Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

حلول وسطى توحدنا.. ام حلول متطرفة تفرقنا؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 3:57 - 14/04/2016 - عدد القراء : 2081

تبقى اية مشكلة قابلة للحل اذا اتفقنا في اية جبهة نقف؟ ماذا نريد؟ ومن يريد الشر بنا؟
1-    في اية جبهة نقف: بدون غبن او خلط للاوراق، فان جميع المواطنين المؤمنين بحياة مسالمة مدنية وسلم وتعايش اهلي، وكل فرد لم يجرمه القانون كعدو لشعبنا، وجميع من يقف في جبهات القتال ضد “داعش”.. وجميع القوى الرسمية او السياسية او المدنية او النشاطات والفعاليات التي تعمل وفق القانون، وجميع من نزل الى الشارع وتظاهر او اعتصم ولم يستخدم العنف او السلاح، وجميع من شارك في الانتخابات وفاز بمقاعد او لم يفز، وجميع من ترأس او شارك في الحكومات المتعاقبة خلال الاعوام الاخيرة، وجميع من قدم مؤخراً للبرلمان تشكيلات وزارية، وجميع من قبل بها او رفضها، يقف في صف وجبهة واحدة.
2-    ماذا نريد: نظام دستوري، لا يسيطر فيه فرد او حزب او طائفة، يضمن الحقوق الخاصة والعامة، ويحترم طبيعة الشعب التعددية، ويلبي طموحاته ومطالبه وحاجاته، ويضمن استقلال البلاد ووحدتها.
3-    جبهة الشعب وجبهة الاعداء: ان كل من يتفق لتحقيق ماذا نريد ينتمي للجبهة الاولى، سواء اكان اسلامياً او قومياً او شيوعياً او بعثياً سابقاً يحميه الدستور.. وسواء اكان شيعياً او سنياً او مسيحياً او عربياً او كردياً او تركمانياً او فيلياً او شبكياً او ايزيدياً او صابئياً، او اي مواطن بولاءات محددة او بدون ولاءات.. وبخلافه كل من يحمل السلاح، ليفرض رايه او يحرض عليه، او يريد العودة لاي شكل من اشكال العنف والدكتاتورية، والاستيلاء على حقوق الشعب الخاصة والعامة هو عدو لشعبنا، سواء اكان اسمه “داعش”، او “من يريد العودة للنظام السابق”، او اي عدو داخلي او خارجي يرى مصلحته في بث الخصومة والتحريض على الكراهية والانقسام والعنف، لا فرق ان كانت الشعارات او الواجهات اسلامية او مدنية او قومية او غيرها.
اذا اتفقنا على ذلك، سنرى الشعب بكافة تلاوينه وعناوينه وتياراته، وسنرى الساحة مليئة بالاصدقاء والحلفاء والمخلصين، وسنرى حلاً، بل حلولاً، لاية مشكلة او ازمة مهما كانت مستعصية وصعبة.. اما اذا خلطنا الاوراق، واراد كل منا تحقيق كل ما يريد، والكلام او التصرف كيفما يريد، واعتبار رأينا وقناعاتنا –الجزئية او العامة- هو ما يجب الاخذ به فقط، دون ان نضع لذلك حداً او سقفاً، بما يسمح للاخرين ايضاً بالتعبير عن ارائهم وقناعاتهم، فاننا ببساطة سنخدم جبهة الاعداء، سواء وعينا ذلك ام لا، وسواء ادركنا ذلك الان ام غداً.
ان اخطر ما يواجه اي شعب، واي بلد، هو ليس الاعداء والصعوبات والازمات التي لا توجد حياة بدونها، بل هو الفراغ الذي قد يتولد، وهو الارتباك والفوضى في تحديد الخطوط الفاصلة بين قضية وقضية في اوساط شعبنا. فالحلول الوسطى هي الحلول التي تلتقي ويمكن الاتحاد والعمل معها.. اما الحلول الحادة والمتطرفة، فهي الحلول التي تسيء القراءات، وتخلط الاوراق، وهي التي تجعل الجميع، بمن فيهم من يرفع شعاراتها، اول الخاسرين، وقد يكونون لاحقاً اول النادمين. والتاريخ، كل التاريخ شاهد ان النجاح والفشل يرتبط بهذا الفصل والتشخيص.

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
25°
30°
Sun
29°
Mon
الافتتاحية