستكون ارهابية بنفس المعايير.
الوضع معقد، لكن هذه هي لحظات التهدئة وايجاد المخارج المشتركة.. فالجميع متعب وقلق وخائف.. وستنتهي يوماً الحروب الطائفية وسقوط الانظمة مع تداعيات “الربيع العربي”، وتغيير خرائط الدول قسراً والتدخل في الشؤون الداخلية.. وسنؤسس طرقاً اكثر مدنية واحتراماً لانفسنا لتنظيم خلافاتنا وتدافعاتنا.. والافضل ان تنتهي اليوم، بعد كل هذه الخسائر، منان تنتهي غداً بخراب اكثر للبلاد وقتل اكثر للعباد. فالايديولوجيات عمرها بالقرون.. والنظم السياسية بالعقود.. والمصالح الجارية التي تهم حياة المواطنين بالسنين والاشهر. ويجب ان نضع كل شيء في مكانه لنستطيع التعامل مع هذه كلها.. ونتمتع ببعد الرؤية وقدرة تفكيك الملفات، لا خلطها، والتعامل معها بمستوى ومنطق واحد، فنخسرها جميعاً.. لذلك نقول بانه دون تعريف مساحات الاطراف وحقوقها،لن نعرف مشتركاتنا، وسنستمر بالاقتتال وتحويل اخوَتِنا وجيرَتِنا الى عداوات..حتى يأتي من امثال “ديمستورا”، وهو ممثل محترم، ليرسموا لنا بين خطوط النار والخرائب وجثث الموتى، خطوط الاختلاف واللقاء، او مساحات الاطراف وحقوقها ومصالحها، والتي كان من الممكن اقراراها ابتداءاً، سياسياً وعقلائياً.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
27°
30°
Mon
29°
Tue
الافتتاحية