بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم
في تقرير اولي تشير كاميرات عد ورصد العتبة العباسية الى ان اعداد زوار الاربعين الوافدين الى كربلاء المقدسة عبر طريق النجف – كربلاء .. وبغداد- كربلاء .. وبابل – كربلاء فقط ، وابتداءً من نهار يوم 7 صفر (8 تشرين 2) الى مساء 18 صفر (19 تشرين2) بلغ 10.2 مليون زائر . والعد يتناول المشاة لا غير وفي ساعات النهار فقط ، ويجب انتظار التقرير النهائي الذي قد يتضمن بقية ايام الزيارة ، خصوصا ايام الذروة (19-20) ،ومن وصل عبر دروب غير الثلاثة السالفة الذكر، وبوسائط النقل، والوافدين ليلا ، اضافة للكربلائيين الكرام انفسهم .. في ظاهرة استثنائية لم يسجل لها التاريخ وتجارب الامم ، او الممارسات الدينية والمجتمعية الاخرى مثيلا ، من حيث السعة والتنظيم والمضامين.
ملايين الزوار من النساء والرجال والشباب والكبار والاطفال والمعاقين السائرين بأعلى درجات الانضباط الذاتي ، ويتصرفون بأدب جم ومسؤولية عالية وأخلاق رفيعة ،يقطعون عشرات ومئات الكيلو مترات مشيا على الاقدام ، ويفترشون الارض في المساجد والحسينيات والمواكب ، ويأكلون ويشربون ويتلقون شتى الخدمات مجانا ، بل بتوسل ورجاء واصرار وضيافة وترحاب ، من مواكب خدمية يتجاوز عددها عشرات الالاف في طول البلاد وعرضها، والتي بلغت في كربلاء المقدسة بمفردها 8100 موكب خدمي (بزيادة 500 موكب عن العام الماضي) وهدفها الوحيد خدمة الزائرين وراحتهم ومنامهم على مدار الساعة .
فأضافة للطعام بأصنافه ، وتوفير المياه والمرطبات والشاي والقهوة والفواكه والبقوليات ، نظمت مكاتب للاجابة على الاسئلة الشرعية ، وللعلاجات الطبية، والتدليك والحمامات واعمال الترميم والاصلاحات السريعة وخدمات الاتصال والانترنيت والمفقودين ، الخ .
بل شهدنا هذا العام وبرغم التخلف المؤلم للبنى التحتية في المدن والطرقات ، حملات تنظيف واسعة تقوم بها المواكب والزوار انفسهم والبلديات والمتطوعون ، وهذا كله يتم بأعلى درجات الطيبة والتدافع للعمل الصالح الخالص لوجه الله .. وفي اجواء عبادية وروحية متسامية . فتقام الصلوات في مواعيدها ، وتقرأ الادعية والزيارات جماعات وفرادى . فتمتد صلاة الجمعة لعشرات الكيلومترات لتمد بعدها سفرة غداء مشتركة على طول الطريق لعشرات الكيلومترات ايضا. فنحن امام امة تعيد بناء نفسها وقيمها .. امة لو استلهمت التقوى والقيم والممارسات والاخلاص والتسامح والحماس وروح المبادرة والابداع والعطاء والامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تسود خلال ايام واسابيع الزيارة لصدق عليها قوله تعالى ((خير أمة أخرجت للناس)) . فهل هناك ممارسة مشابهة سابقا وحاضرا ؟. وهل يمكن لحزب او دولة تنظيم مثل هذه المراسم الترابية التطوعية التضحوية دون اي اكراه او قسر او عدوان ؟، والتي يعجب الانسان بتوقيتاتها وانتظامها وعدم حصول حوادث دعس او تزاحم برغم الملايين الزاحفة ، وبرغم ترصد الارهاب للزوار وحركتهم على مساحة الاف الكيلومترات . انه ليس المال او التنظيم او اعداد السكان ، فهناك شعوب اخرى تفوقنا بذلك كله.. انه الحب في الله ورسوله وآل بيته ، أنه وعي مظلومية الحسين عليه السلام ، كعنوان لكل المظلوميات .. أنه سبر أغوار الذات والانفتاح وقبول الاخر بغض النظر عن أي اختلاف في المذهب والدين والقومية ، أو أي تعصب لانانية وفوضى وحقد . فالقاسم المشترك هو التبرؤ من الظالمين والوقوف مع المظلومين في كل ارض وزمان. لذلك تكثر الرايات بأختلاف الوانها ، وتشارك في المراسم قوميات واديان ومذاهب مختلفة ، وأن من يرفضها ، ويتكلم عنها سوءا ، أما ان يكون منخدعا او جاهلا بحقيقة ما يجري ، أو من أعتمر الكذب والغش والحقد قلبه ، ورفض ويرفض الحق والحقيقة . وهو ما سقطت فيه “للاسف” جريدة (الشرق الاوسط) وروجت اكاذيب باطلة مدعية معلومات منقولة عن (منظمة الصحة الدولية) تشير الى انه بعد “زيارة الاربعين العام الماضي حصلت حالات حمل غير شرعي” ، وهو ما كذبته المنظمة الدولية جملة وتفصيلا بنشرتها الاعلامية بتاريخ 18 تشرين الثاني ، مؤكدة ادانتها “بأشد عبارات الادانة اقحام اسمها في تقرير مفبرك لا يمت لمبادئها بصلة ، وانها تتحرى حاليا مصدر الخبر الخاطئ وقد تلجأ الى مقاضاة ناشريه” . فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
