Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

دعوة امير قطر لاتفاقية امنية للمنطقة.. حلم ام ضرورة؟

الافتتاحية - 3:18 - 20/02/2018 - عدد القراء : 561

بسم الله الرحمن الرحيم

دعوة امير قطر لاتفاقية امنية للمنطقة.. حلم ام ضرورة؟

دعا الشيخ تميم دول المنطقة لتجاوز الخلافات وابرام اتفاقية امنية على غرار “الاتحاد الاوروبي”، وقال خلال مؤتمر ميونيخ للأمن في 16 الجاري، “انه آن الاوان لتحقيق الامان الشامل لمنطقة الشرق الاوسط.. آن الاوان لكل دول المنطقة بما في ذلك نحن لأن ننسى الماضي ونتفق على المبادىء الأمنية الأساسية وقواعد الحكم، وعلى الاقل  الحد الادنى من الامن الذي يسمح بتحقيق السلام والرخاء” واضاف “ينبغي ألا يكون هذا حلماً مستحيلاً. المخاطر كبيرة، والشرق الاوسط على حافة الهاوية، وحان الاوان لإبعاده عنها”، فهل هذه دعوة متأخرة؟ مبكرة؟ ام مجرد حلم؟

ليست المرة الاولى التي يصرح بها الأمير تميم بهذا الكلام. وانا شاهد على كلام مشابه اثناء استقباله الوفد العراقي برئاسة الرئيس “معصوم” في شباط 2015، وكنت من ضمن الوفد. فالدعوة ليست حلماً، وليست مبكرة، بل هي متأخرة، ومتأخرة جداً. فهل امام حجم الخلافات والخصومات الحالية، هناك مقومات تسمح بالكلام الجاد عنها؟ خصوصاً وان اتفاقات امنية جرت في اطار الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي وغيرها، انهارت كلها.

  1. ما دام “الامير” يتشبه بالاوروبيين، فان المنطقة بحاجة لاتفاق لدول مفتاحية، وسنستعين بتجربتين بارزتين: أ) “اتفاقية فينا” (حزيران 1815)، الموقعة بعد حروب نابليون التي دامت 25 عاماً، وقيام “التحالف السداسي” وقوامه بريطانيا، اسبانيا والبرتغال، السويد، روسيا، بروسيا والنمسا، وسقوط باريس (اذار 1814)، ونفي نابليون لجزيرة “البا” الايطالية وهزيمته مجدداً، بعد هربه منها، في معركة “واترلو” الشهيرة. اتفاقية ارادت احداث توازنات جديدة بين  دول مفتاحية وهي بريطانيا وروسيا والنمسا وبروسيا للوصول لخطة سلام اوروبية طويلة.. ب) “الاتحاد الاوروبي” وبدايته “اتفاقية الفحم والحديد” و”المجموعة الاقتصادية الاوروبية” (1951 و1957)، واتفاقيتي باريس وروما على التوالي، بين دول اوروبا الداخلية كدول مفتاحية وهي (فرنسا، المانيا الغربية، ايطاليا، بلجيكا، هولندا واللوكسمبورغ) وصولاً لمعاهدة “مايستريخ” (1993) والتأسيس للمواطنة الاوروبية والاتحاد السياسي والاقتصادي بين 28 دولة اوروبية.. ورغم ان المسارين لم يمنعا الحروب تماماً بين دول القارة ومع خارجها، لكنهما ساهما بتوحيد القارة، وبمنع حروب بمستوى حروب نابليون والحربين العالميتين الاولى والثانية.
  2. اذا كانت المقارنة مناسبة.. فالمنطقة بحاجة للتهدئة والبدء بعلاقات ايجابية، ولو خجولة، وتقديم رؤى ومبادرات تمهيدية قابلة للتوسع لاحقاً. اولى الخطوات تعريف الدول المفتاحية، ومن سيمثل من؟ فاذا كان واضحاً دور ايران وتركيا كدول مفتاحية، فمن هي الدول العربية والخليجية المفتاحية التي يشكل غياب اي منها اهتزازاً يصعب تأمين التوازن والاستقرار بدونه. ولهذا الامر ملحقات وتشعبات وصعوبات كثيرة معقدة، ليبدأ بما هو مشترك وقائم مهما كانت بساطته، للانتقال لمستويات ارقى وأهم، للوصول لمشروع حقيقي للسلام والاستقرار يقوم على تفهم مصالح مختلف الاطراف.. وعلى توازن مقبول طويل الامد نسبياً.
  3. لا يمكن حل قضايا الأمن والسلام في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية والقدس الشريف. كما لا يمكن حل قضايا الامن والسلام في المنطقة دون حل عادل ومتوازن لاكراد المنطقة يراعي الحقوق والعيش المشترك في آن واحد، دون الكلام عن الهويات الدينية والاثنية الاخرى.
  4. لابد من خطوات تسهل وتقرب في قضايا حياتية اساسية كالتنقل والاقامة والعمل والمصالح الرئيسية والشبكات المشتركة في شتى الحقول، وان لا ترتبط هذه القضايا بالخلافات السياسية بين الانظمة. ولابد من تشخيص القواسم المشتركة والخلافات لعلاقات الاطراف بدول العالم، وان لا يكون ما هو خارج القواسم وفي اطار الخلافات موجهاً ضد اية دولة من دول المنطقة.
  5. اتفاق امني ضد مخاطر مشتركة، وضخ اكبر حجم من النوايا الصادقة، والاعمال المشتركة، وتحييد المفاهيم الاستفزازية، او التي تقود لمطامع ومشاريع توسعية، والتربية ان اية خسارة لتحقيق المشروع، ستقابله مرابح عظيمة لجميع شعوب ودول المنطقة.

إن توفر عزم لدى بعض القوى المؤثرة للمضي ببعض هذه الخطوات او مثيلاتها، اذن سيتحول الحلم الى حقيقة.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

الطقس في بغداد

بغداد
17°
21°
الأربعاء
25°
الخميس

استبيان

الافتتاحية