Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

رسالة للحكيم.. موقفنا من تداعيات الاجتياح الامريكي للعراق

الافتتاحية - 0:15 - 15/05/2016 - عدد القراء : 1970

في 29/9/2002 وفي ظروف متسارعة حول امكانيات اجتياح العراق او الوصول لحلول دبلوماسية، كتبت للشهيد محمد باقر الحكيم، ونسخة للمرحوم السيد عبد العزيز الحكيم والسيد محمد الحيدري، حول احتمالات المستقبل، وكانت تلك احدى الوسائل بيننا لتبادل الرأي بسبب تباعد المسافات. تتكون الرسالة من 9 صفحات و6 فقرات، وارتأيت نشر الفقرتين 3 و 4،متوخياً الفائدة في ظروفنا الراهنة:
3-    [“لاريب ان تغييراً سلمياً في العراق هو لمصلحة جبهة واسعة من القوى العراقية والعربية والاسلامية والعالمية بما فيها الامريكية.. وبالنسبة لنا هناك فوائد ومحاذير. فوائدها انها ستزيل صدام وستحدث تغييراً في موازين القوى، سنحقق فيه ولا شك مكاسب غير قليلة. انها ستجنب العراق ضربة لا يمكن تحديد ابعادها. اما محاذيرها فان طرفها الرئيسي قد يكون المؤسسة الحاكمة.. وهو ما يهدد بالابقاء على توازنات القوى الداخلية كما كانت تاريخياً.. فاذا استطعنا تلافي المحاذير فان تغييراً سياسياً بهذا الاتجاه سيكون لمصلحتنا بالتأكيد.. اما تلافي المحاذير فانها تتطلب الاسراع في فتح اتصالات واسعة بكل من فرنسا وروسيا والقوى العربية، خصوصاً مصر والسعودية، اضافة لتطوير العلاقة بالامريكان وادخال مضامين جديدة تنفتح الى مثل هذا الخيار، ان اصبح هذا السيناريو الاقرب للتحقيق. انها تتطلب اختراق المؤسسة (دون صدام وجماعته المباشرين) عبر اقامة اوسع العلاقات باطرافها وتطمينها واقامة شكل من اشكال التحالف معها لنكسر الحاجز التاريخي الذي اسس لمفهوم عرفي مفاده ان السنة هم الحاكمون والشيعة هم المعارضون.. وزيادة التعاون مع الاكراد لنشكل ضغطاً جماهيرياً لا يسمح ان تأتي عملية التغيير من فوق على حساب حقوق الشعب وما كافح لاجله طوال العقود الماضية.. وان نستعد للنزول الى الشارع لنستثمر الوضع الهش والمرتبك.. وان نقدم انفسنا في آن واحد كقوى تطمئن كل تلك القوى العراقية او الخارجية المتحسسة منا من جهة،ومن جهة اخرى كقوى لها جماهيريتها، التي لا يمكن تجاوزها بسهولة.”]
4-    [“اذا لم تثمر الجهود لايقاف الحملة، فان الحرب ستقع على الارجح.. وعليه فان النقاش حول “المابعد” وترتيباته يجب ان لا يبقى مسألة نظرية.. وبغض النظر عن المسميات والقوى المطروحة نحتاج الى تحالف بين ثلاث قوى رئيسية. نحن والاكراد والمؤسسة. يجب ان نبحث في قلب حركية كل طرف من الاطراف الثلاثة لنقيم معه تحالفاً وتضامناً من شأنه ان يضمن مسألة البديل. بالنسبة الى الاكراد فاننا قد انجزنا مهمة تاريخية ببناء تلك العلاقة بالطرفين الكرديين الرئيسيين. لكن هذه العلاقة ستنهار اذا ما شعر الاكراد باننا سنخذلهم في موضوع الفيدرالية، كما يجب الاستعداد لمواجهة مسألة كركوك. وعليه يجب ان لا يكون لدينا اي لبس في اننا نسير الى تطمينهم بهذا الاتجاه. واذا لم يكن لدينا استعداد للقيام بذلك فهم ايضاً لن يكون لديهم استعداد في التعاون الوثيق والعضوي معنا.. اما المؤسسة فاعتقد سنحتاج للتحرك بثلاثة اتجاهات. الاول تطمين السنة الاصولية وتحريك الروابط الدينية.. والثاني “السنة المؤسساتية”، وهذا الطرف سيحتاج الى قوى جماهيرية ساندة خصوصاً بعد فقدانه الكثير من قوته الماضية. في السابق كان يستثمر تحركات الشيعة او الاكراد بسبب ضعف جمهوره، وهذا ما يجب ان نراه جيداً.  لقد فككت معارك العقود الماضية الكثير من روابطه القديمة، لذلك سيحاول الاستقواء بغيره لاستعادة قواه.. وهنا اهمية التحرك نحو كل تشكيلات الضباط ورجال المؤسسة في الداخل والخارج. المشكلة ان حركة هؤلاء لم تتبلور بعد. فهي في دور التفكك وليس التشكل، خلاف قوى الاكراد وقوانا. وعليه يجب عدم بناء محوريات مبكرة، بل السير مع كل فريق باوزان مختلفة ومحاورتهم وتطمينهم وبناء علاقات مبكرة معهم. اما الطرف الثالث، فهو الدول المحيطة وخصوصاً مصر والسعودية ودول الخليج والمنظمات العربية والاسلامية. كل هذه الاستعدادات تتطلب جهوداً عظيمة. بالتأكيد لن نبدأ من الصفر. فالعمل مع الاكراد قطع شوطاً عظيماً.. الجهد نحو الطرف الثالث يتطلب جهداً خاصاً واستثنائياً. واعتقد ان سماحة السيد كان يضع كل هذا نصب عينه عندما طالبنا في المرة الاخيرة بالاهتمام بهذه المسائل.”]

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
23°
27°
Sat
30°
Sun
الافتتاحية