Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

“زهرة النيل”.. وهمة الوزير “الجنابي”

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 0:34 - 09/10/2016 - عدد القراء : 2572

حسناً فعلت “الوزارة” في حملتها لمكافحة “زهرة النيل الايكهورنية” (Eichhornia crassipes)، وحسناً فعل الاهالي والمحافظات و”سرايا السلام” وبقية المؤسسات والقوى.. فالنبتة مصنفة كنبتة ضارة عالمياً، ومنعت دول كثيرة تداولها واتخذت اجراءات صارمة للسيطرة عليها، ومنها نيوزيلندا وبريطانيا وكمبوديا. تنتشر في المياه الحلوة، خصوصاً في الربيع وطوال السنة وتخمل وتموت في الشتاء لتعود في الربيع. تعيش بدرجات حرارة تتراوح بين 6.67 درجة تحت الصفر، وتقاوم حرارة 34 درجة لاربعة اسابيع، حسب الدراسات الامريكية.. فالنبتة سريعة الانتشار ويصبح”الاكر” الواحد Acre(4047م2) “اكرين” خلال 6 ايام، ويزن محتوى “الاكر” حوالي 200 طن. وتكفي زهرتين اربعة اشهر لانتاج 1200 زهرة.. وتنتج نبتة واحدة حوالي 5000 بذرة.. وتستهلك النبتة بين 1 الى 4 لتر/يوم، مما يشكل خسارة مائية هائلة، تتبخر “نتحاً”. وتستهلك “الزهرة” اوكسجين الماء مسببة موت الاسماك.. وتساعد النبتة على انتشار البعوض والملاريا والبلهاريزيا، وتكون جذورها السامة عرضة للتعفن وملاذاً للافاعي. اما فوائدها فقليلة او غير مستثمرة.. وتتطلب تجارب لمعرفة اثارها الجانبية.

موطنها الاصلي امريكا الجنوبية في خط الاستواء او قريبة منه.. وهي تطفو على الماء كحصيرة، عدا في المياه الضحلة حيث تمد جذورها في التربة. ولعل قصة انتشارها في مصر قريبة من قصتها في العراق.. ففي البداية كان يعتقد انها جاءت من بلدان اعالي النيل كـ”اوغندا”.. لكن العلماء المصريون يقولون ان محمد علي باشاً (ت1849) تلقاها كهدية زينة لاحواض قصره في “شبرا” بالقاهرة. وانتقلت دون قصد للنيل.. ولم تنتشر قبل افتتاح السد العالي (1971)، اذ كانت الفيضانات ترميها في البحر فتموت في المياه المالحة.

تتم مكافحتها بثلاث طرق: المبيدات.. جمعها يدوياً وميكانيكياً.. المعالجات البيولوجية والحيوية. نرى، اضافة للمقترحات التي يطرحها الوزير وبقية المؤسسات، او استكمالاً لها:

  1. التعاون مع مصر، والدول والمؤسسات صاحبة التجارب والابحاث. ويبدو ان حملة المبيدات التي قامت بها مصر لم تثمر سوى ايقاع خسائر بمزارع القطن.. اما الحملات اليدوية والميكانيكية فاعطت بعض النتائج، التي تبقى مؤقتة وموقعية، وتتطلب نفقات عالية وحملات وسيطرة تامتين. كانت انجح المعالجات في بحيرة “فكتوريا” باستيراد وتكثير حشرتي “Neochetina” اللتان تتغذيان على “الزهرة”، فتقتلها. واطلقت الولايات المتحدة في السبعينات (“لويزيانا”، “تكساس” و”فلوريدا”) 3 حشرات: Neochetina bruchi، N.eichhorniae و Sameodes albiguttali.. فتراجعت “الزهرة” في الثمانينات 33% فقط، بسبب ان الدورة الحياتية للحشرة هي 90 يوماً فقط. مما كشف محدودية الحل البيولوجي ايضاً. وفي 2010 اطلق الامريكان “حشرة” Megamelus scutellaris الارجنتينية الاصل، ويقولون بفعاليتها، دون تأثيرات جانبية.. وتفكر مصر القيام بشيء مشابه.
  2. التشديد على منع زراعة وبيع “الزهرة”، ووضع ضوابط لذلك.. ومطالبة المتشاطئين القيام بواجباتهم بتطهير شواطئهم، مقابل مكافئات معنوية وتشجيعية. وان تشن حملة في الاهوار لمنع استيطان جذورها في تربة المياه الضحلة. وان تنظف الايدي والعدة المساهمة بالحملات، للتأكد من عدم وجود عوالق “الزهرة”، والا سنجدد انتشارها.
  3. تمتص النبتة جيداً الملوثات المعدنية كالرصاص والزرنيخ والنيكل والكوبلت والزئبق والسترونتيوم، وهي قادرة على ازالة 60-80% من النتروجين و 69% من البوتاسيوم، وكذلك المواد العضوية المسرطنة، فـ”الزهرة” “منقية” للمياه.. لكن المشكلة انها تعيدها اليها. وهناك تجارب (غير مكتملة) للاستفادة منها كاسمدة واعلاف للاسماك والحيوانات. وفي اسيا تستخدم الاوراق لانتاج خيوط لنسيج خاص، وللحبال والورق، ولبعض الادوية. وفي البنغال، يجففونها لتستخدم كوقود، والرماد كسماد.. ويعطي طناً مجففاً –في الهند- 50 لتراً من “الاتانول” و200 كغم كالياف.. ويعطي التخمير البيولوجي لطن حوالي 26500 قدم3 غاز (51.6% ميثان، 25.4 هايدروجين، 22.1% ثاني اوكسيد الكاربون 1.2 اوكسجين).. ويعطي طن مجفف ومعفر بالهواء والبخار بحرارة 800 درجة حوالي 40000 قدم3 غاز طبيعي (16.6% هيدروجين، 4.8% ميثان، 21.7% اوكسيد الكاربون، 4.1% ثاني اوكسيد الكاربون و52.8% نتروجين).
blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

Screenshot 2024-05-16 at 00.19.17

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
25°
34°
Sun
37°
Mon
الافتتاحية