Menu
Al-adala
Al-adala

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
صدق الله العلي العظيم

زيارة العبادي.. هل نجحت في التقريب بين بغداد وواشنطن؟

الافتتاحية - عادل عبد المهدي - 1:58 - 26/03/2017 - عدد القراء : 1520

كم غريبة هي السياسة!! وكم تحمل من متغيرات!! وكم هي خطيرة الرؤية “الاستاتيكية” الجامدة التي لا تؤمن بالتحولات!! فلم تمر اسابيع على حظر سفر العراقيين الى الولايات المتحدة، الا ويقوم السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الخارجية بسفرة تذكر معظم التقارير انها كانت موفقة للولايات المتحدة. فلقد حظي الوفد باهتمام خاص من الادارة الجديدة، التي كثرت التكهنات حول سياساتها، وسعت كل الاشارات الرسمية والتشريفاتية والتصريحات المعلنة لان تتعامل مع العراق كشريك، وليس كمتهم، كما كان قرار المنع يوحي به. فمن متابعة المؤتمرات الصحفية والتقارير المختلفة والمعلومات المنقولة، يبدو ان الوفد قد عقد اجتماعات ناجحة مع الادارة الامريكية الجديدة. ومن يقرأ مقالة السيد رئيس مجلس الوزراء في “الواشنطن بوست” سيجد انها تدور حول نقاط محورية هي موضع اتفاق ومفاتيح نجاح:

  1. ان تنظيم العلاقات العراقية الامريكية وفق اتفاقية “الاطار الاستراتيجي” هو مبدأ سليم. اذ سبق لمجلس النواب ان صوت على هذه الاتفاقية الجامعة لملفات عديدة أمنية وسياسية واقتصادية وتعليمية وثقافية التي تشملها العلاقات بين الطرفين. فهذا اطار واضح وشفاف وندي للتعامل، فلا شيء تحت الطاولة بل كل شيء مشرعن ومعلن.
  2. ان اعطاء الاولوية لمحاربة “داعش” هو بوصلة دقيقة لتنظيم العلاقات الداخلية والاقليمية والدولية. بل هو اساس لدعم ولحماية جميع القوى التي قاتلت “داعش”. وهو ما يضمن تطوير بناء القوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة وبقية القوات في اطار الدولة وليس خارجها، فنخرج من معركة الموصل والعراق اكثر قوة ووحدة واطمئناناً.
  3. ان تأكيد بناء دولة بعيدة عن البيروقراطية والمحاصصة والاستفراد الشخصي والحزبي والفئوي هو من اهم الخطوات التي يجب تبنّيها لتجاوز ازمة الحكم الحالية.
  4. ان استقبال الاستثمارات وتشجيعها وتبني اقتصاديات السوق لتقويم عمل القطاع العام والخاص هو من المبادىء الاولى للاصلاح الاقتصادي والخدمي الذي تحتاجه البلاد. كما ان التوجه لتقليل الاعتماد على الاقتصاد النفطي هو من اهم المسارات التي يمكن ان تنقذ البلاد من النتائج التي قاد اليها الاقتصاد الريعي الاحتكاري للدولة في هذا العهد والعهود السابقة.
  5. ان تأكيد مبدأ الصداقة مع جميع دول الجوار يشمل ايران والسعودية وتركيا وبقية دول الجوار.. وهو ما يرسم للعراق دوراً محورياً في التقريب بين دول المنطقة.. وهذه رؤية مهمة ليس على صعيد علاقة العراق بدول الجوار فحسب، بل على صعيد العلاقات الداخلية العراقية ايضاً. فبدل ان يجد الاخرون امتداداتهم المفترضة داخل العراق ليتخاصم او يتقاتل العراقيون بالنيابة، يجد العراق جسوره وعناصر ارتباطاته مع خارجه، بما يطمئن جواره وخارجه، وان مصالح وامن وسلام جميع تلاوينه هي جزء من مصالح وامن وسلام المنطقة والعالم.

فالارتكاز على النقاط اعلاه هو منهاج صحيح. فلقد جرب العراق سياسة المحاور والعداوات الداخلية والخارجية، ودفع نتيجتها ثمناً غالياً.. ليس في حروب وتصادمات الداخل فحسب، بل مع الدول كحربه مع ايران او اجتياحه للكويت ايضاً. وهو ما دمر العراق مادياً واخسره الكثير من سيادته وكبله بسلسلة من القيود والعقوبات والسياسات والتوجهات مزقت وحدته وتلاحم نسيجه الاجتماعي. وحسناً فعل السيد رئيس الوزراء، اذ لم يذهب ليؤلب الادارة على احد من جيرانه، بل ذهب ليضع العراق في مكانه المناسب كدار سلام ومحطة تلتقي عندها الشعوب والدول. وهذا هو دور العراق الحقيقي والتاريخي والذي يمكن ان ينهض به وتنهض معه المنطقة بكاملها. كذلك حسناً فعل السيد وزير الخارجية في لقائه بنظيره السعودي وتأكيد الاخير على مبادىء التعاون مع العراق وأهمية تطوير العلاقات المشتركة. ولابد هنا من الاشادة بدور سفيرنا الكفء في واشنطن في نجاح الزيارة ومتابعة نتائجها. وكما تم تطمين الجانب الامريكي والسعودي فيما يخص توجهات العراق والاطارات التي تنظم حركته بما يضمن مصالحه وسيادته، فان المطلوب ايضاً تطمين الجانب الايراني، او اي جانب مطلوب تطمينه، لتأكيد توجهات العراق والاطارات المنظمة لحركته، وبذلك يساهم بالممكن لنزع كل ما يمكن من فتيل التوتر الاقليمي والعالمي، وليلعب دوره الطبيعي والتاريخي لمصلحته ولمصلحة المنطقة والعالم.

عادل عبد المهدي

blog comments powered by Disqus

مقالات مشابهة

العدالة PDF

Capture

ملحق العدالة

mulhaq-preview

استبيان

الطقس في بغداد

بغداد
23°
34°
Sun
31°
Mon
الافتتاحية